سلامة أحمد سلامة ...وداعاً
بقلم د/صديق الحكيم
فاتحة القول: رحل عنا إلي رحاب ربه رمز من رموز الصحافة المصرية إنه الكاتب الصحفي الكبير سلامة أحمد سلامة الذي وافته المنية مساء الأربعاء 11 يوليو2012 عن عمر يناهز 80 عاما.والفقيد كان يشغل قبل وفاته موقع رئيس مجلس تحرير جريدة الشروق الخاصة , ويكتب فيها عمودا بعنوان "من قريب" انتقل به إلى الجريدة من جريدة "الأهرام", التي شغل فيها لسنوات طويلة موقع مدير التحرير
وكان الفقيد أول رئيس تحرير لمجلة "وجهات نظر" الفكرية المرموقة منذ انشائها في فبراير 1999 قبل أن يسلم رئاسة تحريرها إلى أيمن الصياد.ونظرا لقيمته الفكريه واستقلاله تم تعيينه عضواً في لجنة الحكماء التي تم تشكيلها أثناء ثورة 25 يناير في مصر عام 2011 م.
تخرج الكاتب الراحل فى كلية الاداب قسم فلسفة جامعة القاهرة عام 1953..وبدأ حياته الصحفية في أخبار اليوم محررا للشئون الخارجية عام 1954 , ثم عمل مراسلا للجريدة فى المانيا خلال الفترة من عام 1957 الى 1964 , ثم انتقل الى جريدة الاهرام للعمل مراسلا لها فى المانيا عام 1969 .
لم يحظَ بالألقاب والمغانم الكبرى، لكنه حظى بالتقدير والاحترام، فهو من الشخصيات التى تعيش فى هدوء ولا ترغب فى صناعة الضجيج حولها، ولكنها تسطر اسمها بالإصرار والعزيمة والعمل الجاد".. هذه الكلمات ربما تكون وصف ضئيل للكاتب الصحفى الكبير سلامة أحمد سلامة لكنها تستحقه وتفخر به
قال عنه الكاتب شريف الشوباشى: "ظل من الصحفيين الشرفاء المتمسكين بأخلاقيات المهنة والحريصين على مصلحة مصر أولاً وهؤلاء ظلوا يكتبون بوازع من ضمائرهم والتزامهم الأخلاقى، ولا شك أن سلامة أحمد سلامة كان نموذجاً من أبرز نماذج هذه الفئة من الصحفيين الذين ضحوا بالمناصب والترقيات من أجل أن تظل الصحافة المصرية تمارس دورها الرائد فى خدمة المجتمع والمواطن وليس خدمة السلطة والحاكم.
من أبرز مؤلفاته التى قدّمها للمكتبة العربية منها: "المناطق الرمادية"، "الشرق الأوسط الجديد"، "الصحافة على سطح صفيح ساخن"، ، كما حصل على جائزة الإبداع الإعلامى من مؤسسة الفكر العربى فى مؤتمرها الثامن الذى ينعقد سنوياً.
خاتمة القول : فى آخر مقالاته التى نشرت بجريدة الشروق بتاريخ 9 يوليو 2012 الذى كان بعنوان "الطريق إلى الفوضى" انتقد بشدة الواقعة المؤسفة التى نالت من طالب الهندسة بالسويس، مطالباً الجماعات الإسلامية بأن تبرئ نفسها من مثل هذه السلوكيات، وأن تبادر الجماعة السلفية إلى اتخاذ موقف واضح منها، وتقع فى هذه الحالة مسئولية كبرى على حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفى، لوضع حد فاصل فارق بين عقائدها وممارساتها، محذراً من تكرار تجربة مدينة تمبكتو التاريخية التى تعرف باسم مدينة الأولياء.
رحم الهه الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
للتواصل مع الكاتب (203)
sedeeks@yahoo.com
التعليقات (0)