سمكة تتعطّر بموج البحر
حين تداعب أنامل أصابعي اللّيل في شعرك،وتذوب نظراتك وجْدا ترتوي من لهبي...
وحين يتحوّل الصّمت بيننا إلى حوار متعة،أكون آنذاك إنسانا بلا هواجس ولا هموم...
حين تمتدّ أيدينا إلى شجرة الحياة تقطف ثمارها الطّازجة برفق وولع وتقْْظم تفّاحها الشهيّ بشهوة ونهم،
يتحوّل القظم إلى سحر بيان وتتحوّل أصابع أيدينا متشابكة إلى رسم إبداع فنّان ملهم...
يُخيّل إليّ وثغرك يفترّ عن ابتسامة وديعة أنّ إشراقة شمس الصبح تتسلّل من بنانك،والصبح بيانه ضياء والضياء صفاء...
صمتنا ينسف دمامة الزّيف وعربدة الشّكّ،ينحت أروع تمثال آلهة حبّ تتربّع على عرش الوجود.
ما الوجود؟..
لم أعُد أراه إلا جرْحا من الماضي ضمّده رُضاب على شفتيك،وسحرا من الحاضر يفيض به مغْناطيس عينيك...
بريقُ عينيك قدري الذي أراه ضاحكا،أقبض عليه في رموش جفنيك وقد بلّلهما النّدى دمعا من اللؤلؤ قبل أن يتناهى صوتك في أذني همسا رقيقا ملائكيا...
ما تزال كلماتك المرتبكة يتردّد صداها على سمعي:"الزورق صغير والرياح عاتية والبحر هائج..."
آه من تسلّل الرّيبة في خصوبة "حوّاء" ترعاها بذْرا يخدش في الرّجل كبرياءه ويتيه به في اليُبس والتّخشّب والقحط...
إنّي لأرى الزّورق على زبد البحر شامخا وكأنّي به هو البحر والبحر زورقه...
وإني لا أرى في البحر غير سمكة ترقص وهي تسبح...تقفز إلى زورقي تارة لتُعطّرني،وأخرى إلى اليمّ لتستحمّ...
فيك ما في السمكة الخبيرة بكنوز البحر وأهواله من نزق وريبة...
والبحر تهون أهوالُه ما دمت أنت كنْزه...
أتدرين وأنت تتعطّرين بموج البحر أنّ البحر عطرُه أنت ياسمكتي المرتبكة؟.ا..
عطّريني بعطرك حتى لا أخشى البحر في عينيك،حتى أركب أهواله غير مكترث...فمن استحمّ في بحر عينيك تطهّر من الخوف والشكّ ووهبتْه أقداره "بوصلة" الكون فضاء ويابسة وبحرا...
اسمعيني نبضات قلبك بيانا،واستغْني عن بيان اللسان ،فاللحظة مهابة للخشوع...
وأنت فيها سمكة تصيدُني...هل سمعْت بسمكة تصيد صيّادا وهي تتعطّر بموج البحر الذي تُعطّره؟.ا..
التعليقات (0)