مواضيع اليوم

سليمان في مدينة جدة

فلسطين أولاً

2011-02-17 23:22:25

0

سليمان أحد الرجال الذين لمحوا باب الرزق في جدة براتب وقدره 3500ريال , فلم متاعة وقبل يدا والداه , ثم ذهب في إتجاه جدة , وسلك الطريق وفي رأسه تجول الأماني وفي عينيه تدور صورة والده ودمعة والدته , وفي أذنيه يتردد صدى دعائهما .

دخل سليمان لجدة وبحث وجال حتى وجد المسكن الذي سيضع فيه متاعه , وأخذ السكن وكان أول شروط المؤجر دفع الإيجار مقدماً , فما كان من سليمان إلا أن يقوم بدفعه مرة واحدة .

سليمان مرت عليه السنة الأولى في جده وقد قارب على الإفلاس , فسيارته تضررت كثيرا , إما بكسر زجاجها وسرق مايوجد في داخلها , وإما بصدمها وهو في داخل عمله وحين يخرج لا يجد من قام بصدمه .

أو تقوم بصدمه سيارة قديمة متهالكة أضرت بالبيئة بكثرة عوادم محركها , وحين يتافهم مع صاحبها يجده من فقراء المدينة الغنية .

وتضرر سليمان بإرتفاع المواد الغذائية في الأسواق فهو أعزب وقليلا مايقوم بالطبخ لنفسه , وكان في أحد المرات اراد أن يتغدى فدخل أحد المطاعم فطلبة وجبة غداء دجاجة مع الأرز فصدمه إرتفاع المبلغ من 22 ريال إلى 35 ريال , فأندهش فأخذ الهاتف ليكلم مسئولين الأمانة فصدم برد الموظف بقوله اتريد أن أدفع عنك هذه المبلغ ( تراها 13 ريال فرقت !!!!)

وعندما جاء شهر 11 / 1430هـ إذا بصاحب المنزل يقف أمام الباب يطلبه إيجار المنزل , فحاول سليمان تأجيله قليلا إلا أن المالك رفض إلا الآن فما عليه إلا أن يدفعه , ومرت الايام ويأتي يوم 8/ 12 / 1430هـ وتهطل الأمطار وتأتي على كل شيء أمامها وكان منزل سليمان من اول المنازل التي أتى عليه الماء فذهب كل مايملكه في غياهب ظلمة الماء , وأنهدم جزء من منزله على خزانته فتدمرت أجهزته وحقائب عمله المرهق بالراتب الزهيد , وشنطته التي تحمل ثيابه والهدايا لوالديه ولإخوانه تفجأ أن المطر لم يدعها له , فرضى بقضاء الله وقدره وذهب لإهله لقضى إجازة العيد وذهب مثلما ذهب منهم .

عاد سليمان لجده وبحث وجال حتى وجد السكن الذي يئوي إليه , ولكن في حي آخر , وقام بدفع إيجاره مقدماً كما فعل المرة الأولى ومرت السنة ويأتي آخر شهر 12 من عام 1431هـ وإذا بصاحب المنزل يأتي ويطلب الإيجار للسنة الثانية فقام سليمان ودفع له الإيجار , ومر الشهر الأول كغمضة العين على سليمان , ويأتي شهر صفر , وتأتي الأمطار التي تباشر بها كل المدن إلا سكان جدة , لإنها كررت الكارثة مرة ثانية وتضرر منها الكثير كما في الكارثة الأولى , وكان لسليمان من الضرر أيضا نصيب , فتضرر كل ما قد كان في منزله , وأيضا ذهبت سيارته المتعبة من كثر الصدمات .

فجلس سليمان مكلوما فذهب كل ماله , فسيارته التي تذهب الشركة ثلث راتبه بسببها , و أثاث منزله الذي اشتراه لكي يهنأ فيه بعد تعب العمل المرهق الذي يزيده تعبا زحمات جدة إرهاقا ً , كيف يجد غيرها بما تبقى من راتبه 3500 الذي ذهب ثلثه لأحد الشركات .

وماتبقى للقمة العيش , فكل شيء لبس الغلاء , وما تبقى لوسائل نقله , فسيارته ذهبت ووسائل النقل العامة فالمملكة لاتوجد , وكيف يرد صاحب المنزل له الإيجار , وهو المسكين قد تضرر أيضا بخراب ملكه .





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !