سلَّموا الحدباء وتفننوا في حرق الشرفاء، مجزرة كربلاء شاهدا.
في ليلية رمضانية تفوح بعبق شهر الله، شهر سلام هي حتى مطلع الفجر، وفي واحة كربلاء الشهادة والإباء والإنسانية والمظلومين...تراءت إلى الأنظار جيوش عرمرم، تنوعت أصنافها وتشكيلاتها ومليشياتها... مدججة بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة... ترافقها جوا الطائرات المقاتلة والأباتشي.. وكأنها في طريقها لخوض حرب ضروس أمام عدو شرس....
ترى أين تسير هذه الجحافل... هل تتجه نحو الموصل لتحريرها من قبضة داعش الذي اختطفها بلا قتال وعناء... بعد أن سلمتها له القيادات وهربت قبل أن تطلق رصاصة واحدة... وتركت الجنود كالأضاحي تحت سكين النحر...هل أن صواريخ تلك الطائرات، وقنابر الدبابات والمدافع والهاونات، والرصاص ستوجه صوب "داعش" لتحرير أم الربيعين... واستعادة هيبة الجيش الذي هربت قياداته العسكرية وسلمت الموصل لــ "داعش"....
فجأة توقف الزمن... وتلبدت السماء بظلمة قاتمة...هدوء ينذر بخطر محدق... منع للتجوال...استنفار...انتشار كثيف للجيش وغيره من القوات العسكرية والمليشياوية... ما الذي يجري...؟!!! هل أخطأت القيادات طريق الموصل...؟!!!،كما أخطأت وأخطأت....
فوهات المدافع والدبابات والهاونات والمدرعات والرشاشات ومن فوقها الطائرات وكل آليات ذلك الجيش العرمرم تتجه صوب دار المرجع الصرخي... انهالت الصواريخ والقنابر والنيران والرصاص كالمطر على الدار ومحيطها.....
لم ينبلج فجر ذلك اليوم الرمضاني إلا وهو ملطخ بدماء الأبرياء... يحمل بين أجنحته المنكسرة أشلاء متناثرة... وأجساد محترقة... وأعضاء مقطعة... وطفولة مذبوحة... وأيد مكبلة... وركام دار مهدمة... وما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب احد....
العجب كل العجب... إيران والمرجعية والحكومة والمليشيات الخاضعة لها تنشغل وتكرس كل جهودها وتحشد جيوشها ومليشياتها وعصاباتها وأسلحتها وأموالها وطاقتها وإعلامها لقمع رجل لا يملك إلا العلم والأخلاق والمواقف المبدئية والوطنية والإنسانية وتترك داعش يصول ويجول في العراق....
أليس من المفترض والواجب بهم أن يذهبوا بجيوشهم ومليشياتهم لمقاتلة "داعش" وتحرير مدينة الموصل التي سلموها على طبق من ذهب لداعش، لا أن يكشروا عن أنيابهم ويستعرضوا عضلاتهم ويمارسوا بطشهم بحق ناس عزل لا يملكون إلا العلم والأخلاق والولاء للوطن ورفض التبعية....
https://www.youtube.com/watch?v=ExzW0q1nBgw
الفلم الوثائقي .. جريمة كربلاء
https://www.youtube.com/watch?featur...WpOmdGelME&app
حقائق الهجوم على براني المرجع العربي السيد الصرخي
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)