مواضيع اليوم

سلطان القحطاني وشيخه عثمان العمير

سلطان القحطاني

2009-06-22 00:11:59

0

 

السّعُودِي الأَخِير..!
الأحد, 21 يونيو 2009
أحمد عبدالرحمن العرفج

جريدة المدينة


عَامِل المَعرفة –من أمثال العبد غير الفقير- مهموم بانتهاك عورة المَقولات، وكشف خبئها، وتعرية مضمونها المُحتال، وباطنها البطّال!!
خُذ مثلاً.. كانت القطاعات الحكوميّة في السَّابق تُفرِّح المواطنين والمواطنات؛ من خلال مدح مشاريعها، والمُبالغة في ضخامتها، فتقول: «هذا أكبر مطار في العَالَم»، و»هذه التّوسعة أضخم توسعة في التَّاريخ»، و»هذا أطول طريق في العَالَم»، و»هذا الكورنيش أطول كورنيش في العَالَم»، و»هذه الجامعة أقوى جامعة في العَالَم العربي»، و»ذلك الميناء أحسن ميناء في الخليج»!!
حَسناً.. ماذا حَدَث؟!.. لم تَرُقْ هذه النَّغمة للمُثقَّفين والمثقَّفات، والصَّحفيين والصَّحفيّات، والباحثين والباحثات، فأخذوا يَسْخَرُون مِن هذه «الأحسن والأفضل والأطول»، بل أن أحدهم طالب بإلغاء «أفعل التَّفضيل من النَّحو»، وطالب بإحلال العبارة المُترجمة من الإنجليزيّة مثل: «هذا واحد من أفضل المشروعات».. الخ، طالب هذا الـ»أحدهم» بذلك مِن خلال «تَطبيع لغوي جميل»!!
ولكن.. ما بعد لكن مُختلف أحيانا، لقد أُعجبنا نَحنُ –مَعشر العَامة والبُسطاء والدَّهماء- بهذا النَّقد، وصفَّقنا لهذا الطَّرح، ولكن.. يا فرحة ما تمّت، لأنَّ الصَّحفيين والمُثقَّفين والكَاتبين؛ عندما مارسوا أعمالهم وقعوا في «نفس الخلل»، وما يُعيّرون القطاعات الحكوميّة به، صاروا يُمارسونه بأقبح أشكاله!!
خُذ مثلا.. زَار صديقي الصَّحفي/ سُلطان القحطاني هو وشيخه/ عُثمان العمير قرية «ستراتفورد»؛ بلدة الأديب «شكسبير»، ثم نشر تحقيقاً عنوانه: «السّعودي الأخير الذي يزور ستراتفورد».. مع أنَّ هذا العنوان فيه كذب ودَجل، فقد زار هذه المدينة آلاف السّعوديين قبل ولادة سُلطان، وسيزورها الآلاف بعد موته؛ وانتقاله إلى الرَّفيق الأعلى!!
أمَّا في عَالَم الصَّحافة.. فإنَّ هُناك مَن يَزعم أنَّه «الأعلى توزيعاً»، وفي عَالَم المُثقَّفين.. هُناك مَن يزعم بأنَّه «الأكثر ثقافةً»، وفي عَالَم المُقابلات عندما يموت أحد المشاهير؛ تخرج علينا عشرات الحوارات معه، وكُلّ حوار يزعم أنَّه «آخر حوار معه قبل موته»!!
دائماً يُعاني أهل الثَّقافة مِن «داء الجَمَل».. وهو أنَّ الجَمَل يرى عورات النَّاس؛ ولكن لا يرى عورته -أعني سنامه-، وللأمانة.. رحم الله قطاعاتنا الحكوميّة، فقد كانت تُمارس «أفعل التَّفضيل»؛ لإدخال السّرور على المواطن وإسعاده، وأحياناً تُمارس فعلها من خلال حُسن نيَّة، ولكنْ هؤلاء المُثقَّفون يُمارسون هذه الأفضليّة ليُضخِّموا ذواتهم ومُنجزاتهم!!.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !