القطار المصري وسيلة مواصلات تنقل أشباه أبناء آدم وكذلك سيارات النقل الخفيف. إنها مهينة للراكب ومهدرة لكرامته في عصر الرفاهية العالمية وسيارات العصر الحديث السريعة المريحة ولكن الشعب الفقير لا يجد فيها مكانا ولا يحلم بركوبها إلا مع من يستدعيه ليغسلها أو يذهب مع صاحبها لينظف حديقة السيد أو ينظف البالوعة التي انسدت من بقايا الطعام. وعودة إلي القطار فقد زودته الحكومة بمقاعد خشبية قاسية بسبب عادة تقطيع الكراسي الجلدية التي كانت تزين عربات القطار, وهي عادة تبناها الشعب المصري ربما انتقاما من الحكومة أو ردة فعل لما تكبدوه من أجر يرونه مبالغا في تقديره. إن الشعور بالظلم والمغالاة في أجر القطار وبسالة رجال الشرطة في مواجهة الشعب ونشاط رجال الضرائب ومحصلي الأموال العامة كأجر الكهرباء والماء والنظافة والضرائب العقارية والتليفون ومصاريف الدراسة ورشا المسؤولين ورسوم البطاقات والجوازات والكشف الطبي والغرامات والمخالفات تثقل كاهل الشعب وتثير لديه الرغبة في سرقة أي شيء من الحكومة التي صارت عدوا وليست صديقا سندا ساهرا علي راحة المواطن وعملا بالقول ( إذا لم يكن لامرئ في دولة امرئ حظ تمني زوالها) ينتقم الشعب من الحكومة ومن الشعب ويأكل بعضه بعضا ويقذف القطار بالحجارة كلما مر من أمام القرية الفقيرة.
التعليقات (0)