عالمنا عالم غريب . أكثر من خمسين عاما والغرب يعارض مقاطعة العرب التجارية والأقتصادية لأسرائيل . وكم سمعنا من دعوات من الكونجرس الأمريكي والحكومات الغربية برفع الشركات الغربية التي تتعامل مع إسرائيل من قائمة المقاطعة العربية لأسرائيل . وفعلا تم ذلك وأنتهت المقاطعة لا للشركات التي تتعامل مع إسرائيل فقط بل لأسرائيل نفسها بل أصبح التعامل تجاريا مع إسرائيل مباشرة أو عن طريق الأطراف الغربية مباحا لكل الدول العربية وتمارسه في وضع النهار , وكل من يدعو إلى المقاطعة اليوم يرمونه العرب بالجهل بمبادئ وفوائد التجارة الدولية بل حتى بمساندة الأرهاب. ما العلاقة بين محاربة الأرهاب ومقاطعة إسرائيل ؟ الجواب عند مشائخ العرب . واليوم تقوم وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بزيارة دول الخليج لأقناعهم بالضغط على الصين حتى توافق على تشديد المقا طعة على إيران وذلك بأستخدام العرب لسلاح النفط وتهديد الصين بمقاطعتها نفطيا إذا أستمرت بالحيلولة دون أصدار قرار من مجلس الأمن ضد إيران. سلاح المقاطعة العربية ضد إسرائيل كان امرا مرفوضا من الدول الغربية واليوم يطلب من العرب تهديد الصين بمقاطعتها نفطيا وتأييد السياسة الغربية الرامية إلى منع دولة إسلامية من تخصيب اليورانيوم لمصانعها السلمية بحجة أمكانية صناعتها لسلاح نووي . هل يستطيع العرب تفسير هذا الطلب ؟ ومعرفة أن نفطهم أصيح السلاح الوحيد في العلاقات الدولية . نحن نعرف جيدا أن إدعاء أمريكا وبعض الدول الغربية بأن العراق كانت تخفي أسلحة الدمار الكامل ومنها القنابل النووية برر لهم إحتلال العراق وتدميره وقتل وتشريد سكانه وشطبه من قائمة الدول المستقلة . وقد إتضح جليا للعيان بعد إحتلال العراق بأن الدعوى لأمتلاك العراق لأسلحة الدمار الكامل كانت أكبر كذبة عرفها تاريخ العلاقات الدولية . وأن إحتلال العراق وتدميره كان لحماية إسرائيل من أكبر قوة عربية وهى العراق , وللتحكم في نفط الخليج والسيطرة عليه . هل تستيقظ الدول العربية من سباتها وتعرف أن سلاح النفط هو ما بقى لدى العرب . وإذا جاز إستخدامه ضد الصين لدعم السياسة الغربية فلماذا لا يستعمل ضد الغرب للتوقف من دعم إسرائيل ومساعدتها على توسيع الأستيطان وتهويد الضفة الغربية بما فيهأ القدس . العرب يعرفون إن إسرائيل لن تجبر على ترك الضفة الغربية إلا بالقوة أو المقاطعة ويعرفون أن أسلحتهم لا تنفع إلا لصيد الحيونات والأستعراضات الوطنية رغم دفعهم لشرائهاما يزيد على ميزانية الدفاع لاكبر قوة في العالم . كما أن إسرائيل كما نعرف أكبر دولة محمية في العالم فلديها أقوى جيش في العالم من ناحية العتاد والتدريب وإسرائبل محمية من امريكا لأنها تعتبرها جزءا من أمنها القومي ولن تسمح بمساسها عسكريا وستدخل حربا عالمية من أجلها . وإسرائيل أيضا محمية من طرف أربع جيوش عربية تحمي حدودها شبرا شبرا ولا تسمح حتى لذبابة تخترق حدودها أو تؤدي سكانها المحتلين لارض الفلسطنيين الغلابة ولهذا فأسرائيل أمنة دوليا وعربيا . وواضح من هذا أنه ليس لدى العرب سوى سلاح واحد هو سلاح المقاطعة وكلام غير هذا هو سراب وكذب وإفتراء وهروبا من الواقع .
التعليقات (0)