مواضيع اليوم

سمكة القرش العملاقة (قصة قصيرة)

أيمن عرفان

2011-03-21 04:52:31

0


ذيلها العملاق تضرب به مياه كل بحار العالم بقوة ، أينما كنت قد تصلك أنيابها ، تغريها رائحة الدماء لتسفك منه المزيد ، عيناها المفتوحتان ترقبان كل حركة في محيط الدنيا ، حتى تنجو منها لابد أن تجلس صامتا في قاع المحيط لا تتحرك ، لو تحركت فأنت تهدد أمنها واستقرارها فلا نجاة لك من أنيابها ، لا تتكلم ، فكلامك دائما يزعج هدوء نفسها ، لا تفكر ، ففكرك دائما مسموم لا يلحق إلا الدمار على كل بني البحار ،إن فعلت ذلك ربما تنجو ؛ وربما طلبت منك ألا تتنفس ، فأنت ستسلب منها كل هواء المحيط ، وإن تنفست فالويل لك .

ارتفعت أمواج المحيط معلنة عن قدوم عاصفة ، زاد هياج البحر معلنا عن رفضه لكل أنواع الظلم ، سارعت الأسماك الصغيرة لتدفن أنفسها بالرمال فقد ظنت أنها لا حول لها ولا قوة أمام ذلك المارد . صعدت السمكة العملاقة إلى السطح باحثة عن ضحية جديدة ، ظنت أنها أقوى من الموج ومن المحيط ومن العواصف بل ومن كل شيء . أطلت من الماء بأنفها المدبب وعينيها الباردتين أشبه بعيون الموتى ، كانت الأمطار تهطل بشدة وضوء البرق يخطف الأبصار ، للحظات عميت عيناها من ضوء البرق وصمت أذناها من دوي الرعد ، حاولت أن تغوص في الأعماق ، ولكن قد فات الوقت ، سقطت عليها صاعقة من السماء فتحول ذلك الجسد العملاق إلى كتلة من الفحم ، أخذت تغوص في الأعماق فتأففت الأسماك الصغيرة من نتن ريحها وقبيح وشكلها .

نسيت أن في تاريخ البحار من كان أضعاف أضعاف حجمها وسطوتها وجبروتها وما كان مستقرهم جميعا إلا …… قاع المحيط .





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !