مواضيع اليوم

سلام الشهيـــــد

سلام الشهيـــــد

كنت أقلب فى أوراقى التى كتبتها خلال الاسابيع القليلة الماضية ، كلام فى المعابر والحصار والجدار المصرى المقام على أرض رفح المصرية لوقف عصابات التهريب وتجار الأنفاق ، وبدء الاستعداد لمناقشة تقرير القاضى الشريف جولد ستون ، وفضحية رئيس ديوان السلطة الوطنية الفلسطينية ـ الجنسية ـ والمالية بالطبع

واختراق حماس الذى أودى بحياة مسئول مبيعات الأسلحة فيها فى فندق بمدينة دبى ، واعتناق ابن الشيخ القائد حس يوسف أحد مؤسسى حماس ـ مصعب للمسيحية وأعترافة بعمله مع الموساد خلال فترة طويله قبل هجرتة إلى الولايات المتحدة ،

وهوس نجاد ، وجنون أشياعه ، وأحتفاء مصر الخامدة سياسياَ بعودة الدكتور البرادعى لزيارتها قبل رجوعه إلى منزله بالنمسا الجميلة ، والغلاء المستعر فى مصر ...
أوراق كثيرة وموضوعات شتى تتلاحق ...
وفجأة أطل شهر مارس ، وتذكرت الاهم من هذا كله ،
فبعد أيام تعود إلى الذاكرة نسائم ذكرى عزيزة على القلب ، خالدة فى الوجدان هى ذكرى الشهيد بأذن الله تعالى الفريق أول عبد المنعم رياض ، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية وقائد بناء جيشها بعد هزيمة يونيو والذى أستشهد جراء قصف مباشر لموقع المعدية رقم 6 على شاطىء القناة والذى يطل على بحيرة التمساح بمدينة الأسماعيلية.
رمزاَ من رموز العسكرية المصرية ومقاتليها الشرفاء ، تلقد وسام الدم على شاطىء القناة بين جنوده وضباطه وفى مقدمة خط النار.
إن هذه الذكرى بلاشك أهم من كل هذه الترهات والحواديت ،
هذه الذكرى عاد معها كثير الكلام ، وجميل الحروف ، عامية وفصحى ، فقد كان رحمة الله عليه رمزا لشباب مصر قبل هبوب رياح الجيل وقصات الشعر الغريبة ، وصعود جيل تامر حسنى وحماقى ،
وسطر بدماءه فصلا فى القدوة والقيادة.
ولد الفريق عبد المنعم رياض بقرية سبرباى القريبة من مدينة طنطا فى الثانى والعشرين من شهر أكتوبر سنة 1919 لأسرة من أعيان محافظة الفيوم ، فوالدة المرحوم القائمقام محمد رياض عبد الله المدرس بالكلية الحربية.
وقد التحق بالكلية الحربية عام 1936 بعد أن درس قبلها سنتين بكلية الطب لكنة آثر الحياة العسكرية ، والتى جعلها حياته كلها.حيث أتم دراستة وتخرج منها عام 1938 وحصل على الماجستير فى العلوم العسكرية 1944 من انجلترا بأمتياز ، وكان رحمة الله عليه يجيد الانجليزية والفرنسية والألمانية والروسية ..
وقد تم تعيينة يوم 11 يونيو 1967 رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية واشرف على أعادة بناء القوات المسلحة وقاد مرحلة الدفاع ومرحلة الردع فيما عرف آنذاك بحرب الأستنزاف.
وجاء أستشهادة صباح الأحد 9 مارس 1969فى اليوم التالى لأعنف اشتباكات على جبهة قناة السويس حيث قرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 200 مترا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.
وفجأة تنهال النيران الاسرائيلية على الموقع حوالى الساعه الثالثة عصرا لمدة قاربت حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان بها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء استشهد ابن مصر وقائدها عبد المنعم رياض ، حيث اعيد جثمانة الى القاهرة فى مساء اليوم نفسه ونعاه الرئيس جمال عبد الناصر.. وخرجت جنازة الشهيد في اليوم التالي يتقدمها رئيس الجمهورية، و اكثر من مليون مواطن.
على هامش تلك الذكرى ولمن لا يعرف كانت مدن القناة فى هذا التاريخ أشد دماراَ من دمار غزة الذى تتناقل صوره العديد من المواقع ،
كل مدن القناة بلا استثناء السويس والاسماعيلية والقنطرة غرب وبورفؤاد ، وبورسعيد محطمة بالكامل ، وأجبرت الحرب سكانها للهجرة الاجبارية الى محافظات مصر فى واحدة من النتائج المؤسفة لهزيمة يونيو.
معلمى وقدوتى وأستاذى فى معنى الوطنية تحية وسلام عليك مع الشهداء والصديقين مقاتلا على خط النار مع العدو الصهيونى ، شهيدا فى الجنة وليس انتحاريا ...
أنا لا أعرف مثل الكثير من أبناء جيلى كتابة الشعر وبالأخص شعر الرثاء ، لكنا نحفظ عن ظهر قلب ، وصاياك وكلماتك ... وأولها أن العدو الصهيونى لن يرتدع إلا من فوهة تلك المدافع ، ولن يسمع سوى لغة القوة...
.....
أقلب فى الأوراق لأتذكر ... كيف أحتفلت مصر بذكرى الأربعين لأستشهادك ...
عملية لسان التمساح ...
فى هذا اليوم دفعت إسرائيل الثمن الباهظ ... 26 قتيلا إلى جهنم ، فى عملية أذل فيها جنودك عند منتصف الليل ، العسكرية الأسرائيلية ، وفر فيها جنود الجيش الذى لايقهر كالجرذان أمام سرية المجموعة 39 قتال قادها ابنك الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى، ونحو 40 ابناَ من ابناء الصاعقة  وكانت نتيجتها تدمير الموقع الذى انطلقت منه النيران يوم أستشهادك بالكامل أفراداَ وعتاداَ وكل مخازن الوقود والذخيرة وعدة اليات ومدرعتين ...
‏ففي مساء ليلة 17أبريل 1969‏ فى ذكرى الأربعين لإستشهادك ‏ عبرت المجموعة 39 قتال الى الضفة الشرقية في اتجاه موقع لسان التمساح، حيث توجد اربعة دشم حصينة جاءت منها النيران التى أصابتك ، وتم تدمير الدشم الأربع وفر جنود إسرائيل كالفئران لتحصدهم طلقات جنودك ‏ حيث قتل ‏26‏ فردا هم كل قوة الموقع‏.
وقبل الفجر عاد أبناءك إلى الضفة الغربية ومعهم اربعة جرحى فقط حيث ألتقى بهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ،
يومها أستيقظت مصر محتفية بذكرى الأربعين لأستشهاد الشهيد الذى لم يعد يعرفه من شباب مصر المعنى ولا الاسم ،
كل ما تبقى العنوان ... ميدان الشهيد / عبد المنعم رياض...

سلام الشهيد ونوبة صحيان


من عزف إبن البلد أحمد فؤاد نجم يوم الجنازة


زعق الوابور ع السفر
انا قلت كان بدري
نعق الغراب ع الشجر
خطف الفراق بدري
جدع
ما شفناش جدع
فات فى البلد زيه
عيط عليه القمر
والنجمه فى البدري
يا نني عين البلد
يا ابن البلد يا عزيز
بكيت عيون الولد
والبنت
والعواجيز
يا قلب مصر النقي
وقلب مصر بياض
عزيز علينا اللقا
بعد الفراق يا رياض
يا عتره الحراس
يا بو الادين تنباس
ياريتنى كنت معاك
وشربت نفس الكاس
هطال يا دمع البكا
واللى بكي لم طال
دم الجدع
يا جدع
سال ع الكنال
هطال
يروي على ارضينا
حدوته بالموال
بعد الصلا ع النبي
يا ليل يا عين يا نضال
ملعون يا داء البكم
ملعون يا طول البال
بعد الوطن ما اندهس
وصار ترابه حلال
للغاصب الاجنبي
والجبنا والاندال
يا حر قلب الناس
على رنه الاجراس
الشعب كله رياض
ورياض مثل
يا ناس
يا نني عين البلد
يا ابن البلد
يا شجيع
دمك عزيز ع البلد
عمر العزيز ما يضيع
كلمه وقالتها البلد
فى لحظه التوديع
بالدم
نفدي البلد
لا سلم
لا تمييع
وان كان طريقك سفر
تفنيه خطاوينا
وتغوص فى جوف السحر
وعقولنا تهدينا
وان كان طريقك حجر
حتبشبشه ادينا
ونرشه من دمنا
من عندنا لسينا
يا رنه الاجراس
دقي وصحي الناس
ملعون ابوك يا خوف
بعد الشرف ما انداس 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !