سلام... شلوم.
في الثالث من مارس الجاري قال " عمرو موسى" أمام وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالقاهرة : ان لجنة مبادرة السلام العربية التابعة " للجامعة العربية" قد وافقت على أعطاء فرصة للمفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية لمدة أربعة أشهر. وبعد أيام قليلة فقط على صدور هذا القرار، عبرت حكومة " بنيامين نتنياهو " عن نيتها الجدية في السلام، عندما أعلنت عن قرارها ببناء مزيد من الوحدات السكنية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
الجدير بالذكر أن لجنة المبادرة العربية كانت قد انبثقت عن ما يعرف ب " مبادرة السلام العربية " التي أطلقها الزعماء العرب في مؤتمر القمة العربية في دورتها الرابعة عشر ببيروت سنة 2002. ووقتها ردت اسرائيل بطريقتها الخاصة على المبادرة المذكورة مباشرة بعد انتهاء المؤتمر، وذلك عبر مجزرة "جنين" التي راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين اضافة الى حجم الخراب الكبير الذي خلفته العملية في المباني والممتلكات. واليوم يبدو أن التاريخ يعيد نفسه. وان كان الأمر مختلفا، فاسرائيل حتى الآن لم ترد على القرار العربي الجديد بلغة الموت، لكنها أجابت بأسلوب آخر يمثل مزيدا من الامعان في سياساتها التوسعية. واحقاقا للحق، تبدو اسرائيل منسجمة في قرارها مع منطقها السياسي. انها تدرك تماما أن العرب لا يستطيعون فعل أي شيء أمام استراتيجية فرض الأمر الواقع التي تنتهجها. لذلك تطبق بدقة متناهية سياسة " الأذن الطينية "، فهي لا تحتاج الى الاستماع لأي أحد، لأن من يخاطبها لا حول له ولا قوة.
لقد اختار العرب منذ مدة لغة استجداء السلام، وهم واقفون عند عرين الأسد الاسرائيلي. وعندما تكون موازين القوى مائلة بشكل واضح الى طرف دون آخر، فلن يقبل القوي طبعا بالتنازل للضعيف. وهذا هو منطق السياسة الذي ظل دائما واقعا لا يتغير خلال مختلف التجارب البشرية التي عرفها التاريخ. وانه لأمر مضحك حقا أن نسمع مثل هذه المبادرات الواهمة، بالرغم من أن العرب يدركون تماما أن مخاطبيهم لا يفهمون لهجة السلام التي يسبحون بحمدها في كل لحظة وحين. ولا يمكن بلوغ السلام الا اذا تحقق في المنطقة ما يعرف في الأدبيات العسكرية ب " توازن الرعب ". ومن حق اسرائيل أن تدفن رأسها في التراب حتى لا تسمع نداءات الاستغاثة العربية، لأنها تتمسك بكل خيوط اللعبة، التي تعتبر القوة العسكرية نقطتها المركزية. أما العرب فقد جنحوا الى الوقوف في طابور السلام الطويل، و هم لا يمتلكون الا مزيدا من المبادرات وبضعة بيانات للتنديد والاستنكار بين الفينة والأخرى. وما عدا ذلك لا يعدو أن يكون سوى جعجعة دون طحين...
سلام علي... سلام عليكم... سلام على أمة تحب السلام.
محمد مغوتي.11/03/2010.
التعليقات (0)