الكسكس يشبهنا كثيرا في المغرب!ويدل علينا كذلك..ويفضحنا أمام ذواتنا وأمام الآخرين! شخصيا لا أحبه كثيرا بعد سنين من الصبر على أضراره الجانبية! و لكن رغم أني أصدرت قرارا نافذا بالاستعجال لمنع تناوله في بيتي،إلا أني أصبحت أغض الطرف عن سطوته على الآخرين..وعلي أيضا!
ماذا عساني أن أفعل مع هذا المارد الذي يشبهنا في خلطته العجيبة التي تجمع مالايجتمع من الخضر واللحم والطحين!فخلطته جد مؤثرة جعلت كل مناحي حياتنا خلطات غير منسجمة لكنها متعايشة!!لننظر برلماناتنا و حكوماتنا و احزابنا و فرقنا الرياضية والفنية و بيداغوجياتنا و ملابسنا وكل شيء فينا،فنجدالكسكس له تأثيره الخطير و اللذيذ علينا!أبسط مايمكن أن نقوله أن رولان بارت لو تذوقه وعاش به لغير مقولته ونظريته الشهيرة عن سلطة النص إلى حديث ذي شجون عن سلطة الكسكس!
فهو كلما أحسسنا بلذته إلا و قيدنا بسلطته..بل و ذهب أبعد حين يمرغ عجرفتنا في دشيشه فلا تكاد تفرق بين كبير أو صغير إلا بعدد دشيشاته على الشفاه و الأوجه! ولعلي لا أكون ظالما له إن قلت أن أخطر أعراضه الجانبية حيث يفرض على أجسادنا نوما كسولا يطول ويقصر حسب قوة سلطته وسطوته!ومع كل ذاك نحبه...!
التعليقات (0)