مواضيع اليوم

سقط الفستان ...وانتصرت على اسرائيل

ربنا يسهل

2010-08-02 18:25:34

0

تنصتت على حديثي وابنتي في مطار قبرص لتشاركني الحديث بالفرنسية ثم تسأل من اين تستلم حقائبها ؟
بطيبة اهل بلدي جاوبتها وانا مستعدة لمرافقتها لتسلم حقيبتها قبل ان تسالني : من اين؟ رسمت ابتسامة الفخر بجنسيتي اللبنانية وقلت :لبنان ....وبحقد اهل بلدها رسمت ضحكة صفراوية على وجهها الذي فجأة بدا لي ينقط سما وقبحا :انا من اسرائيل ...لا استطيع ان اصف شعوري وهي المرة الاولى التي أمد فيها حديثا مع اسرائيلية ...درت لها ظهري والتفت الى زوجي وبالعربية " انها اسرائيلية "...
مسعود زوجي قارىء جيد لكل الرويات الجاسوسية التي تمر بالجزيرة القبرصية حيث نحط مع اصدقاء في اجازة قصيرة,اجابني وهو يشرح" قبرص محطة دائمة للاسرائيلين وسترين كيف انها تتكلم العربية"... ... "يعني شو بعمل هل اكيل لها سيلا من الشتائم بالعربية ؟؟؟... وقبل ان يهدأ من روعي قاطعتني "سارقة السمع "وبالعربية "انا افهم كلامك مع زوجك انا من اصل مغربي "...صورة هيلين توماس ظهرت امامي فكدت اقول للاسرائيلية المغربية "لماذا لا تعودي الى المغرب لولا ان امسك زوجي بيدي وجرني الى الامن العام لختم جواز السفر ...وبعدها تسلم الحقائب...كم اشعر انني مغفلة ..كيف تسألني عن مكان تسلم الحقائب وهي اخبرتني انها تزور قبرص باستمرار بسبب اقامة ابنتها في الجزيرة...انها تعرف مكان تسلم الحقائب اكثر مني ...انها تزور قبرص باستمرار وانا ازورها للمرة الاولى ...انها تسترق السمع الى حديثي مع صغيرتي ثم مع زوجي .. جاسوسة اسرائيلية تتجسس على عائلتي الصغيرة كما يتجسس بلدها على وطني ...
لم تغب مشاهد المجازر الاسرائيلية و احتلال القرى وقانا وعدوان تموز والنكبة وغزة عن طريقي من المطار الى ايا نابا فاستحضرت في ذاكرتي كل تاريخ الكيان الغاصب...رافضة اي تطبيع ...يخرجني من مشاهدي حديث صديقة عاشت لفترة في قبرص " القبارصة يكرهون الاسرائيلين لأنهم يتصرفون بطرقة مخذية ...ويحبون اللبنانيين ..يسألوننا من اين نحن لأننا نتكلم الانكليزية كالاسرائيلين وملامحهم تبدو قريبة من ملامحنا ..."نالت مداخلة الصديقة اعجابي فالقبارصة اذا يشاركوننا الكره ...والاسرائيليون يتصرفون بطريقة مخذية ....سأتصرف بكل حضارة ...وبرقي واقول لكل قبرصي انا لبنانية ...اراحني ما توصلت اليه واستسلمت للرحلة ...
والى السوق مع البنات حيث شدنا فستان يستخدم بعدة طرق ...لم تيأس البائعة من محاولتها شرح لكل منا على حدة كيفية ارتداء الفستان العجيب فاصبحنا مقتنعات باهمية شراء اكثر من قطعة لاكثر من صبية .....وبطولة بال متناهية تابعت البائعة مهمتها معي ثم تقول بالعربية "هيدا كثير حلو "...انها تتكلم العربية بادرت بالسؤال ..من اين انت ؟ جاءني الرد المنتظر "من اسرائيل" ..
... رسمت ابتسامة الفخر بجنسيتي اللبنانية " انا لبنانية .... لن اشتري شيئا من اسرائيلية "
سقط الفستان من يدي وتركت المحل معلنة انتهاء الصفقة ...
خسرت الفستان نعم ولكني لا استطيع ان اصف شعوري... لقد انتصرت على اسرائيل....
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !