مواضيع اليوم

سلمى والذ ئاب

أحمد قيقي

2013-10-15 23:38:07

3

كالعادة  سافر محمد ابراهيم الموظف بالإسكندرية إلى قريته  لقضاء العيد مع أهله وذويه , وقد اصطحب معه أسرته  المكونة من زوجته  وطفليه   , كانت  الطفلة الصغرى اسمها سلمى ,  عمرها أربع سنوات ,  أخذتها مشاهد القرية التى تختلف عما تعودته فى المدينة  , كان أهم  ما أسعدها  هو هذا الخروف  الجميل الذى ربته الأسرة  ليُذبح بمناسبة  عيد الأضحى  .  حين ذهبت مع عمها  لإطعامه  قبل العيد بيومين  ,فى البداية توجست من الاقتراب منه , ولكن عمها أعطاها بعض  أعواد من الحشائش الخضراء كى تقدمها للخروف  الذى أخذ  يلتهمها من  يدها فى حركات مرحة رشيقة  . أخذت سلمى تضحك فى سعادة بريئة  , ولا تكاد تمر ساعة إلا وتطلب من والدها أو عمها  أن يأتى لها  بهذا النبات الأخضر  لتضعه فى فم خروفها  الذى ألفته وأخذت تقترب منه  وتمسح  على ظهره بيديها  بعد أن يتناول الطعام منها  :  شعرت بأنه يبادلها الحب   , حين كان يرفع صوته : ماء - ماء -  كانت تشعر أنه يضاحكها  ويسعد بوجودها ويريد مشاركتها اللعب  والمرح  ,. أصبحت  سعادة سلمى بالرحلة كلها  مصدرها هذا الحيوان الأليف الجميل  الذى كانت  ترى وجهه  أكثر  مودة وأصفى ابتساما   من وجوه كل المحيطين بها من الأهل والأقارب   .  وفى  صباح يوم العيد  استيقظت  مبتهجة  على هذه الهيصة  من صياح أقرانها من أطفال الأسرة  .  شاركتهم مرحهم فى البداية  إلى  أن شاهدت عمها يجذب الخروف  ويجره  على الأرض  بقسوة  . , فى البداية  لم تعرف جلية الأمر  قالت :  بابا  خللى عمو يسيب الخروف  ضحك والدها  وأخذ بيدها قريبا من المشهد  قائلا  إنه خروف العيد  تعالى لتتفرجى . لم تفهم مغزى العبارة  ولكن أخذها الذهول حين رأت سكينا فى يد عمها  التى ما لبثث أن مر بها على رقبة الخروف  فتفجرت منها الدماء   كانت  عينا  سلمى معلقتين بعينى الخروف الذى شعرت بأنه ينظر إليها دون غيرها نظرة  استنجاد  تحولت إلى نظرة وداع ,  صرخت سلمى  فى ارتياع  لم يأبه له والدها أول الأمر  بينما اخذه  بقية الأطفال مأخذ  الدعابة  أحيانا والسخرية أحيانا اخرى لأن أهلهم  عودوهم على  مشاهد الذبح  وسفك دماء الحيوانات  أمام أعينهم  , . مشهد عادى لدى هؤلاء الأطفال  ولكنه كان جارحا  ومريعا  لسلمى ذات الأربع سنوات والتى  لم تستطع استيعاب ما حدث لهذا الحيوان الذى أحبته  وتعلقت به .  . اشتد صراخ سلمى وتواصل  . أدرك والدها جدية الأمر .  سحبها بعيدا عن المشهد   . , أقاربها  من النساء  اللاتى أخذن الأمر فى البداية مأخذ الدعابه  هالهن صراخ  سلمى  ارتاعت أمها  وهى ترى ارتعاش طفلتها  رعشات  متوالية وههى تصرخ  . ترك الجميع  أمر الخروف والتفوا حول الطفلة  المرعوبة  . أخدتها جدتها فى حضنها وراحت ترتل بعض آيات القرآن  واخذ البعض  يتلو شيئا  من التعاويذ   .  مر الوقت ثقيلا حزينا  أخذت سلمى  تستعيد شيئا من هدوئها  بعد أن ألقوا بين يديها مجموعة من اللعب المتنوعة  فى محاولة  لإلهائها كى تهدأ وتنسى   بينما  قال الأب  :  هذا خطأ لا يصح أن يتكرر بأن نذبح الحيوانات  أمام الأطفال  مرة أخرى 




التعليقات (3)

1 - فـاكـر زمـان ...

حـسـبـو - 2013-10-16 05:58:46

عزيزى الاستاذ /احـمـد فاكر زمان فى القرية وفى ليلة العيد ونـحننجوب شوارع القرية وحاراتـها ونغنى ، ابتهاجا وفرحا بالعيد هذه الأغـنيةالشهيرة... بكره العيد ونعيد وندبـحوك يا شيـخ سـيـد ... على فكرة مـين الشيخ سيد ؟؟؟ تحياتى وكل عام وانت بـخـير وسـلام.

2 - كان لنا أغنيات أخرى

أحمد قيقى - 2013-10-16 09:13:51

أهلا يا عزيزى حسبو - كل سنة وانت طيب . تعلم أننى أسترجع الأعياد الماضية بعد أن أقفر معنى العيد من زمن طويل طويل , بيد أن أغنية الشيخ سيد التى ذكرتها ليس من أغنيات زمننا ولكنها ربما كانت من زمنك التالى , أنا أذكر أن بعض الجزارين كان يأتى بالبقرة ويزينها ببعض ماكانت تضعه النساء على رؤوسهن ( المدورة ) ونمشى نردد خلفه هذا الهتاف ( فص دهن وفص لحم )كدليل على جودة الحيوان الذى سيذبح . كانت لنا أيام

3 - وفديناة بذبخ عظيم

براءة الاطفال - 2013-10-16 09:48:24

لا تستوعب الذئاب فداءالحمل ,وموت الضخيه البديل, اذ لابد من براءة الاطفال لقبول الحقيقه وفديناة بذبخ عظيم

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !