مصر الحديثة المتحضرة التى بناها محمد على , الجندى الألبانى العظيم , انقض عليها العسكر عام 52 فوجه اليها الجنرال عبد الناصر لكمة حين جعل استدعاء التراث أحد مبررات مشروعه , ثم وجه لها الجنرال الثانى السادات ركلة حين أعلن أنه رئيس مسلم لدولة مسلمة , وأطلق الطائفية من عقالها , أما الجنرال الثالث مبارك فقد وجه اليها صفعات متعددة حين استعان بالتيار الدينى وترك له العقل المصرى يعبث به كما يشاء ليتخذ منه ذريعة يخوف بها العالم الخارجى ومثقفى وأقباط الداخل بهدف الابقاء على حكمه الفاسد وشخصه البليد , وأخيرا جاء مجموعة الجنرالات الجدد الذين انزعجوا من تطلعات الشباب للحرية والعدل ورأوا فيها نهاية لمميزاتهم الطبقية وكشفا لما حصلوا عليه من عطايا غير مشروعة من دماء الفقراء والمعدمين , فقرروا اجراء الانتخابات قبل أن تستعد القوى التى صنعت الثورة , وأطلقوا التيار السلفى من عقاله , كما روجوا الاشاعات ضد شباب الثورة واعتقلوا الآلاف منهم , وتركوا رجال شرطة مبارك يضربونهم بالغازات . فى ظل هذه الظروف المظلمة أجروا انتخابات هزلية , واضح أن تيار أدعياء احتكار الدين سيفوزون فيها بالأغلبية المطلقة , وبذلك يكون الجنرالات قد وجهوا للدولة الحديثة فى مصر آخر ضرباتهم لتسقط بالضربة القاضية
التعليقات (0)