سلوكيات بحاجة لرادع
كلمات أصبحنا نسمعها بكثرة في مجتمعنا اليوم «خويتي كلمتني أمس»، و«خروفي كلمني أمس»، ومصطلح الخروف يُطلق على من يقع في شباك فتاة. الكل يفتخر بما حصل عليه من إثم وقلة أخلاق، ممارسات وسلوكيات حطمت قيماً وصوراً جميلة، فما السبب يا ترى؟!
الجفاف والتصحر العاطفي مرض قاتل ضرب كل بيت تقريباً، فبدأ البعض رحلة البحث عن بديل ليروي عطشه العاطفي ويسقي قلبه الجاف، ولم يجد إلا طريقة المعاكسات والمضايقات لعله يجد مبتغاه، أساليب تربوية خاطئة وغياب لوسائل تحتضن تلك الطاقات أنتج ظواهر وسلوكيات يندى لها الجبين خاصة في مجتمع كمجتمعنا.
لقد تحولت الأسواق لأماكن قضاء وقت وغزل بعدما كانت للتسوق، ووسط صمت الجهات المسؤولة عن التوعية والتشريع مازلنا نحل قضايانا بالوعظ دون أن نفكر في تدخل جراحي عاجل يستأصل المرض من جذوره، لا ننكر أن العواطف غريزة والحب قيمة إنسانية عالية، لكن لا يمكننا إغفال أن تلك الغريزة وتلك القيمة بحاجة لضبط وترشيد كما هي بحاجة لوعاء، فالشباب والفتيات طاقات لها عواطفها وهمومها واحتياجاتها، طاقات بحاجة لتوجيه وإرشاد واحتضان قبل أن نفكر في الردع، فالتوجيه المبني على أسس متينة يكاد يكون معدوماً داخل نطاق الأسرة والمؤسسات التعليمية المختلفة، والاحتضان معدوم، فلا مراكز ترعى المواهب، ولا جمعيات تدعم تلك الطاقات، ولا أماكن ترفيه متخصصة تراعي متطلبات تلك الفئات، من الواجب احتضان الشباب والفتيات وتقديم كل أنواع الدعم والمشورة، وبعد أن تقوم الجهات المسؤولة بواجبها تجاه تلك الفئات نفكر في ردع من يتجاوز وينتهك العادات والتقاليد المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف.
التعليقات (0)