علي مسعاد
احتفلت ألمانيا ومعها العالم ، بالذكرى العشرين ، لسقوط جدار برلين ، وقد تناقلت ذلك ، مختلف القنوات الأرضية منها والفضائية ، فيما الجرائد والمواقع الإلكترونية ، قد أفردت لها ، حيزا ليس بالهين ، لكن الاحتفال الذي صاحب ذكرى سقوط الجدار ، لم يوازيه الحزن ، على الجدار إن لم نقل الجداران ، التي بنيت بين الأخ وأخيه ، بين الجار و جاره ، وبين مختلف الفئات العمرية والاجتماعية ، بحيث أننا أصبحنا ، نعيش زمن قطيعة إنسانية حقيقية و للأسف الشديد ، في عز انتشار وسائل الاتصال الرقمية .
فهل ، انتبه العالم ، الذي أفرد للذكرى ، غير قليل من الوقت والاهتمام ، أننا أصبحنا نعيش في زمن القطيعة وبامتياز ، وعلى جميع المستويات .
فيكفي مشاهدة برامج التلفزيون التي تستأثر باهتمام المشاهد العادي ، حتى نقف عند أبعاد الظاهرة ك " مختفون " و" الخيط الأبيض" وغيرها ، من البرامج ذات المنحى الاجتماعي ، لنسطر بقلم أحمر ، على العديد من الظواهر الاجتماعية والآفات الخطيرة ، التي أصبحت تنخر كيان المجتمع ، والتي ترجع بالأساس ، إلى غياب البعد الأخلاقي ، في علاقتنا الإنسانية ، بحيث أصبحت علاقاتنا
الاجتماعية ، تحكمها بشكل كبير المصالح الآنية والمادية بالأساس ، وغاب عنها البعد الروحي بشكل
لا فت ، يدعو منا لمزيد من التأمل ، عن الأسباب الحقيقية التي دفعت بالكثير منا ، إلى نزع قلبه من بين ضلوعه ، ليصبح عديم الإحساس والشعور والفعالية ، فما يحدث في الشوارع والأزقة ، من انتشار للأمهات العازبات و أطفال الشوارع وعدد المتسولين وبائعات الهوى ووو، لأمر يحرك الجبال الراسخة ، الشيء الذي لا يحدث لدى العديدين . فهل كل هؤلاء ، لا أهل لهم ولا سند يحميهم ، من الليالي البادرة ويقيهم صهد الأيام ، هل ولدوا ، هكذا ، في الشوارع ، بلا أهل وبلا أسر ؟ا ولما وجد ، كل هؤلاء ، الأبواب موصدة في وجوهم ، من الجيران وأفراد العائلة ودوي القربى ، فهل هذا لا يعني ، أن هناك خطأ ما ، يستوجب منا الوقوف عنده ، وإيجاد حلول حقيقية ، عوض الهروب إلى الأمام وإلى الحياة الثانية / الافتراضية أو نهج سياسة النعامة التي أرتكن إليها الكثيرون منا ، خوفا من مواجهة الحقيقة التي تفضح عيوبنا و سوأتنا .
فالصحف ونشرات الأخبار ، كالشوارع والأزقة الضيقة ، تفضحنا ، تحكي عن مآسينا ، عن ما يحدث خلف الأبواب المواربة وخلف الأقنعة التي تخفي عيوبنا الاجتماعية ، التي تفاقمت بشكل يدعو الدارسين لعلم النفس وعلم الاجتماع ، للوقوف عند حاجاتنا التي بررت الوسائل ، لتحقيق غايات لا تهم إلا أصحابها دون إحساس بالذنب أو الندم .
فإلى متى سنظل بعيدين ، عن الحقيقية ، التي خوفا منها وإليها نهرب ؟ا
Alipress2010@yahoo.fr
التعليقات (0)