سمير الصحن ... استعجلت الرحيل

نعم ياصديقي لما كنت موهوما بانجاز مسرحي يعيد اليك ماء وجهك الذائب في الطرقات وبقايا اسم (لكومبارس يحلم بالبطولة في بلد ماعرف البطولة في تخليد ابنائه الا بعد مماتهم!
اتذكرك بسكارتك التي تترك اثار دخانها الباهت على شاربك الاسود الكث.
فقرت... مرضت ... تشضيت في مجالسنا المختبئة من رصاص التيه الايدلوجي
ياترى ما اخر صورة ترائت لك وانت تغمض عينيك الاغماضة الاخيرة؟
ابنائك ... اصدقائك الذين بعتهم كتبك القديمة لتشتري سكارة تقتل فيها اخر اشباح التيه لديك
ياترى لماذا لم ينعك ابطالك الكثر؟
لماذا لم يندبوك ...كما ندبوا احلامهم السكرى في حانات الظيم والعوز والسقم
وانت يا مجلسنا ... ياحديقة احاديثنا السياسية التي ما انفككت تنادي بالوطنية
ها انت تفقد وجهك الفني الذي كان يعطر جلستنا المستديرة وسط ضحكات (النصب) علينا
هل هرمنا... هل ضعنا ونحن نبحث عنا
لم يبق لنا سوى مخاوفنا وشلة من سلالة منقرضة
محمد الخطاط... الذي صنع من عذاباته الهة للفقر... لم يسجد لها قط
جابر السوداني... ذلك اليساري الطيب الذي يحلم بحقوق البرولتاريا
علي خريبط... الذي يصنع من الحب كوؤسا للصد
جبار طاهر بضحكته التي ما انفكت تملا راسي مثل افكار بيض
أ يـــــــه ياسمير... يا اخر مواليد النبل
ياترى مالذي شغلني عن الرد عليك عندما طلبتني قبل ان تسري قوافلك نحو الشمس
هل كنت تعلم عندما(استعجلت الرحيل) ام لم نعد نستوعب طيبتك القسرية التي كنت
تجابهنا بها نحن ابناء البلد المسجونين باحلامنا القانونية
كنت عاجزا عن الرد عندما سئلني (ابني احمد) عنك
قلت له مـــــــــــــــــــات... قال يعني (بعد ما يجي)
ذهبت عنا كما ذهبت امالنا ادراج الرياح ونحن مسكونين بتحرر زاد عبوديتنا رقا
ياترى لما تطاردني نظراتك اينما ذهبت
ياترى لماذا لم انشغل عنك كما انشغلت عن ناسي واهلي
ذهبت وبقينا ومت وبقينا نشتر عبارات الحزن ومواويل الجنوب الجنائزية
تركتنا ننظر لبعضنا وفينا جرم من قابيل ياكل وينام معنا ككابوس ليلة من ليال زنازيننا الماضية
ونحن هنا ...تهنا... انشغلنا... افترقنا... ؟
وفي مقلنا المتعبة صورتك في تلك الحديقة (البرلمان) نلوك الاحداث كبلدوزر سياسي مج