مواضيع اليوم

سقط القناع عن القناع.

محمد مغوتي

2011-09-09 19:58:12

0

    أصبح المشهد السوري لا يطاق. و لم يعد بالإمكان تقبل ما يجري هناك من مجازر تقترفها آلة الفتك العسكرية التي لا تتوقف عن قتل أبناء الشعب المحتشدين في بلدات و مدن كثيرة مطالبين بالإنعتاق من جبروت الأسد و طغيان نظام البعث.
    لم يعد من المقبول إطلاقا أن يستمر المجتمع الدولي في الصمت إزاء سياسة القتل الممنهجة التي يقترفها هذا النظام الذي بات يعبر بشكل غير مسبوق عن احتقاره لشعبه و التشبث بالسلطة حتى و لو أدى ذلك إلى قتل الجميع. و الدول الغربية تدرك بما لا يدع مجالا للشك أن دولة حزب البعث في سوريا لا تختلف عن جماهيرية القذافي الذي واجه انتفاضة شعبه بالحديد و النار. و ما كان الليبيون ليتحرروا من هلوسات العقيد لولا تدخل الناتو الذي شل حركة عصابات القذافي و ساعد الثوار على تحرير البلد شبرا شبرا. و يبدو أن تدخلا عسكريا دوليا تحت مظلة الأمم المتحدة أصبح الخيار الوحيد الذي من شأنه إيقاف جنون البعث و تحرير البلد من وحشية العقيدة العسكرية التي يتأسس عليها مشروعه السياسي الديكتاتوري.
    لقد سقطت كل الأقنعة التي اعتاد هذا النظام على وضعها بعناية في إطار دغدغة المشاعر القومية و التخندق في صف الممانعة الكاذبة. و سقطت معها أقنعة كل الذين يروجون لخطاباته الزائفة. و أصبح الجميع يعرف حقيقة الأسد و مدى ممانعته في الإنصات لصوت الشعب و إمعانه في قتله و التنكيل به. و لا أحد في الدنيا يصدق روايات الإعلام الرسمي الذي لا يمل من تكرار اتهاماته الجاهزة لهذه الحركة الثورية. و ما تنقله كاميرات الهواتف النقالة و يتم تداوله على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي هو التعبير الدقيق عن حقيقة الأوضاع هناك، بالرغم من التعتيم و التضليل. و هؤلاء الذين يخرجون للتظاهر يوميا في درعا و بني ياس و حمص و حماة و دير الزور... ليسوا أبدا عصابات إرهابية أو جماعات من قطاع الطرق كما تحاول أجهزة النظام أن تصورهم. إنهم دعاة حق. و هم حتما سينتصرون. لكن اسمرار الوضع على ماهو عليه سيجعل فاتورة النصر ثقيلة جدا. و تلك مسؤولية كل أحرار العالم. فهذا الشعب يستصرخ الضمير الإنساني. و لابد من التدخل لحمايته من إبادة ممنهجة في حقهم.
     سوريا لن تكون حالة استثنائية، فقد عودنا النظام العربي في تجارب سابقة أنه لا يتعظ إلا بالقوة. إذ لا يفل الحديد إلا الحديد. و بما أن أبناء سوريا الثوار لا يملكون إلا أن يواجهوا الأمر الواقع بحناجرهم الصادحة و صدورهم العارية، فإن الإستقواء بالأجنبي أصبح مطلبا ضروريا. و لتسقط كل شعارات القومية الوهمية التي تعتبر العالم العربي مستهدفا، و تتحدث عن عودة الإستعمار إلى المنطقة. و بما أن النظام العربي لا يبالي بجرائم البعث السوري، بل يحاول إنقاذه من خلال مبادرته الجديدة، فإن الوضع يتطلب تدخلا حازما. و تلك مسؤولية الدول الكبرى التي ينبغي أن تتخلى عن هواجسها و تتجاوز لغة المصالح الضيقة، و تنتصر للواجب الأخلاقي: واجب حماية الشعب السوري من حكامه.
     محمد مغوتي.09/09/2011.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !