السلطة المادية, السلطة الوجاهية, الحيثية الاجتماعية, السلطة العلمية,السلطة التاريخية والزمنية,سلطة القِـدم , سلطات تخضع لها رقاب الناس وعقولهم....و الناس تظن خطأ ان الاراء كلما تقادمت اكتسبت صبغية اعظم .!! المفروض في المجتمعات الحرة الناقدة او النقـّادة ان يكون هذا المبدأ صحيحا.! لماذا لأن قوة الحراك والعراك الفكري وقوة النقد الممحص لايمكن ان تسمح لرأي ما ان يستمر ليوم واحدا اخر جديدا وقد تبين بطلانه ! لكن في المجتمعات الجامدة التقليدية المقلدة المتكلسة تجد الرأي يمر علية 100 سنة و 1000 سنة و4000ثم بعد ذلك يستبين الناس ان ذلك الراي باطل..! والسبب لأنها مجتمعت جامدة تركت الاراء في خانة التقديس فهي عندهم اراء لاتمس.!! ممنوع ان تمس وممنوع اتناقش.! فالرد عليها والنقاش فيها جريمة ضد قداة التأريخ.! ضد قداسة العتيق ضد قداسة الزمن.! وفي الشان الاسلامي يقال لك كيف تتجرا على حديثا في الصحيح..؟ من انت؟ انا العقل..! هذا الحديث ليس قراناً مقدساً لايأتيه الباطل .! ذلك الحديث انتخبة الامام واجتهد اجتهادا مبارك الذي يذكر... ويقدر... ويشكر..! ولكنه ليس معصوما.! ولماذا لانعيد فيه النظر.! وساصدمكم بمثال والامثلة كثيرة..! قد كنا نكرر ان النبي ص اكرمه الله بالنبوة كما... اكرمه بالشهادة .! والعلماء يذكرون ذالك في الشمائل والسيرويذكرون ان الني ص مات شهيدا بالسم...! نعم مات مسموما..! والحيث في الصحيح فقد روى البخاري (2617) ومسلم (2190) عن أنس :"أن امرأة يهودية أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -فسألها عن ذلك فقالت أردت لأقتلك قال ما كان الله ليسلطك على . قالوا : ألا نقتلها ؟ قال: لا . قال فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله واللهوات : جمع لهاة ، وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أقصى الحنك قال النووي : كأنه بقي للسم علامة وأثر من سواد أو غيره..!
روى البخاري في صحيحه معلقاً والحاكم في مستدركه موصولاً عن عائشة -رضي الله عنها- قالت : كان النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم – ( يقول في مرضه الذي مات فيه يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أَبهري من ذلك السم".) والأبهر عرق مستبطن بالظهر متصل بالقلب، إذا انقطع مات صاحبه. وفتح خيبر كان في المحرم أو ربيع الأول من السنة السابعة من الهجرة ، فيكون هذا الحادث قبل وفاة النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -بأربع سنوات .!
الان: كيف سيرد فقهائنا الاعزاء على رجل يسأل السؤال التالي: ألم ينزل الله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ألم يعصم الله تعالى نبية من الاذى... وحفظة من الناس..؟ فكيف تقولون انه مات مسموما..؟ أليس هذا يتناقض مع ظاهر القران الكريم..؟ الان ايضا انتبهوا الى الحيلة الغير بريئه التي لانعلم من دسها من الرواة كما دست اليهودية السم ..! وهذا سيثير ويستفز وبقوة اولئك المقدسين للرجال وللتاريخ.. والحيلة هي لماذا اختار واضع هذا الحديث وفاة النبي ص بطريقة انقطاع ابهر وليس شيئا اخر..؟ لماذا الابهر بالذات..؟ لماذا الوتين تحديداً..؟؟ تعلمون لماذا حتى يلمح لنا ان نبينا ص نبيا (واستغفر الله) نبيا كذاباً حاشاه ص...! تعلمون لماذا..؟ لأن الله تعالى هو الذي يقول (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) فالله تعالى يقول لو ان محمد ص تقـّول على الله كذبا فسيعاقبة الله تعالى بموته شنيعة هي بقطع الوتين وهو شريان الابهر...! المذكور بحديث البخاري ومسلم...!!!! السؤال الكبير هنا كيف بقيت هذه المعلومة على مدى 1400 سنة ولم تمحص ولم تتدق ولم تنتقد ونقلت بطريقة البباغوات عن طريق شيوخ الصدأ حيث سلمت من كسول الى كسول حتى وصلت لنا..! وعن طريق مكائن الاستنساخ ..!وبالعقل الفقهي المتبلد الذي هو سبب التكلس الحضاري والفكري..! ثم يأتيك شيخ فيفتخر بها فوق المنابر بأن النبي ص مات شهيدا..؟ ثم تقول له ياشيخ اتقي الله..... يقول لك هذا حديث في الصحيح انت من ينبغي ان يتقي الله.؟؟؟؟؟ وبالمناسبة لقد رقص الملحدين والمشككين بهذا الحديث... اسفا..! وهم يريدون ان يشككوا الناس بدينهم ,وقد شككوا حتى بالقران قالوا ان تلك الاية (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) فيها ( لو) الاحتمال بمعنى انه ممكن ان يتقول وممكن ان لايتقول .. والموضوع في اطار الامكان. فنرد علية فنقول: ان القضية الفرضية والشرطية صادقة بغض النظر عن وقوع مفروضها او مشروطها ..! فالله تعالى قال (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) فهذا فرض مستحيل...! فهو مفروض ومستحيل..! ومشروط ومستحيل..! هذا رد منطقي لمن اراد ان يتمنطق..!
نحن للاسف امة جمدت عقولها وتخثرت افكارها .! لاتريد ان تنقد, لاتريد ان تغيير طريقة تفكيرها..! لاتريد ان تعيد النظر في شئ, وتخاف الاقتراب من العتيق..! امة تريد ان تسلم وتبصم على كل ما قدم اليها على انه ميراث مقدس .! ولذالك نقول : يجب ان نميز ين المقدس وغير المقدس... ان نمتلك عقلية النقد ونكزم اكثر شجاعه بقليل..!
المقدس يعني المنزه عن الخطأ ويعني المعصوم وهو القران الكريم فقط , اما تلك الاحاديث وفي اي مكان كانت سواء في الصحيحين او غيرهما ليست مقدسة.! ألا اذا تطابقت مع القران فهي مقدسة نعم ..! ولذلك يجب ان نملك زمام مبادرة لمعايرة اي حديث نسمعه مع القران الكريم وفورا,
من جديد القـِدم والعتيق ليس دليل على صحة الاراء وشيوع فكرة ما ليست دليل على نجاعتها كما ان الاجماع ليس برهانا على عصمتهِ.!
لقد غبّر التاريخ الاراء دهرا من الزمن ثم بان للناس بطلانها بعد ان بين الصبح لذي عينين بطلانها ...!
واخيرا البرهان ينبع من قوة ذاتية كامنة فيه... فلا ينفطر او ينكسر او ينثلم بالنقد والطـَرقِ والتسخين..!
التعليقات (0)