سلة غذاء فلسطين .. تنهب ولا مغيث!؟

شبكة اخباريات - ليث صوافطة: بينما هو يجلس في دكانه الواقع على الشارع الرئيسي لقرية عين البيضا في الاغوار الشمالية بالضفة الغربية، ينظر فادي فقهاء 19عاما ينظر بنظرة حسرة إلى
المزارع المقابلة للدكان ويقول:"نعاني من مشكلة المياه بسبب استيلاء الاحتلال الإسرائيلي عليها حيث ركبت مولدات كهربائية على عيون المياه في القرية وأصبحت المياه نصف ما كانت عليه العام الماضي". وإضافتا إلى ذلك صادرت ما يقارب 70دونما من أراضي القرية بسبب قربها من الجدار العازل، وبسبب كل ذلك لجأ المزارعون لترك أراضيهم والتوجه إلى مشاريع أخرى وأنا قمت بتربية صغار الدجاج لكنني صدمت بارتفاع سعر طعام الدجاج وسعر صغار الدجاج. وبالنسبة للكهرباء غدا أو بعد غد سيبدأ المجلس القروي بتوزيع ساعات الكهرباء ولكن اغلب أهالي القرية يعارضون لأن عليهم تسديد الديون وسيقوم المجلس القروي بتقسيط الديون على السكان. وقد قمنا برفع عدد من الشكاوى للمجلس القروي لكن"لا حياة لمن تنادي" فالمجلس يعاني مثلنا حيث إن المسئولين عنه مزارعون مثلي. وهو ينظف ملابسه بعد عودته من المزرعة، قال أيسر صوافطة 25عاما من سكان قرية بردلة في الأغوار الشمالية: نحن نملك 30دونما ولا نزرع منها إلى دونمين حيث بنيت عليهم بيتا بلاستيكيا ازرع فيه الخيار وأهالي القرية مثلي لا يزرعون إلا هذا الصنف بسبب قلة المياه لان المحاصيل الأخرى تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه. ويضيف أيسر لقد كانت المياه على مدار 24 ساعة وكنا نحصل على 130 كوب منها في الساعة أما الآن فأصبحت تأتي كل 5 ساعات موزعة على 3 أيام في الأسبوع ونحصل على 30-40 كوب في الساعة، ونقوم اليوم بجلب المياه عن طريق صهاريج المياه لسد النقص، وبسبب توزيع أيام الري على المزارعين أدى إلى نشوب خلافات بينهم قد تصل في بعض الأحيان إلى الضرب. 150دونما لصالح الجدار. ويستكمل أيسر: صادرت قوات الاحتلال الإسرائيلي 150دونما من أراضينا لبناء الجدار الفاصل وأراضي أخرى تابعة للقرية لبناء مستوطنتين جديدتين في المنطقة المسمى الكحوز، وتقوم قوات الاحتلال بتدريبات ومناورات في القرية ومحيطها مما أدى إلى تخريب الأراضي الزراعية وحرق الأراضي في مواسم الحصيد وإخافة الأغنام وتشريدها وطرد الرعاة. أما الكهرباء فيشدد أيسر: أنا ومعظم أهال القرية نعارض تركيب ساعات الكهرباء بسبب الديون التي تقارب 30.000 شيقل ويجب تسديدها، وبصوت عالٍ قال: "الناس ما معها توكل منين بدها تسد الكهرباء". وقمنا بإرسال عدد من الشكاوى إلى المجلس القروي لكن المجلس لم يستجيب لمطالبنا وبنظرة غضب قال: "رئيس المجلس يأخذ المساعدات التي تأتي للسكان ويوزعها على أناس معينين في القرية". تضارب آراء يرجع رئيس المجلس القروي لقرية بردلة عماد صوافطة سبب المشاكل التي تعاني منها القرية إلى الموطنين حيث يقول: "سكان القرية هم الذين يتحملون المسؤولية بسبب عدم تسديدهم للديون وبسبب إهدار المياه" ويتحدث صوافطة المياه التي تمنح لنا هي تعويض عن الآبار الموجودة في القرية التي استولى عليها الاحتلال الإسرائيلي ، ومن عام 1979الى عام2009 انخفضت كمية المياه إلى النصف مع أن منطقة الأغوار فيها أكبر تجمع للمياه الذي يسمى الحوض الشمالي الفلسطيني وتقوم إسرائيل بضخ 2300كوب في الساعة يمنح منها 500كوب للمزارعين أي ما يعادل 20% من الكمية وتوزع المياه على للمزارع والبيوت حيث يحصل كل فرد على ما يعادل 14000كوب في الشهر أي ما يقارب 200لتر للفرد في اليوم الواحد مخصصة للشرب لكن أهالي القرية يهدرون الكثير منها. وفي القرية 5000دونم يزرع منها ما يعادل 2000دونم بسبب قلة المياه. ويضيف صادرت قوات الاحتلال 73دونما من منطقة قاعون وعام 1967 صادرت 70دونما بدل أملاك غائب وفي السنة الماضية صادرت 70دونما لبناء الجدار الفاصل وما يقارب 400دونم من منطقة المكحوف وهذا أدى إلى إضعاف اقتصاد القرية حيث أن أهالي القرية يعتمدون وبنسبة 90% على الزراعة. وبالنسبة للكهرباء يشير صوافطة سنقوم بتوزيع ساعات الكهرباء على الأهالي وسنقسط الديون، وإذا واجهت اعتراضا من الأهالي سألغي المشروع لأن "مصلحة البلد فوق كل إشي". ويبين رئيس المجلس أن المجلس قام بتشكيل لجان من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية لحل مشكلة المياه لكن واجهة اللجان مشكلة لأن سكان القرية لا يرغبون بدفع الديون التي عليهم وتبلغ ديون القرية 15 مليون شيقل، وقام المجلس بوضع خطة تحدد لكل فرد عدد متساوي من كمية المياه، والتطبيع مع سلطة المياه الإسرائيلية لكن دون جدوى. وأشار لقد قدم لنا عدد من المشاريع منها مشروع الأمم المتحدة لتعويض السكان الذين صودرت أراضيهم، ومشروع جايكا(اليابان) لمد شبكة كهرباء للقرية لكن هذه المشاريع تحتاج إلى ميزانية واستجابة من المواطنين ولا يمكن البدء بها إلا بعد استرجاع الديون من قبل السكان.