مواضيع اليوم

سقطت دولة الاخوان المسلمين

عمادالدين رائف

2009-05-24 18:40:42

0

قبل عدة سنوات وبعد ان تعرض وزير النفط ووزير الاعلام الكويتي السابق الشيخ سعود ناصر الصباح لضغوطات تيارات الاسلام السياسي التي كانت في قمة مجدها انذاك قال الوزير " ان الكويت مخطوفة" وكان بذلك يشير الى هيمنة الاسلام السياسي على الحياة السياسية في الكويت.
واليوم وبعد نتائج الانتخابات البرلمانية والتي اسفرت عن هزيمة تيارات الاسلام السياسي برز الى السطح من رموز الاسلام السايسي من يردد ما قاله الشيخ سعود سابقا ولكن بعبارة جديدة "لقد اختطفت الكويت" ولكن بقصد ان الليبراليين خطفوا الكويت. فيما يرى الليبراليون انهم استعادوا الكويت المختطفة منذ سنين.
فالكاتب طلال السعيد كتب في جريدة السياسة في عددها الصادر يوم الخميس الماضي يقول " تقول دولة " الاخوان المسلمين" في الكويت على لسان وزير اعلامها ان الحركة الدستورية الاسلامية "حدس" لم تخسر بالانتخابات الماضية بل حققت نتائج متقدمة جدا، وانه ليس هناك استقالات من المكتب السياسي "مجلس وزراء الاخوان" لأن الحركة تعمل كمؤسسة ولا تعتمد على الاسماء وكأن ااناطق الرسمي اياه يقول "ما حدث كبوة لا تؤثر مطلقا في احلام "الاخوان" بالاستيلاء على السلطة"
واعتبر كتاب الكويت الليبراليون نتائج الانتخابات حدثا استراتيجيا طال انتظاره وعبر كل من استطاع الوصول الى وسيلة تعبير عن فرحه وسعادته لما اعتبره البعض هزيمة والبعض تراجعا والاخر نكسة لتيارات الاسلام السياسي، ورسموا صورة مشرقة لما هو آت من الايام سواء كان استقرارا سياسيا وانجازات تشريعية وانفراجات اقتصادية ونهضة حضارية.
فيما التيار السلفي الذي هزم في الانتخابات وتراجعت مقاعده في المجلس من خمسة مقاعد الى اثنين فقط فقد عبر ممثلوه عن سخطهم وحزنهم للنتائج ويلقون باللوم على الاعلام وعلى السلطة بشكل غير مباشر فيقول احد كتابهم "سالم الناشي" في جريدة الرؤية التي تعبر عن السلف " هذا العزوف من الحضر السنة عن الادلاء باصواتهم اثر بشكل واضح على التيارات الاسلامية، فتراجعت في الترتيب وحتى في النجاح".
ويضيف قد نستنتج من هذا ان الاعلام كان له دور رئيسي في توجيه المزاج العام من خلال حملة منظمة لتوجيه الراي العام وصلت الى حد القول اننا امام تزوير اعلامي، وفي النهاية هناك شعور عام بالاستياء نت نتائج انتخابات 2009"
لكن طلال السعيد يرى غير ما يراه الناشي فيقول ان الاخوان المسلمون لا يتآكلون عند خسارتهم ولعل في ذلك اعترافا صحيحا وصريحا بمخطط الاخوان المستورد من الخارج والذي اصبح معروفا لدى الجميع.
وقال ان الناطق الرسمي باسم الاخوان يتحدث عن المال السياسي متناسيا ان الاخوان المسلمين هم اول من ابتدع المال السياسي اعتمادا على فتواهم "الوسيلة تبرر الغاية" فهم من استخدم اموال بيت الزكاة واموال الوقف والزكوات واللجان الخيرية لانجاح مرشحيهم .
ودعا السعيد الدولة الى محاسبة الاخوان المسلمين ووصفهم ب "الخارجون عن القانون" وقال ان الشعب الكويتي "اجتهد لتحرير الكويت من خاطفيها فماذا ستفعل الدولة.؟؟
وتكتب جريدة الرؤية في صدر صفحتها الاولى العبارة التالية " اش رأيك بالتفاؤل اللي سايد هالايام" فيجيبها المتفائل : هالايام مثل اللي ينطر المطر في عز القيظ".
وردا على هذا الموقف التشاؤمي من التيار السلفي يقول مؤيد العبودي في صحيفة القبس "اخيرا وقع الناخبون الكويتيون على شهادة وفاة "عصر الحريم" .. ليعلنوا بذلك انطلاق العنقاء "العشتارية" من بين كثبان الرمل وخيم الشعر وخناجر البداوة لتنفض عنها منظومة القيم الصحراوية وتحلق في ربيع الديمقراطية الاخضر".
ثم يضيف "وليسقط بذلك "الحجر" المجتمعي على المشاركة السياسية للمرأة سقوطا "مكعب الاضلاع" وتتهاوى اصنام الفكر الاقصائي".
ويذكر العبودي خمسة اسباب لسعادته بنتائج الانتخابات اخرها " كونها مؤشرا ايجابيا على بداية النهاية لسيادة الفكر السلفي الماضوي، الذي يريد اعادة انتاج الزمن وتسويق كل مخلفات الاجداد وتقاليدهم تحت مقولة "السلف الصالح" دون مراعاة للتطور الحضاري والمتغير التاريخي والاجتماعي والثقافي.
واذا كان السلف "جنود الاخلاق المجندة" يهادنون السلطة ويعتبروا ان الخروج عليها كفر بواح، وان الخضوع لولي الامر من اهم مبادي واسس الايمان، غير ان الاخوان لهم رأي اخر ومباديء اخرى وقواعد وسياسات وبرامج وتكتيكات خاصة بهم فهم لديهم الاستعداد عند كل منعطف ان يعيدوا انتاج مبادئ كبيرهم حسن البنا ومعلمهم سيد قطب بالعودة الى قواعدهم الاولى القائمة على خطة وبرنامج "اسلمة المجتمع" وبالتالي فان سقوط احدى قلاعهم وانهيار دولتهم لا تعني كما يقولون انهيار احلامهم وتحطيم مشروعهم الرئيسي بالاستيلاء على الدولة.
لذا فان اخوان الكويت الذين سينشطوا باستدعاء خبراء وسدنة وكهنة الاخوان المسلمين من سوريا ومصر والاردن لبحث نتائج الانتخابات ووضع خطط بديلة للمعركة الانتخابية القادمة وحتى موعدها الذي يأمل كثيرون ان يكون بعد اربع سنوات سيعملوا ما بوسعهم لما يصفوه باعادة "روح الاسلام" الى المجتمع.
وربما يكون سعي الاخوان لاعادة بناء دولتهم مجرد اوهام واحلام كغيرها من احلام حركات الاسلام السياسي، وهذا المتوقع على ضوء المتغيرات الاقليمية والدولية والمتغيرات العميقة بالمزاج الجماهيري الذي عانى كثيرا خلال السنوات الماضية من القمع الفكري والاجتماعي والسياسي.
لكن فرص الاخوان تظل قائمة ما لم تدرك القوى الوطنية الليبرالية المسؤولية الكبرى الت يالقيت على اكتافها كتجربة رائدة في العالم العربي، مما يستدعي حشد كل الطاقات والامكانات لخلق مناخ من التعايش بين جميع القوى لتعزيز المناخ الديمقراطي وترسيخ اسس المواطنة وتعميق الشعور بالمسؤولية الوطنية وقيم الحرية والمساواة.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !