سفينة مرمرة و تظاهرة دوسلدورف

... نحن نحب فلسطين .. نحب برها و جوها و بحرها ... نحب بحرها و ما يحمل من سفن و حرية و صمود و دعم ... الهواء و الماء و السماء ... البحر بمده و جزره و صموده و عنفوانه و موجه لم و لن يتخلى عنا بل اصلا لا يتخلى عنا .. وكل دماء تختلط  بماء المتوسط هي دماء زكية طاهرة .. لن تجف ابدا ... و كونها دماء غير فلسطينية فهي غالية و عزيزة و حتى لونها و طعمها شيء اخر و ستبقى شاهدا جديدا على أهمية القضية الفلسطينية من ناحية و على همجية و مجازر الصهيونية الاسرائلية من ناحية اخرى ... و هذه الدماء دليلا قاطعا على حقنا في البقاء و العيش و التحرر ... فلسطين لنا سواء اكانت غزة ام يافا ام نابلس ... نحن لم نزل على العهد نحن شعب واحد موحد ... فيا ايها المُحتلون المارقون الخارجون عن القانون و عن كل انواع القيم و الاخلاق و الانسانية : خذوا امتعتكم و انصرفوا ... فالارض و البحر و الهواء  لنا  وهي جميعا تكرهكم و تقاوكم و تقول لكم "فليعش و يمضي الشعب الفلسطيني حرا ابيا" 

اليوم 5-6-2010 هُنا في مدينة دوسلدورف – شمال غرب المانيا توحدت الحناجر و الجنسيات و بلغات مختلفة بالهتاف و التحية لفلسطين و غزة و تركيا ... انهم جالية فلسطين و من يناصرها من العرب و الاجانب و الاتراك و كل الاحرار في المانيا ... ترى و تسمع كيف الجميع يهتف و ينادي بضرورة انهاء الحصار على غزة و يهتفون لشهداء البر و البحر و يرفعون صورا و شعارات ذات معاني فلسطينية عظيمة ... انهم فلسطينيون و لبنانيون و مصريون و سوريون و اتراك وأردنيون و خليجيون و غيرهم من الالمان و البوسنين و الالبان ...

انهم من مختلف الدول و الالوان وحدتهم فلسطين ببعدها الديني الاسلامي المسيحي اولا و ببعدها العربي ثانيا ... انهم جميعا يقولون ... الحرية لغزة ... الحرية لفلسطين ... اسرائيل اخرجي من فلسطين ... اوردغان حرر حرر فلسطين ... ميركل : فلوس و سلاح الالمان لا يذهب لاسرائيل ... و كثيرا من الشعارات التي اخجلتني و ابكتني لعلمي المُطلق بالحال الذي نعيش من انقسام و تفتت و تشتت و انقسام في الراي و حمل راية القضية ... نحن نريد الوحدة الوحدة ...

بعد سفينة مرمرة و تضحيات الاتراك و التي سابقا كنا نتسابق و نقول انهم اصحاب شعارات رنانه طنانه لا تفيد فلسطين شيئا و بعد هذا اليوم  ايضا : كلها مجتمعه جعلتني اجد و اؤمن بان هناك من يناصرنا و ينصرنا و يؤمن بأن قضيتنا عادلة ثابتة لن تتغير او تتبدل الا بعودة الحق لأصحابه 

إنه العالم بأسره و بشتى قومياته و اعلامه و مؤسساته و احزابه  يخرج بتظاهرات كبيرة ممتدة شرقا و غربا ... جنوبا و شمالا من اندونيسيا الى امريكا و من الصين الى البرتغال الى بريطانيا الى فرنسا و باعداد تزيد عن عشرات الالاف و كم هي اوروبا حكيمة بتعاملها مع المسيرات و التظاهرات و منظميها ... انها مظاهرات سلمية بحتة تسير و تقطع الشوارع و بهتافات مختلفة و دونما فوضى او تهور و تعبر و يسمعها الجميع و يفهمون رسالتها ... ان النظام الذي شاهدته بأم عيني في هذه المسيرة و غيرها لهو دليل على ان الحل لقضيتنا العادلة بات قريبا ... و نحن طبعا نراه قريبا و قريبا جدا لن تبقى غزة مُحاصرة ... بل ان كل الشعب الفلسطيني مُحاصر، فهل الأهل في الضفة المُحتلة أفضل حالا و يعيشون بحرية و سلام؟ ...

في ذكرى نكسة حزيران و في يوم الاستيلاء و الغطرسة على سفينة الشهيدة راشيل كوري و بعد مجزرة سفينة مرمرة التركية  ... نقف جميعا تحية اجلال و اكبار لهؤلاء الشهداء الابطال ... شهداء البر و البحر ... شهداء مضوا و شهداء اخرين سينطلقون بقافلة حرية جديدة في رمضان ... فالتحية كل التحية لهؤلاء العظماء الابطال  " محبي و مناصري شعب فلسطين في غزة و الضفه" ... بكم و معكم لن تبقى غزة بل لن تبقى فلسطين تحت الحصار ...