علي جبار عطية
الأربعاء 04-07-2012
يحلو للكثير من متابعي كرة القدم اللعبة الشعبية الاولى في العالم ان يشاهدوا المباريات ويتفاعلوا معها من دون فلسفة ولاتنظير واحياناً حتى من دون تفكير وعذرهم في ذلك ان هذه اللعبة لاتتطلب بذل مجهود فكري او تأملي عال انما تجري وقائعها على وفق قواعد وانظمة معروفة بل ميسرة !
لكن هذه النظرة تقليدية لاتنسجم مع الثورة العلمية الكبرى التي ترى انه لاتطور حقيقياً في اي مجال من مجالات الحياة من دون تطبيق اساليب علمية للوصول الى الهدف .
وعليه فلا يمكن النظر بدهشة الى تبوؤ فرق كاسبانيا وايطاليا والبرازيل لمراكز متقدمة في عالم كرة القدم من دون معرفة الاسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا التفوق فقد ولى عصر النخوة والغيرة وحل محله عصر البناء العلمي وتأسيس مراكز تدريبية وتعليمية لانتاج اجيال من اللاعبين الى درجة أن أحد الخبراء يقول ان اليابان خططت لأن تفوز بكاس العالم لكرة القدم عام الفين وخمسين !! وغير بعيد عن الموضوع ومن منظور اجتماعي افاجأ بتصرفات داخل الملاعب ليست من الرياضة بشيء تشعر المرء بالانزعاج وتجعله يدرك مدى وحشية الانسان وهي تفقد المشاهد احساسه بمتعة المباراة ومن ذلك تعمد بعض اللاعبين ضرب المهاجم ضرباً مبرحا وبالاخص على ساقه او قدمه ومنهم من يجره من قميصه بدعوى انه لعب رجولي! ومن المناظر المقززة شروع بعض اللاعبين بعد تسجيل الهدف بالركض على طول الملعب واطلاق اشارات بذيئة على الجماهير والاكثر قرفاً ان بعضهم يقوم بخلع قميصه فيظل عارياً في منظر لايحسد عليه والمظنون ان كل هذه الحركات استعراضية تمثيلية يراد منها اغاظة الخصم والامعان في اذلاله وهذا ليس من الرياضة في شيء خاصة ان الشعارات المعلنة للرياضة تركز وتؤكد على المحبة والتسامح والتلاقي بين الشعوب.
وتتجسد الخطورة في كون اللاعب نموذجاً وقدوة يتابعه ملايين البشر فاذا كان سلوكه غير رياضي بل وغير حضاري وكان شعر رأسه طويلا أو غير مرتب أوعلى طريقة عرف الديك فماذا سوف تكون النتيجة ؟ ان علماء النفس مدعوون لدراسة هذه الظاهرة المقرفة واقصد بها خلع القمصان بعد تسجيل الاهداف ومتابعة هذه الحالة خاصة بعد انتهاء المباريات وقد وصلت الى تبادل القمصان للذكرى ولايفهم المرء ماالجدوىمن احتفاظ اللاعب الخاسر بقميص غريمه الفائز !؟
التعليقات (0)