سلوك الدول لا يتغير كسلوك الانسان كبيرها يريد إستغلال وإذلال صغيرها وهذه سنة الحياة . عرفتا هذا في التاريخ وقلنا هذا نتيجة الجهل والتأخر . وتطورت الحياة وبعد الحرب العالمية الأولى جاء ويلسون الرئيس الأمريكي ونادى بحق تقرير المصير , فما طلت الدول الأستعمارية لفترة وبعدها شعرت إن الأستعمار والأحتلال المباشر يكلفها كثيرا فتوصلت إلى نظرية جديدة هي إنهاء الأحتلال والأستعمار المباشرين مع الأحتفاظ بنقاط عسكرية في المناطق الهامة للهيمنة وتسليم السلطة للطامعين فيها من الوطنيين من الطبقة المستفيدة لحكم شعوبها وإستخدامهم كأداة لأستمرار الأستغلال والهيمنة للأستعمار الغربي القديم أي إستمرار الوضع كما عليه في العهد الأستعمار مع توفير الجهد والأرواح للأستعمار المباشر, وقد وجدت الدول الاستعمارية طبقة تخدم مصالها بتكاليف أقل وتركت الشعوب نقاسي الفقر والظلم والحرمان تحت وكلاء الاستعمار من الحكام الوطنبن . وجاءت الحرب العالمية الثانية وقام الرئيس الأمريكي روزفلت بأعلان حقوق الأنسان والمناداة بالحريات والديمراطية وتنفيذ حق تقرير المصير. لكن هذه المبادئ تريد أداة لتنفيذها ضد معارضة الدول الاستعمارية والحكومات الوطنية العميلة , فخلقت امريكا الأمم المتحدة . ولكن أمريكا وقد شعرت بتوسع مصالحها الأقتصادية في العالم أحتفظت بهيمنتها الدولية مع بعض حلفائها وقيدت ميثاق الامم المتحدة بحيث ينطبق على الصغار دون الكبار الخمسة . وكان هذا أسوأ ما وصل إليه النظام الدولي . لقد كانت الدول الكبرى تتلاعب وتنفذ سيطرتها الأستعمارية وأستغلالها للدول الصغيرة عن طريق عملائها من الوطنيين الين أصبحوا عرضة لثورة شعوبهم لأستلام السلطة وفرض حقوقهم , وكان المفروض أن تكون الامم المتحدة وميثاقها وإعلان حقوق الأنسان نصيرا للشعوب لتحريرها ضد حكامها الذين إستمروا كاداة للأستغلال والكبت الأستعماريين وخدمة مصالحهم . ولكن الامم المتحدة أصبحت أداة في إيدي الدول الأستعمارية الكبرى لخدمة مصالحها والأحتفاظ بسيطرتها على الدول الصغيرة عن طريق عملائها , خاصة وأن أمريكا التي أوجدت حق تقرير المصير وحقوق الأنسان أصبحت على رأس الدول الأستعمارية نظرا لتوسع مصالحها الأقتصادية في العالم بدلا من أن تكون راعية وحامية للشعوب الصغيرة كما كان متوقعا . من هذا نرى أن العالم عاد إلى شريعة الغاب الغلبة فيها للقوي . وليس غريبا أن نرى اليوم إنتفاضة الشعوب الصغيرة المستضعفة ولجوئها إلى التمرد والعنف والأرهاب . ولن يستقر حال العالم إلا إذا حررت الأمم المتحدة من السيطرة الأستعارية ونفذت مواثيقها وميثاق حقوق لانسان وأعطيت المحاكم الدولية سلطات فعالة لمحاكمة كل الحكام الذين يشاركون في حرمان شعوبهم من التمتع بحرياتهم وحقوقهم ومخالفة حقوق الانسان أو الدول ألتي تحاول أستغلال غيرها بطرق غير قانونية . وخلق سلطات دولية لتنفيذ أحكام هذه المحاكم بالقوة وفرض النظام والديمقراطية وأحترام الحريات وحقوق الأنسان . لكن هذا هو أمل الضعفاء ومعارضة الأقوياء والغلبة دائما للأقوياء كما علمتنا الحياة .
التعليقات (0)