مواضيع اليوم

سكوت أوباما بيتكلم عربى

سكوت أوباما بيتكلم عربى

فى حملة العلاقات العامة للسياسية الخارجية الأمريكية زار السيد/ بارك أوباما منطقة الشرق الأوسط مستهلا الزيارة بلقاء مع العاهل السعودى ، وأختار القاهرة ليوجة رسالة منها إلى العالم الأسلامى !!!
وقبل هذا حرص على لقاء السيد/ بنامين ناتنياهو رئيس الوزراء الأسرائيلى والسيد/ محمود عباس ، فى واشنطون ...
وقد حررت الدعوة للحاضرين ممهورة بتوقيع رئيس الجامعه وشيخ الأزهر ، حيث عاشت القاهرة أسبوعاَ من التحضير ، والتجميل ، والجدل ، والنقاش بين المتفاءل والمتشائم ، المرحب والمستنكر ، وارتفعت حرارة النقاش بين الجميع أنتظاراَ للحدث الكبير ...
واصبح محتوى الخطاب مادة خصبة للخيال والنقد ، للوهم والواقع ، حتى الأمنيات والتحليل المسبق والأشاعات ...
وأزدحمت أستديوهات الفضائيات بالمحللين والكتٌاب من كل أتجاه ، وبادرت حركة الأخوان المسلمين إلى إصدار بيان رفض للخطاب ، وأستنكرت حماس الخطاب مطالبة برفع الحصار ، ورحبت السلطة فى رام الله بالخطاب قبل معرفة مضمونة !!!
وتابع الجميع الحدث المنتظر ، وعندما صعد أوباما إلى المنصة حظى بالتصفيق والترحيب حتى بدا مبتهجاَ وهو يقول بالعربية " شكراَ" وكذا Thank you عدة مرات أعقبها بعد شكرة لحفاوة القاهرة بالقول "السلام عليكم " ليتصاعد التصفيق مجدداَ !!!
وأفتقدت القاعة هتاف عربى اصيل : بالروح بالدم نفديك يا أوباما !!! لكن الهتاف كان صامتاَ وأتخذ شكلاَ جديداَ هو التصفيق بحرارة وأعجاب...
وبدأ الخطاب بمقدمة سياسية أستهدفت على استحياء رصد جوانب الصراع والتوتر وأرجعها إلى الجذور التاريخية ما بين الصراع والتعايش والتعاون والصراعات والحروب الدينية ، والتوتر الذى نمى بسبب الأستعمار !!! ثم التغيير الجارف مع الحداثة والعولمة الذى جعل المسلمون ينظرون إلى الغرب انها معادية لتقاليد الأسلام !!!
ودلف الخطاب إلى ما حدث من توتر أعقب حادث 11 سبتمبر نتج عنه الخوف وفقدان الثقه وأقتراح التعاون والثقة والحوار وأنهاء دوامة التشكيك والخلاف ، للقضاء على الذين يروجون لثقافة الكراهية.
وأعلن أوباما أنه حضر للقاهرة سعياَ لبداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمون حول العالم مبنية على الأحترام المتبادل والمصلحة المتبادلة ،
وحظى أوباماَ مجددا بالتصفيق والترحيب وهو يقول يتحدث عن الأسلام ويقرأ ما جاء بالقرآن الكريم " اتقوا الله وقولوا قولاَ سديداَ" وقال بعدها أنه سوف يقول قولاَ سديداَ .
وأنتقل أوباما للحديث عن الحضارة الأسلامية ومخترعاتها ، وعلومها ، وتراثها الموسيقى والفلسفى ، وأن الأسلام أثبت بالفعل أمكانية المساواه والتسامح ...
وبين فقرة وأخرى تضج القاعة بالتصفيق والأعجاب على غرار مؤتمرات الحزب الديمقراطى الأمريكى إبان الأنتخابات !!!
وأنتهى الخطاب بعد أن وضع عناوين وعلامات للسياسة الجديده التى لاشك يتعين أن تخدم المصالح الأمريكية والتى ليست بالضرورة أن تكون متعارضه أو متناقضه مع المصالح الأقليمية ، وأنما يمكن ان تتوافق معها فى أطار المنفعه المتبادلة وهو شعار الأدارة الأمريكية الواضح حتى ضمن محتوى هذا الخطاب.
لم نكن بالتأكيد بحاجة إلى حديث السيد/ أوباما عن مآثر الحضارة الأسلامية ومخترعاتها وفضلها على العالم الذى كان وقتها فى سبات عميق وجهل شديد ، تحكمة محاكم التفتيش والخرفات والصرعات ، ويفتقد إلى حقوق عادلة للبشر.
ولم نكن بحاجة لإدراك ما فعله السفهاء منا ـ بنا ـ وبعالمنا الأسلامى حتى نفقتد مثل هذه الرؤية التحليلية الثاقبة ، أو التذكير بأفضال الملا عمر والأخ بن لادن وتابعة الظواهرى والجهبذ اسماعيل هنية ، على عالمنا الأسلامى وما صاحب هذه الأفضال من أتهامات ...
أنما كنا فى حاجة ماسة وأنتظار لمقترحات تكسر جمود كل قضايا العالم الأسلامى العالقة ، والتى فى تقديرى تعود إلى أبناء العالم الأسلامى وشعوبه وقادتة وليس إلى أوباما وإدارتة...
نعم هناك قضايا عالقة تحتاج إلى ضغط مباشر لحسمها مثل قضية المستوطنات والمفاوضات ونزع السلاح النووى من منطقة الشرق الأوسط والعالم كلة ،
ولكن القضايا العالقة الأهم تبقى فى مصير ويد الشعوب وقادتها كالديمقراطية ، وحقوق الأقليات ، ودعم المرأة وتحديد الأولوية فى السياسية الخارجية والداخلية لتلك الشعوب ، وهى أمور ليس فى يد السيد أوباما أو غيرها أمر حسمها.
خرجت بأنطباع وحيد كنت على يقين مسبق به وهو أن الخطاب سوف يكون "خطاب علاقات عامة" لتحسين صورة أمريكا مع حلفائها المقربين أولاَ ، ومخاطبة شعوب تلعب بها العواطف وتحركها الأحاسيس ولا تنشط ذاكرتها بما حدث ولا تفكر فيما سوف يحدث...
الولايات المتحدة الأمريكية فى عهد الحزب الجمهورى والمحافظين خسرت كثيراَ ، وأعتمدت على حلفائها بالأمر والإكراه ، وتحتاج مجدداَ فى عهد الديمقراطين إلى سياسة أخرى جديده تعتمد على دعم شعوب المنطقه لها وتحفيز خيالاتها بأن أمريكا تغيرت ، وأنها ستبقى أمة الحرية والمساواه...
بإختصار ، تقتضى الظروف الحالية إلى تجميد المواجهه ، وتقليص الخلاف مع العالم الأسلامى ، ودفع الكراهية التى خلقتها الإدارة الفاشلة للديمقراطتين المحافظين ، وساهم فيها بن لادن والزرقاوى وهنية والملا عمر وغيرهم ..
ليس عهداَ جديداَ وانما تعديل تكتيكى لمواجهة القادم ، وتحسباَ لأى تهور أسرائيلى فى مواجهة الملف الإيرانى ، أو تصاعد الأنظمة السلفية المحافظة المعبئة بالكراهية ضد أمريكا خاصة والغرب عامة إلى سدنة الحكم ، وتجنيد الشعوب فى صف تلك المواجهه بدلاَ من الأنظمة...
وهذا هو الجديد...
مرحباَ بالسيد براك أوباما فى مصر ضيفاَ عزيزاَ حظى بكل تقدير ، ومرحباَ بالسيد براك أوباما فى الشرق الأوسط مهد الديانات والحضارات ، ونقطة الصراع الأشد سخونه فى العالم والتى ستبقى هكذا لفرض الهيمنة إلى الأبد فى ظل سبات وصمت عربى سيدوم طويلاَ ، وشعوب ساذجة تعيش بالنسيان  وتنسى لكى تعيش طويلاَ فى سلام ، لكنة للأسف دوماَ لا يدوم ...
محطة تاريخية
من الأوراق القديمة لكى لا ننسى ، وجدت هذه الأوراق فى كتاب " عجائب الأثار فى التراجم والأخبار " للمؤرخ عبد الرحمن بن حسن بن إبراهيم بن حس على الحبشى الجبرتى المعروف بأسم الجبرتى مؤلف الكتاب الرائع مظاهر التقديس فى ذهاب دولة الفرنسيس...
" بسم الله الرحمن الرحيم لا اله الا الله ولا شريك له في ملكه من طرف الفرنساوية المبني على الحرية والتسوية السر عسكر الكبيرأمير الجيوش الفرنساوية بونابرته يعرف أهالي مصر جميعهم أن من زمان مديد والصناجق الذين يتسلطون بالديار المصرية يتعاملون بالذل والاحتقار في حق الملة الفرنساوية ويظلمون تجارها فحضر الان ساعة عقوبتهم وأخرنا من مدة عصور طويلة هذه الزمرة المماليك المجلوبين من بلاد الاباترة لا يوجد في كرة الأرض كلها فأما رب العالمين القادر على كل شيء فانه قد حكم على انقضاء دولتهم ...
أيها المصريون قد قيل لكم: إنني ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم فذلك كذب صريح فلا تصدقوه، وقولوا للمفترين إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين، وإنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى، وأحترم نبيه والقرآن العظيم. وقولوا أيضًا لهم: إن جميع الناس متساوون عند الله، وإن الشيء الذي يفرقهم عن بعضهم هو العقل والفضائل والعلوم فقط، وبين المماليك والعقل والفضائل تضارب.. فماذا يميزهم عن غيرهم حتى يستوجبوا أن يتملكوا مصر وحدهم ويختصوا بكل شيء أحسن فيها من الجواري الحسان والخيل العتاق والمساكن المفرحة؟! فإن كانت الأرض المصرية التزامًا للمماليك فليرونا الحجة التي كتبها الله لهم، ولكن رب العالمين رءوف وعادل وحليم.. ولكن بعونه تعالى من الآن فصاعدًا لا ييأس أحد من أهالي مصر عن الدخول في المناصب السامية، وعن اكتساب المراتب العالية، فالعلماء والفضلاء والعقلاء بينهم سيدبرون الأمور وبذلك يصلح حال الأمة كلها.
وسابقًا كان في الأراضي المصرية المدن العظيمة والخلجان الواسعة والمتجر المتكاثر وما أزال ذلك كله إلا الظلم والطمع من المماليك.
أيها المشايخ والقضاة والأئمة والجربجية وأعيان البلد قولوا لأمتكم: إن الفرنساوية هم أيضًا مسلمون مخلصون؛ وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا في رومية الكبرى وخربوا فيها كرسي الباب الذي كان دائمًا يحث النصارى على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطة وطردوا منها الكواللرية الذين كانوا يزعمون أن الله تعالى يطلب منهم مقاتلة المسلمين.
ومع ذلك الفرنساوية في كل وقت من الأوقات صاروا محبين مخلصين لحضرة السلطان العثماني، وأعداء أعدائه أدام الله ملكه. ومع ذلك إن المماليك امتنعوا من إطاعة السلطان غير ممتثلين لأمره فما أطاعوا أصلًا إلا لطمع أنفسهم.
طوبى ثم طوبى لأهالي مصر الذين يتفقون معنا بلا تأخير فيصلح حالهم وتعلو مراتبهم. طوبى أيضًا للذين يقعدون في مساكنهم غير مائلين لأحد من الفريقين المتحاربين فإذا عرفونا بالأكثر تسارعوا إلينا بكل قلب.
لكن الويل ثم الويل للذين يعتمدون على المماليك في محاربتنا فلا يجدون بعد ذلك طريقًا إلى الخلاص ولا يبقى منهم أثر‏.‏
المادة الأولى: جميع القرى الواقعة في دائرة قريبة بثلاث ساعات من المواضع التي يمر بها عسكر الفرنساوية فواجب عليها أن ترسل للسر عسكر من عندها وكلاء.
المادة الثانية: كل قرية تقوم على العسكر الفرنساوي تحرق بالنار‏.‏
المادة الثالثة: كل قرية تطيع العسكر الفرنساوي أيضًا تنصب صنجاق السلطان العثماني محبنا دام بقاؤه‏.
‏المادة الرابعة: المشايخ في كل بلد يختمون حالا جميع الأرزاق والبيوت والأملاك التي تتبع المماليك وعليهم الاجتهاد التام لئلا يضيع أدنى شيء منها‏.‏
المادة الخامسة: الواجب على المشايخ والعلماء والقضاة والأئمة أنهم يلازمون وظائفهم. وعلى كل أحد من أهالي البلدان أن يبقى في مسكنه مطمئنًا. وكذلك تكون الصلاة قائمة في الجوامع على العادة. والمصريون بأجمعهم ينبغي أن يشكروا الله سبحانه وتعالى لانقضاء دولة المماليك قائلين بصوت [عالي] أدام الله إجلال السلطان العثماني، أدام الله إجلال العسكر الفرنساوي، لعن الله المماليك، وأصلح حال الأمة المصرية‏.‏
تحريراً بمعسكر إسكندرية في 13 شهر سيدور سنة 1213، من إقامة الجمهور الفرنساوي، يعني في آخر شهر محرم سنة هجرية"..
كان هذا هو خطاب السرعسكر الكبيرأمير الجيوش الفرنساوية بونابرت الذى وزعة مطبوعاَ على البلاد والقرى التى مر بها بعد أحتلال الأسكندرية يوم الثانى من يوليو 1798 وقبل دخولة القاهرة وكسر شوكة المماليك فى معركة الأهرام فى الثانى والعشرين من يوليو 1798.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !