مواضيع اليوم

سمك بالليمون!

علي جبار عطية

2013-10-01 08:24:17

0

علي جبار عطية
الأربعاء 28-08-2013
 

يخدع المرء وهو يرى السمك المسكوف يشوى أمام محل افتتح حديثا في الشارع الرئيس لمنطقتي الشعبية في بغداد . أما وجه الخدعة فليست رائحة الشواء التي تلوث البيئة و ( وتزفرها ) إنما إعلان صاحب المطعم انه يبيع السمك الحي ويشويه بسعر ألفي دينار لكل كيلو غرام واحد !
 أقرر المجازفة واختار سمكة كارب تلبط فيمسكها البائع بمهارة ثم يزنها فإذا وزنها كيلوا غرام إلا ربعا !
 وبلهجة واثقة من النصر يقول : السمكة مشوية وكاملة بـ (16) ألف دينار وتتسلمها بعد ساعتين ! يشق بطنها ويستخرج أحشاءها التي تناهز نصف كيلو غرام ويقول : هذه لا تفيدك !
مع العلم ان ( الثرب ) وهو بيوض السمك يباع في السوق بـ (8) آلاف دينار للكيلو غرام الواحد ! هنا يشعر المرء بالغبن فحجم السمكة ليس كبيراً ويتضح ان شيها تكلفته أربعة آلاف دينار ثم ان وزنها مشكوك في صحته فقد كانت تلبط حتى وهي في الميزان!
 بعد ساعتي انتظار مملتين أمر على البائع فأرى أناسا متذمرين من الانتظار والأخطاء في تحديد السمكة المطلوبة وسمعت احدهم يقول :  (التوبة بعد اشوي هنا!(
بحركة بهلوانية يمتص البائع حالة التذمر فيرفع الأسماك المشوية ويقلبها ليقرأ أسماءنا التي لا ادري كيف صمدت مع اشتعال النار ثم يغلف كل سمكة بغلاف فضي مسلفن ويسلمنا السمك الجاهز للأكل .
حين أصل إلى البيت أفاجأ بصغر حجم السمكة الموعودة وتتحرك في داخلي الظنون لكني أطفأتها بفكرة أن حسابات الحقل غير حسابات البيدر وأن حدث اختيار السمكة وقرار شيها خارج المنزل أصبح جزءاً من التاريخ وما علي سوى المضي في إجراءات  أكلها !
 مفاجأة أخرى كانت تنتظرني اذ ان لحم السمكة حامضي ويبدو ان صاحبنا عصر عليها ليموناً لإعطاء طعمها بعداً آخر يبدو غريباً لكنه طيب على اية حال مع الإحساس بالخدعة من هذا البائع والإصرار على عدم تكرار هذه التجربة المريرة ! ما الذي حصل؟
ان النتيجة لم تكن بمستوى الثمن الذي دفع من اجلها فكأنما انتهيت من مراجعة لأحدى الدوائر الحكومية ذات الإجراءات الروتينية مع تأكدي من صحة المثل القائل عن السمك ( مأكول مذموم ) بوصفي أنا الذي ينطبق عليه هذا المثل لا السمك!
ودهشت أكثر من من مثل اعتاد  النحويون على ضربه  يقول (أكلت السمكة حتى رأسها((.



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !