بقلم / المحامي سركوت كمال علي
ان التدخل الروسي في سوريا , ولحماية نظام ساقط وقاتل لاكثر من مليون انسان من مواطنيه, وتشريد اكثر من نصف شعبه , وتدمير المئات من المدن, ان دل على شيء فانه يدل على ان العالم المتحضر الذي ينادي بالانسانية وبحقوق الانسان , اصبح ظهيرا للقتلة , وللمجرمين, ولطغاة الدول النامية.
فاهم شيء عندهم هو الحفاظ على مصالحهم , حتى وان كان على حساب دماء وارواح مئات الالاف من الابرياء.
فبعد الفشل الذريع لقوات الاسد ولقوات الحرس الثوري الايراني ولحزب اللات اللبناني والميلشيات الشيعية القذرة والمرتزقة الافغان والباكستانيين.
وبعد الانتصارات المتتالية التي حققتها قوات المعارضة السورية في الفترة الاخيرة, واقترابها من تحقيق الهدف النهائي من قتالها وهو اسقاط الاسد.
وان سقوط المجرم بشار الاسد يعني باختصار فقدان الروس لقاعدتهم في طرطوس, وهي القاعدة الوحيدة الباقية للروس في الشرق الاوسط.
فهدف الدب الروسي حماية أمن طرطوس والقاعدة الجوية قرب اللاذقية، معقل الرئيس السوري بشار الأسد في شمال غربي البلاد.
ومحاولة اطالة عمر نظام هو في الواقع ميت سريريا, ولكن كل المؤشرات تدل على ان الروس سقطوا في المستنقع السوري, وان كانوا يعتقدون بانهم جاؤا للتنزه, فانهم واهمون.
وبعد التدخل الدب الروسي في سوريا, اصبحت الاراضي السورية ساحة معركة بين الولايات المتحدة الامريكية والروس, وسيكون الخاسر الاول والاخير هو الشعب السوري الذي سيدفع بالمزيد من الضحايا والمزيد من الدمار لمدنهم.
كما ان الروس سيدفعون الثمن غاليا , لانه وباختصار سيحاربون 90% من الشعب السوري الذي يرفض بقاء الاسد في الحكم.
وكما اتضح للعالم اجمع فان الروس لم يستهدفوا داعش في غاراتهم التي يشنونها منذ عدة ايام الا بنسبة قليلة وتركزت غاراتهم على المدنيين وعلى قوات المعارضة السورية.
كما ان المعارضة ستتلقى المزيد من الدعم المادي والمعنوي من دول الخليج وتركيا وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
من اجل اسقاط سفاح العصر بشار الاسد , ومن اجل اضعاف الروس وايران.
فايران وبعد توقيعها للاتفاق النووي الاخير اصبحت تبحث عن التمدد في الشرق الاوسط , فلم تكتفي بتدمير العراق واليمن وسوريا ولبنان من خلال ميلشياتها في المنطقة, فالان تهدد دول الخليج ومنها السعودية ولكن نتيجة احلامها ستكون نهايتها هو انتهاء حكم الملالي في ايران وتقسيم ايران الى عدة دويلات.
اما بالنسبة لحكومة المنطقة الغبراء والذي رحب بقيام التحالف الرباعي بتزويد العراق بالاسلحة وبدور للقوات الجوية الروسية في محاربة داعش, فانه يمكن تشبيهها بالعاهرة التي لا تشبع مهما اجتمعت عليها الرجال, فلم تكتفي بقوات التحالف ولا بقوات الحرس الثوري الايراني ولا بميلشيات حزب اللات اللبناني ولا بالميلشيات الشيعية والتي تصل اعدادها الى اكثر من 45 ميلشيا, والان تريد ان تجرب الدب الروسي لعله يشبع غرائزها.
وعلى الرغم من ان معظم دول العالم استنكرت التدخل الروسي في سوريا , الا ان الروس ماضون في عملياتهم ضد قوات المعارضة المعتدلة السورية التي تناضل منذ اكثر من اربع سنوات من اجل اسقاط سفاح العصر بشار الاسد.
ولقد طالبت وزيرة خارجية السويد برحيل الاسد, وقالت بان بشار الاسد قتل 7 اضعاف مما قتله داعش من الشعب السوري ويجب عليه الرحيل.
واستنكر رئيس الوزراء البريطاني بشدة مساندة روسيا للرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه بالجزار.
وقال ديفيد كاميرون إن هذه المساندة تتمثل في ضربات روسيا الجوية.
وقال إن هذه الضربات "لاتستهدف فقط مسلحي تنظيم داعش في سوريا."
و سخر الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في كلمة له في الامم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي من دعوة روسيا إلى تشكيل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب قائلا إن الروس يلهمون الإرهاب في دول مجاورة ويدعمون حكومات أشبه بالدمى مولعة بالقتال.
واعلن المتحدث باسم البيت الابيض يوم الخميس الماضي 1-10- 2015 "بان المعلومات الأولية حول العمليات العسكرية الروسية تشير إلى أن الضربات الجوية تتركز على المناطق التي وجود مسلحي داعش فيها قليل أو معدوم، على الرغم من التصريحات الروسية عن أنها تركز عملياتها العسكرية ضد داعش.
ولقد تركزت الضربات الجوية الروسية على مقتربات الساحل السوري والمعابر المؤدية إليه في محاولة لكسر عزلته التي فرضها جيش الفتح والجيش السوري الحر منذ نجاحهما في السيطرة على محافظة إدلب ومدينة جسر الشغور قبل أكثر من ستة شهور.
و أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تدخل موسكو وتحالفها «مع إيران والأسد» وضربها المعارضة المعتدلة أمور “مآلها الفشل”، وقد تجرها “إلى مستنقع” في الحرب السورية. وفتح اوباما لأول مرة إمكانية إنشاء مناطق حدودية مع تركيا، مؤكداً أن الدعم الأميركي للمعارضة المعتدلة سيستمر وأن “نظام الأسد سيسقط في النهاية”.
و قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، اليوم السبت، إن "واحدة فقط من كل عشرين ضربة لسلاح الجو الروسي في سوريا تستهدف مقاتلي داعش".
وأضاف «فالون»، لصحيفة ذي صن البريطانية، أن الاستخبارات البريطانية، لاحظت أن 5 % من الضربات الروسية استهدفت مقاتلي التنظيم الجهادي، وأن معظم الغارات "قتلت مدنيين" واستهدفت المعارضة المعتدلة لنظام الرئيس بشار الأسد.
بالرغم من الانتقادات التي وُجهت إليها، أعلنت روسيا عزمها على تكثيف غاراتها في سوريا.
اما بالنسبة لايران فلقد أفادت مصادر إيرانية أن طهران أقالت اللواء حسين همداني من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني المقاتلة في سوريا، بسبب ضعف أدائه وفشله في العمليات العسكرية المتتالية ضد قوات المعارضة السورية.
كما أفادت مصادر إيرانية بأن القوات الروسية والإيرانية تنفذ عمليات مشتركة في سوريا، بعد وصول 1700 جندي من الحرس الثوري الإيراني من ألوية مختلفة، خلال اليومين الماضيين.
ان المستنقع الذي سقط فيه كل من روسيا وايران سيؤدي الى نهايتهما , وسيؤدي الى اضعافهما, فالحرب التي يخوضانها في سوريا ستستنزف قدراتهما العسكرية والاقتصادية .
وفي نفس الوقت سيجتذب الالاف من الشباب المسلم للتطوع والقتال في سوريا ضد التواجد الروسي والايراني في هذا البلد.
التعليقات (0)