مواضيع اليوم

سقوط انقلاب الأصلاحيين

سـامي جلال

2009-06-20 22:17:56

0

الأنتقادات التي تواجه الرئيس الأمريكي باراك اوباما حول الموقف الضعيف الذي تتخذه ادارته حيال الأنتخابات الإيرانية و الأكتفاء لأعلان التأييد للمتظاهرين بالشوارع و لزوم احترام مطالبهم هو دليل قاطع على قناعة الرئيس اوباما ان ما يحدث في إيران يختلف عن الثورات المخملية التي اسقطت الكثير من رؤوس الديكتاتورية في تاريخ العالم الحديث و ان تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في تاييد الخاسرين بالأنتخابات الإيرانية سيكون دعما غير مجدي نحو التغيير في نظام الجمهورية الإيرانية الأسلامية, حيث ما يحصل اليوم هو انقلاب على الأسلوب الذي تنتهجه قيادة المرشد الأعلى للثورة السيد الخامنيئي و اختلاف نظرة مستقبلية لأهداف الثورة الإيرانية و المخاطر المحدقة بأستمراريتها و التدخل الأمريكي لصالح الطرف الأخر الخاسر هو تدعيم لأطالة عمر النظام الإيراني و تسترجي الولايات المتحدة الأمريكية ببقاء الرئيس احمد نژاد ليقوي عزلة النظام الإيراني و يكثر من اخطاءه السياسيه المتشددة و بالتالي ستتولد الظروف في المستقبل التي يمكن لأمريكا المساعدة أو ربما التدخل بشكل ينهي النظام نهائيا .
صراع الأسلوب و الممارسة الذي يحصل في ايران هو حاصل محصلة صراع داخلي غير قابل لتغيير جوهري في النظام و قد اطلق المرشد الأعلى للثورة السيد خامنيئي رصاصة الرحمة على قيادة ما يسمى بالتيار الأصلاحي من خلال تأييده للمرة الثانية و بشكل اكثر حزما لنتائج الأنتخابات و سنرى انقسامات فكرية و انشقاقات يمكن ان تتشابه مع تعدد منظري الأشتراكية الدولية بالنسبة للأصلاحيين .. و بالرغم من كثرة معارضي النظام الإيراني في الخارج و الداخل لكن ليس هناك تنسيق سياسي معين على رؤية مستقبلية على اسقاط النظام و لا توجد شخصية او تنظيم معين يمكن ان يقود عملية اسقاط النظام على النحو الذي اسقط نظام الشاه, إذ حينها تالفت جبهة عريضة اجتمعت تحت رايتها االأحزاب الدينية و العلمانية و القومية و شخصيات مؤثرة في الشارع الإيراني من البازركان و كان المرحوم آية الله الطالقاني يقود هذا التحالف الهجيني المختلط من سجون الشاه بشكل ناجح في ترتيب اهداف المعارضة لغرض اسقاط الشاه و كحاصل مشترك جمع كل تلك الأحزاب لذات الغرض و بموت السيد الطالقاني اجهضت الخطوط الرئيسية لذالك التحالف و نشبت حرب خفية داخلية انذاك و خسرت الثورة الإيرانية قادة كبار ممن اسهموا بأنجاح الثورة و ذلك عن طريق الأغتيالات و التفجيرات و عدم استتباب الأوضاع لطرف معين و ممكن القول ان منظمة مجاهدي خلق كانت الأوفر حضا من باقي التنظيمات في تأثيراتها على الموقف السياسي و لم تكن تهدف لقتل الجمهورية الأسلامية الفتية آنذاك بل عزل مجلس آيات الله عن السلطة التنفيذية و المحاولة بتثبيت نظام الحزب الواحد و بقاء السيد الخميني كرمز ديني لا اكثر و لا اقل الأمر الذي غير تحالفات مجاهدي خلق الخارجية بأتجاه العراق مقابل الغاء الأتفاقية المخذلة للعراق مع إيران في أتفاق الجزائر و غلق الحدود الإيرانية بوجة المعارضة العراقية و الأكراد..
التاريخ يعيد نفسه بغياب الأقطاب الكبرى من تاريخ إيران و الجمهورية الأسلامية تبقى و الصراع القائم هو صراع لأجل الجمهورية الأسلامية, لكن برؤى مختلفة و يبقى الحصول على التكنلوجيا النووية مطلب مطلب لكلا الطرفين و يبقى ترجيح كفة الصراع بفوز احد النظريتيين , الحصول على القوة السياسية من خلال الأنفتاح على العالم و تاخير المواجهة المباشرة مع الغرب و أمريكا و تفعيل الأنفتاح الأقتصادي على العالم و تقوية البنية التحتية و اعادة إيران للحضيرة الدولية كنظام معتدل و من ثم الحصول على التكنلوجيا النووية , أو مواصلة التشدد و عدم الأكتراث لاستمرار المواجهه و فرض الأمر الواقع على المجتمع الدولي .. و فشل ما يسمى بالتيار الأصلاحي و هو حتمي من خلال القرأة الحالية لسير عملية الصراع الذي  سينتهي بهدنه هشة و تغيير جزئي بسيط في الداخل  و شروع هجرة جديدة بأتجاه اوربا و تطيح ببعض الرؤوس او هربها من إيران مع  تشديد حصار اوربي و عالمي اكبر ضد إيران...


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات