مواضيع اليوم

سلامتك من الآه..سيدي الرئيس السابق المخلوع..

جمال الهنداوي

2011-06-11 06:51:32

0

وهي ما بين مصدقة ومكذبة..تتداول الناس وتقلب بين ايديها التقارير الطبية عن السلسلة المتطاولة من الامراض العضال التي اقعدت الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الفراش في مستشفى شرم الشيخ ووضعته تحت رحمة الله ورعاية الاطباء وعناية ملائكة الرحمة وقد تمنع من نقله الى بئس المستقر في سجن طره العتيد..

ومابين متعجبة معتبرة من دوران عجلة الزمان.. وما بين مصفقة هذه بتلك.. تتلقى الجموع الانباء التي تتحدث عن تشبث الرئيس بهذه الوريقات استدرار عطف ورحمة المحققين طالبا الرأفة بجسده العليل السقيم وتركه مغموسا بالشاش والقطن والمطهرات الطبية ومربوطا الى اجهزة قياس نبض القلب وقناني الكلوكوز وعدم رميه في زنازين النخبة السياسية الراقية..

و محور العجب العجاب ان يتستر رئيس عربي ما بسجله الطبي لكي يدرأ عنه ما لا يرى انه يليق باسمه وماضيه وسيرته النضالية.. وهي نفس الصحة التي كانت الاشارة اليها..مجرد الاشارة ولو حتى بالدعاء قد تودي بصاحبها  الى مصير اسوأ بكثير مما يخاف منه الرئيس.. بل ان حتى الموت كان خيارا مستبعدا للرئيس لا يصح الكلام عنه ولا السؤال عن الترتيبات التي قد تعقبه..

 فليس بعيدا عنا القضية التي حكم فيها على الكاتب والصحفي السيد ابراهيم عيسى وسلبت حريته من جرائها ولا عن مطالبة بعض اعلام الامة الاعلام بجلده على رؤوس الاشهاد  لكونه تطرق الى ان الرئيس قد لا يكون بالفتوة والشباب التي تظهره بها مساحيق ازالة التجاعيد وصبغات الشعر الفاخرة المستوردة..ولم يمر الكثير من الوقت على الارتباك والشلل الذي اصاب مفاصل الحكم المصري بكامله لمجرد انهيار الرئيس مغشيا عليه في اغماءة بسيطة من اثر الاجهاد اثناء القاءه لاحدى خطبه امام مجلس الشعب المصري..

فصحة الرئيس تعد بامتياز من اسرار الدولة العليا..ولم نسمع رئيسا مرض من قبل او تعرض لوعكة ما ..وحتى لو اضطر ان يخضع لما لا يمكن اخفاؤه او التستر عليه من العلل التي تستدعي تداخل جراحي محتم او علاج مكثف تحت اشراف طبي مستمر ..فان هذه الامور تتم عادةً عن طريق مستشفيات خاصة مجهزة مهيئة داخل قصور وسراديب وانفاق الحكم او في خارج البلاد وتحت رعاية ايد امينة لم تتلوث بالتواصل مع اعداء النظام الذين قد يتنكروا بصيغة اطباء وممرضين ..ومثل هذه العوارض يجب ان تخرج الى الناس باخف السيناريوهات الممكنة والتي لا تتعدى عادة عزو الامر الى زكام خفيف اواجهاد بسيط او الى فحوص روتينية دورية للاطمئنان على صحة السيد الرئيس..فسبحان الله الذي جعلنا نسمع الرئيس يتقنع خلف الامراض الثقال ذات المسميات الضخمة كالارتجاف الاذيني والارتجاع الميترالي بل وحتى الكآبة والسويداء للتخفيف من وطأة يوم طويل يبدو انه لم يكن يتوقع حدوثه ولم يعد له ما قد ينجيه من اهواله..

ان السلوكيات السياسية الشوهاء التي تختص بها المنطقة العربية..والتباس الحدود المأساوي ما بين الدولة والحكومة والنظام السياسي وارتباط هذه المفاهيم مع شخص الرئيس او الحاكم انتجت نوعا من الاحلال الوهمي الزائف الذي صلد وعظم وأله من صورة الرئيس وجعلها تتمدد على كامل ارض وشعب وتاريخ الوطن والامة..مما يحيل اي اشارة الى مرض او علة او عارض يعتري هذا الصرح التليد الى نوع من سلب الامة شموخها وعزتها وفخرها وعنفوانها واعتداء وقح على ارادة الرب ومشيئته في الباس هذا الرمز والعنوان العظيم قميص الملك والسلطان في حكمة لا يحيط البشر الفانين فيها علما ولا راي لهم فيها ولا معارضة تحت طائل الكفر البواح الموجب للتخلد في جهنم وبئس المصير..

ولكن الزمن قد تغير الآن على وقع اقدام الشعوب الثائرة وعلى صدى هتافات التغيير التي اصمتت وخرسنت النداءات الفجة بالقائد الفرد الصمد وصيرت منظر جوق اصحاب الجلالة والفخامة والسمو اقرب الى المسخرة وهم في وجوههم المغضنة وظهورهم المحنية التي لا تتلائم مع الكوميديا السوداء التي تخضب رؤوسهم وشواربهم ولحاهم المشذبة..وجعلتهم في وضع حرج لا يبتعد كثيرا عن محنة المهرج الذي فقد قدرته على الاضحاك ومله الجمهور ومجته الايام..ولن يطول المقام حتى نجد القادة العظام يستجدون الشعوب ان تحترم شيبة لهم لم يعطوها حقها من التوقير وأن يرأفوا بضعفهم وان يلاقوهم بالرحمة والصبر والتكرم عليهم بحسن ختام قد يعز ان يحصلوا عليه..

لقد تغير الزمن..وكان للمنطق السليم كلمته..ونتظر ممن بقي من القادة التاريخيين ان يعوا الدرس جيدا وان يبدلوا تبديلا ما استمرأوه لعقود يبدو انها كانت اكثر من كافية لكي يدب الوهن والضعف والعتق في ثنايا حكمهم العليل..فلقد تغير الزمن..ولا عودة ولا حاجة بعد الآن الى صورة الرئيس الذي لا يمرض ولا يموت..

الحمد لله الذي امد باعمارنا الى الزمن الذي نرى فيه رئيسا عربيا يعاني من المرض ويتشكى من الاوجاع ..والشكر موصول لرب العباد الذي جعلنا نعاصر الزمن المستحيل الذي تتداول فيه الافواه..ليس بالهمس ولا ايماءات العيون الوجلة..الانباء عن علة المت بالرئيس او وجع اقعده الفراش..والحمد لله الذي ارطب وريقاتنا واجل آخرتنا حتى نرى الرئيس يتخابئ خلف امراضه وعلله طلبا لرأفة قاضٍ اورحمة شعب جريح..الا اسمع كلمة آمين ؟؟..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !