مواضيع اليوم

سميح محسن :شاعر فلسطينيي وكاتب وناشط حقوقي

عوني عارف ظاهر

2011-04-15 18:46:30

0

سميح محسن :شاعر فلسطينيي وكاتب وناشط حقوقي

من قرية الناقورة _نابلس

بمناسبة صدور مجموعته الشعرية (جمرة الماء). تقع المجموعة في (112) صفحة من القطع المتوسط، وتحتوي على ثلاثة أجزاء، وهي: في توصيف ما كان؛ جمرة الماء؛ وعن البحث عن المكنون (أقرب إلى السيرة الذاتية). وزُيِّنَ غلاف المجموعة بلوحة (ابتهال) للفنانة التشكيلية السورية المبدعة ريما الزعبي
استضاقتنا مديرية الثقافة ومدبرها الاستاذ عبد السلام العابد في طوباس لنلتقي سميح محسن حيث تحدث لنا خلال الساعة ونصف الساعة عن تجربته الشعرية، والبيئة التي عاش فيها طفولته، وتأثيراتها على قصيدته. ثم قرأ بعض نصوصه الشعرية، وبدأ بقراءة قصيدة (لنا في النيل)؛ ثم قرأ عددا من قصائد مجموعته الجديدة، أعقب ذلك نقاش بينه وبين الجمهور حول تجربته، واختتم اللقاء بتوقيع الشاعر على المجموعة. التي اهداها للحضور

 


والان الى المزيد من القصص والقصائد الصغيره للكاتب سميح محسن

أحلام صغيرة

كَطِفْلَةٍ صَغِيرةٍ وعَدَتْها أمُهَا بِهَديةِ عِيدِ مِيلادٍ لَمْ تَنَمْ لَيْلَتَهَا الشَتَويةَ. لَمْ تَبْرَحْ المرآةَ إلا بَعْدَمَا سَمِعَتْ صَوْتَهُ لِلمَرَةِ العَاشِرَةِ وهو يَسْتَحِثُّهَا عَلى إنْهَاءِ تَبْدِيلِ مَلابِسِهَا اسْتِعْداداً للخُروجِ إلى المَطْعَمِ لِتَنَاوُلِ وَجْبَةَ العَشَاءِ خَارِجَ المنْزِلِ لِلمَرَّةِ الأولى مُنْذُ اقْتَرَنَا بِبَعْض. أَوْقَفَ السَيّارَةَ أَمَامَ البنكِ، تَرَجّلَ مِنْهَا، واتَجَهَ نَحْوَ الصَرّافِ الآليِّ، وَعَادَ خَائِباً. تَفَهَّمَتْ أنَّ الأمْرَ خَارِجٌ عن إرادَتِه، فوَعَدَهَا بوَجْبَةَ العَشَاءِ مُجَدّداً.
أَثْنَاءَ عَوْدَتِهِمَا إلى المَنْزِلِ التَصَقَتْ بِهِ في حَرَكَةٍ غَيْرِ شُعُورِيَّةٍ، وَسَأَلَتْهُ كَطِفْلَةٍ بَرِيئةٍ: وَهَلْ ستأخذني إلى المَسْرَح ؟!! لَمْ يُجِبْ. وَفَوْرَ ارتِدائِهَا مَلابِسَ النَومِ أُصِيبَتْ بِحَالَةِ وُجُومٍ: مَاذا أعْدَدْتِ لَنَا مِنْ طَعَام ؟!!
كَانَتْ عَيْنَاهُ تَتَفَحَصانِ حَرَكَةَ صَدْرِهَا، بَيْنَمَا كَانَتْ تَحْبِسُ دُمُوعَهَا، وفَجْأةً أجْهَشَتْ بِالبُكَاءْ


كابوس

حَلِمَتْ بأنّها ماتَتْ.
كَتَبَتْ لَهُ فِي الصَباح بأنّها كَانَتْ تَبْحَثُ عَنْهُ بَينَ المُشَيِّعِينَ لِتَعْرِفَ مَدَى حُزْنِهِ عَلَيهَا، إلا أنّها لَمْ تَعْثُر عليهِ في جَنَازَتِهَا.
اسْتَيّقَظَ فِي صَبَاحِ اليومِ التَالي، قرأ رِسَالَةً مُقْتَضَبَةً في بَريدِه عَلَى صَفَحَاتِ التَواصِلِ الاجْتَمَاعِي: (عزيزي، قَرَرْتُ أنْ أخرجَ من عالَمِكُم) واخْتَفَتْ صَفْحَتُهَا مِنْ عَلَى الحَائِطْ. هُوَ لا يَعْرِفُ إلا اسْمَهَا المعْلَنْ، وهي تَعْرِفُ اسْمَهُ، وَلَمْ تَتْرُكْ لَهُ نَافِذَةً لِتَعْرِفَ مَدَى حُزْنِهِ عَلَى غِيَابِهَا المفَاجِئ، وَلَهْفَتِهِ لِعَوْدَتِهَا. فَقَطْ كَانَ سَيِقُولُ لَهَا كَلِمَةً واحِدَةً: أَحْبَبْتُك


بَياضُ الوَقْتِ
فِي بَياضِ الوَقْتِ لَمْ أَتْرُكْ سَحَابَاتِي
وَمُوسِيقَايَ تمشي
في ظلالِ المَاءِ
تَنْمُو تحتَ أقدام الصدى
فِي بَياضِ الليلِ أيامِي تَسِيرُ
على ضِفَافِ اللوزِ
تَمْشِي أغْنِيَاتِي
حَافِياتٍ في الندى


وهربت بجلد أرنب وإطراف غزال

كنت دائما أؤكد على التشابه الكبير بين مهنتي المدرس والمهندس, فالمهنتان جذرهما واحد وهو علم الحساب, وصاحباهما يعملان بالبناء, فأنا أبني البشر, والمهندس يبني مساكن لتأويهم, لذا لم أفاجأ عندما سمعت عطا الصوص, الذي كان يعمل (قصارا) في إحدى القرى, يقول بلهجة حاسمة لصاحب البيت الذي يعمل لديه “جاء المهندس, وسنطلب منه تكييل مساحة القصارة!؟”.
كانت مهنة الهندسة تستهويني منذ الصغر, لكن ضعفي في مادة الحساب، وفقر أهلي حرماني من تعلم الهندسة, في حين طار ابن صفِّي , محمود الحسن, إلى أميركا وعاد بشهادة الهندسة. وكنت قبل مقدمه غير الميمون, أعمل مدرسا للحساب في مدرسة قريتنا الابتدائية, وفي عطلة الصيف أسلي وقتي في بناء سلسلة حجرية لهذه الأرض أو تلك, أو أُشرف على بناء طابون, أو قن للدجاج. كما أنني لم أكن أُفَوَّت فرصة بناء بيت في القرية إلا ووقفت, متطوعا, على رأس البَنّاء. وكانت الأمور تسير على أكثر من “على خير ما يرام” إلى أن عاد “الباش مهندس” -كما كان يحلو لوالده أن يناديه، وتبعه بذلك أهالي القرية – وأخذ يتفلسف على كل كبيرة وصغيرة.
ولكن, مالكم وطول القصة. فقد وجدت في الطلب مني أن أُحَكِّم في النزاع بين “القصار” وبين صاحب البيت فرصة لرد بعض الاعتبار الذي فقدته منذ عودة “الباش مهندس” إلى القرية. وحملت المتر وعلوت صهوة البيت كفارس متشوق للنزال يعتلي صهوة جواده, وأخذت بالصراخ (12×8, 7×3, 27, 20سم ×13, 7سم..الخ). وكنت بين الحين والأخر اسمع همهمات وتمتمات صاحب المنزل إلى أن قال لي “يا باش مهندس القصارة هنا غير مستوية, ألا ترى الحفر في جدار الحمام؟! والله الصقر يدخل في هذه الحفرة”. وما كان مني إلا أن ردعته قائلا “إذا كنت تتحدث عن الهندسة فإن بيتك كله غير قائم على أسس هندسية, ولو كان المجلس المحلي في بلدتكم شريفا, لقاد رئيس المجلس بنفسه الجرافة وساوى البيت بالأرض”. فقال “لكن اكبر مهندس في المنطقة يشرف عليه”.
وفي نهاية الأمر قلت له إن مساحة القصارة 4153 مترا مربعا. جن جنون الرجل وقال “حساب البنا أرحم من حساب المهندس, البنا قال 1500 متر واختلفت معه “فقلت للقصار سامحه بالأمتار الفراطة, وحاسبه على 4 ألاف, واعتبر الفراطة نقوط للبيت”.
في هذه الأثناء حدث ما لم أكن أتوقعه, أقبلت سيارة رمادية اللون وقال صاحب البيت “هذه سيارة زميلك المهندس الذي اشرف على الورشة. وقبل وصوله قلت “يا جماعة انأ ذاهب لتلك الصبارة لقضاء حاجة, وبدأت أراقب الوضع, وسمعت “القصار” يقول “يا عمي هناك فرق كبير بين ألألف متر وشوية والأربعة آلاف متر وشوية”.
وبعد اخذ ورد شاهدت صاحب البيت يدخل مسرعا إلى بيته. ظننت في البداية إنه ذاهب لتحضير فنجان قهوة للجماعة, وإذا به يتأبط قضيب حديد ويركض باتجاه الصبارة. وما كان أمامي سوى العدو في جلد أرنب وأطراف غزال.

 

قرن الغزال
عَلَى زَهْرَةِ اللوزِ
أرسمُ بِالماءِ لَونَ السَّحَابْ
أُعَطِّرُهَا بالينابيعِ
ألوانِ وَردةِ قرنِ الغَزالِ
فتخرجُ صورةُ امرأةٍ في الغيابْ
تُلَوِّنُهَا بِالبَياضِ
لِتَخْرَجَ بيضاءَ مِنْ غيرِ سوءٍ
تُزَيِّنُ وَجْهَ الكتابْ

الشَامِي والمغْرَبِي

أَوقَفَ أبو الطَيبِ المتَنَبِي فَرَسَهُ أَمَامَ مَقَرِّ صَحِيفَةِ (المربَد). تَرَجَّلَ عَنْهَا، واتّجَهَ نَحْوَ البَابِ، وَكَانَتْ عَلامَاتُ الغَضَبِ تَرْتَسِمُ عَلى مُحَيَّاه. اعْتَرَضَ رَجُلُ الأمنِ طريِقَهُ، وَعِنْدَمَا طَلَبَ مِنْهُ بِطَاقَةَ هَوِيَّتِهِ، صَرخَ فِي وَجْهِهِ قَائِلاً: {{أنا الـذي نظـَرَ الأعمى إلى أدبــي … وأسْمَعَـتْ كلماتـي مَـنْ بـه صَمَـمُ }}. ألا تعرفُنِي، وأنا:{{الخَيْل واللّيْلُ والبَيْداءُ تَعْرفُني… والسّيْفُ والرّمْحُ والقرْطَاسُ والقَلَمُ}}، ثُم انْدَفَعَ إلى الدَاخِلِ، وَتَوَجَهَ غَاضِبَاً إلى مَكْتَبِ أبي الفَرَجِ الأصْفَهَانِي، وكَانَ آنَذَاكَ يَعْمَلُ مُحَرِّراَ ثَقَافِيَّاً فِي الصَحِيفَةْ.
احْتَجَّ أبُو الطَيبِ عَلَى أبِي الفَرَجِ لأنَّه لَمْ يَنْشُرْ قَصِيدَتَهُ فِي هِجَاءِ كَافُور الإخْشِيدي. عَبَثَاً حَاوَلَ إقْنَاعَهُ بِأنَّ نَشْرِهَا سَيُسِيء لَهُ بَعْدَ نَشْرِ قَصِيدَتِهِ فِي مَدْحِهْ.
لَمْ يَتَمَالَك أبو الطيبِ أعْصَابَهُ، وتَساءَل: مَاذا جَمَعَ الشَامِي على المغْرَبي، في إشارةٍ ضِمْنِيّةٍ إلى أصْفَهَان حيث وُلِدَ أبو الفرج، والحَبَشَةِ حيث وُلِدَ كافور.

وبناء على طلب الاخت فدوى انزلت قصيدة /لنا في النيل / بصوت الشاعر نفسه وكان التسجيل جانبيا واضطررت الى تخفيف لحجم على حساب  الوضوح من 240 الى 20 ميجا بيت  ارجو ان اكون وفقت 

وللمزيد من المعلومات عن الكاتب والشاعر القاص سميح محسن يمكن زيارة مدونته على الرابط التالي:

blog.amin.org/sameeh


مع تحيات :عوني ظاهر




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات