مواضيع اليوم

سلاح الكلمة والصورة اخطر من كل اسلحة الدمار الشامل .

عبد العراقي

2009-09-28 19:14:45

0

سلاح الكلمة والصورة اخطر من كل اسلحة الدمار الشامل .
(تقول احدى الدراسات الامريكية ان الحرب الاعلامية مرت باكثر من مرحلة بدات في بداية القرن العشرين مع ظهور الطباعة بصورتها النمطية التي اتاحت طباعة جرائد وصحف يومية او اسبوعية دائمية وانتهت بعصر الفضاء والانترنيت ) في بداية القرن ربما تكون انطلاقة الحرب الاعلامية بصورتها الواضحة ففي تلك الفترة ظهرت اولى مراحل الحرب الاعلامية التي اريد لها ان تكون جزءا مكملا للحرب العسكرية التقليدية باسلحتها المتفجرة ومناوراتها السياسية , لكن في تلك الفترة كان تاثير اسلحة هذه الحرب والمتمثلة بالصحف والمجلات الدورية والكتب ذات الايديولوجيات الموجهة كان تاثيرها محدودا لعدة عامل اولها انها قليلة الانتشار وخاصة الى خارج بلد المنشا وثانيها عدم انتشارها بين الناس العاديين من اللذين يسهل توجيههم بل قد انحسر انتشارها بين الطبقات المثقفة القادرة على اقتنائها وقرائتها وهذه الطبقات بطبيعتها التكوينية بعيدة عن امكانية تغيير قناعاتها بسرعة او تغيير اتجاهاتها الفكرية لانها دائما ماتكون مرتبطة بنوع نظام الحكم داخل الدولة او تكون مستفيدة منه الى درجة انها ترفض كل مايخالف رؤيته للواقع السياسي والاجتماعي للدولة ,مرت هذه الحرب بمراحل اخرى تمثلت في ظهور الراديو ومن ثم التلفزيون , مايهمنا هو المرحلة الاخيرة المرحلة التي نعيشها اليوم المرحلة التيي تعددت فيها اسلحة هذه الحرب وانتشرت ساحاتها لتشمل الارض والفضاء وتدخل في كل زاوية من زواية هذا الكون الذي نعيش فيه .
بعد ان تجاوز العالم عصر الصناعة التقليدية وصنع اسلحتها واستخدمها في كل حروبه ومازال مستخدما لها دخل اليوم في عصر صناعي من نوع اخر هو عصر صناعة التقنية المعلوماتية التي تصنع وتدار فيه المعارك من وراء المكاتب ومن على ازرار الحواسيب وشاشاتها وهذا العصر يصنع اسلحته الخاصة به والمتوافقة مع مداه وتاثيره الواسع النطاق في زمن اصبح في كل بيت ساحة لاسلحته . بل في جيب كل فرد توجد ساحة لهذا السلاح فالهاتف الخلوي ربط الان بالشبكة الاعلامية المعلوماتية اكبر ساحة للصراع الاعلامي مما جعله عنصرا مهما في الحرب الاعلامية المشتعلة اليوم في اكثر من اتجاه في عصرنا الحالي و سلاحا فتاكا نحمله معنا اين ما سرنا , ان هذا العصر جعل في كل بيت جندي له دور في الحرب الاعلامية العالمية الموجهة بعناية لتخدم اهداف قوى عالمية مسيطرة الان على دقائق واسلحة هذا العصر من فضائيات وانترنيت وغيرها مما لايعلمه الا الله .
العالم اليوم وصل الى مرحلة الخداع وخلق الاحداث من العدم لتخلق معها اسلحة تستخدمها في الحرب الاعلامية وهي المرحلة التي تصنع فيها الاحداث وتسوق بصورة واسعة بين المتلقين الى الحد الذي تترسخ حقيقتها المزيفة داخل العقول والمجتمعات التي وجهت لها لتخلق واقعا يصب في مصلحة الطرف المخلق لهذه الخدع المعلوماتية الوهمية .
قد يكون العراق هو الساحة التي استخدمت هذه الاسلحة فيه بغير حدود فالمرحلة التي سبقت الحرب الاخيرة عليه اتسمت باكثر انواع الخدع الاعلامية فبركة وكلنا نعلم بامر اسلحة الدمار الشامل التي اتهم بها العراق زورا حتى قالوا ان العراق يملك منشئات نووية متحركة محمولة على عربات مخالفين حتى اسس العلم التي تقول ان هذا الامر من سابع المسحيلات على اكثر الدول تقدما فمابالك بالعراق المحاصر لثلاثة عشر سنة وكلنا نعلم المدى التي وصلت اليه عملية الخداع هذه والتي وصلت الى استغلال اكبر المسؤولين في الادارة الامريكية ليسوق كذبة بهذا الحجم وفي منبر الامم المتحدة ليقدم صورا مزورة تثبت ادعائاته الباطلة والتي اثبتوا هم اي الامريكان زيفها لانهم لم يستطيعوا ان يقدموا دليل واحد على وجودها بعد ان اصبحت ارض العراق مفتوحة لهم ولفرقهم التفتيشية بعد الاحتلال .
قد يكون العرب الخاسر الاكبر في هذه الحرب لانهم اولا وكما اعتقد اكثر جهة في العالم توجه لها هذه الحرب لتغيير معتقداتها التي يعتبرها الغرب حامل راية الحرب الاعلامية والمالك لكل اسلحتها بدون منازع خطرا عليه ومغذيا للارهاب الموجه ضده , وثانيا لان العرب لايملكون من اسلحة هذه الحرب شيئا فهم مكشوفي الخنادق مفتوحي الاجواء امام كل الاسلحة التقليدية والمحرمة لهذه الحرب ...


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !