قمع , قهر, استبداد , ظلم , إقصاء , استعباد , واستبعاد , قلبها في عقلك كما تشاء ودعني أتحدث كيفما أشاء , ألفاظ تعددت ومعان تنوعت ولكنها تكالبت في بوتقة واحده لتقصم ظهر الحضارة الإسلامية التي استمرت ردحا من الزمن . وترنحت ردحا أخر, لتسقط تحت وطأت الذل وتقيم تحت مضلة الضعف والهوان , اندرست معها معالم العقول وتقسمت على أثرها الأرض العربية حتى أصبحت للفتات اقرب , تبددت معها الآمال والثروات , لم تجد تلك المفردات والألفاظ تكأة ولا موطأ لتخيم بأروقة الظلم وتوثق أطناب الرجعية والتخلف سوى الأرض اليعربيه ,,,
بمجرد السبر في حال الأمصار العربية تتراءى تنادي إلى جهة وتسلك وجهة أخرى , تنادي لواد وتخوض واد آخر, فبرغم ما وهبها الله من ثروات ومقدرات إلا أنها تقوقعت حول نفسها طويلا تجر أمعاءها في براثن التبعية العمياء , ورغم الأعداد البشرية والأيدي العاملة الهائلة إلا أنها أطالت تنضوي تحت المظلة والهيمنة الغربية ,
جاءت هذه الثورات العربية كنتيجة متوقعه والشعوب ترزح تحت وطأت الاحتلال الصهيوني والغربي الغير مباشر, بعد نضال طويل من اجل الخلاص من الاستعمار والاحتلال المباشر , ليستبدل بالولاء المطلق ومداهنة غالبية الأنظمة العربية للاكينه الغربية , جاءت وروح الأمة العربية على وشك الاحتضار والعقل العربي يستقبل ولا يرسل , تتحكم به الأيدي الغربية . قد تشبه حاله لحد كبير السلحفاة المستلقية على ظهرها , تتحرك ولكن أين ؟ في الهواء
تشبه هذه الثورات في شكلها إلى حد ما الحركة الغربية وانتفاضتها ضد الكنيسة في العصور الوسطى إبان القرن السادس عشر الميلادي , والتمرد الذي ذهب ضحيته الكثير من الشعب الغربي ضريبة للحرية والتقدم , نتيجةً للاحتكاك بالحضارة الإسلامية الأندلسية التي أخرجت الشعوب الغربية من عصور الظلام إلى عصور الازدهار , وأعلت منارة الغرب بعد خفقان أطال
اتت هذه الثورات كنتاج طبيعي لتغلل الرأي الواحد , والانفراد بالقرار , والانغماس في المصالح الشخصية دون اعتبار لحال الأمة والنظر لما تعانيه من ركود وجمود , نتيجة لتكميم الأفواه وتقييد للعقول ومصادرة للأفكار .
نجحت هذه الانتفاضات في بناء اللبنة الأولى وهدمت الأسوار التي تحيط بالساسة والقادة ونزعت الخوف من الجوف , وأصبحت بها الأمة العربية أمام مفترق طرق إما أن تخرج إلى النور وإما أن تنغمس تحت انقاض الركام . فحالها في هذا الوقت كطفل في طور الحركة أو ما قبل العلميات العقلية محاولة لتعلم المشي بخطى متوازنة , سيترنح قليلا ولكن سيقف في النهاية وسيستيطع المشي وبعدها الجري إن شاء الله .
قد تكللت اللبنة الأولى بالنجاح , ولكن هناك لبنات أُخر , لإخراج الشعوب من الخريف إلى الربيع فلابد ان لا يغيب عن الأذهان أن الغرب وأزلامه وجاوزته ومواليه وأعوانه لن يقف مكتوف اليدين في ظل هذه التغييرات والمتغيرات الطارئة , سيقارع من اجل إجهاض أهداف هذه الثورات وسيصارع من اجل أن ينحرف بها لتصب في مصالحه , ولو تقمص دور المعين والعوين والحمل الوديع , ليستطيع الالتفاف عليها في المستقبل , وليخلق كرزايات جدد , ويعيد الأمة الاسلاميه إلى نقطة الصفر . و سينفض كل ما في جعبته وما لديه من أوراق صنعها منذ أمد من المذهبية والطائفية الى القبلية والمناطقية ليجعلها في سبيل مصلحته ,,
فليس أمام العرب اليوم للخروج بهذه الثورات بنتائج ايجابية إلا بإعمال العقل بدلا من إهماله , وخلق أنظمة تحكم بأمر الله وشرعه ونهج نبيه تطبيقا صحيحا في كل المجالات الحياتية , ووضع الكل الكبير قبل الصغير اشخاصا كانو او مؤسسات تحت مجهر النقد ولابد من تاسيس نظام يقيد الحاكم بشعبه ولا بد ايضا من تحديد فترة زمنيه للحكم , ولا بد من الاستفادة من أخطاء الماضي لاستشراف مستقبل جديد وحضارة بدأ يشع نورها ,,,,,,
التعليقات (0)