مواضيع اليوم

سفينة الامل الميؤوس منه..

جمال الهنداوي

2010-07-18 12:44:43

0

 عالقة في الذهن ادوار الفنان العربي الكبير"زهير النوباني"..وقد يكون اشدها التصاقا في الذاكرة اداءه اللافت في شخصية الكاذب مدعي البطولة الزائفة" بطيحان" وهو يطيل التخير لسلاحه متحيرا ما بين السيف والبندقية رغم ان الاعداء كانوا داخل مضارب العشيرة..منتظرا ان تنتهي الامور سريعا قبل ان يضطر الى اتخاذ ما قد يفضح جبنه وخسته وتخاذله..

فمن غير الممكن عدم استرجاع هذه المشاهد ونحن نرقب الزحف السلحفاتي المتثاقل المتقطع بالاعطال الفنية "المفاجئة" لسفينة الامل وطول اصرار منظميها المدعوم بالايمان الغلاظ بان وجهتهم هي غزة رغم ان العالم باسره يعرف انها لن تعدو العريش مستقرا لها..

فبقدرة اقل من بطيحان على الاقناع.. انفض سيرك سفينة الامل بما كان متوقعا-او مخططا- له من البداية..واقتصرت مهمته على رحلة ترويحية هادئة ساكنة في البحر الابيض المتوسط بواسطة سفينة" متهرئة وتعبانة وقد تكون هذه هي آخر رحلاتها وإذا بيعت في السوق قد لا تحصل على أكثر من 150 ألف دولار مقابلا لها" كما قدر قيمتها بخبرة التاجر الشاطر السيد سيف الاسلام القذافي,,مضيفاً" وفيها عشرة من الفتية الصغار وشباب متطوعون"مما قد يضيف بضعة دولارات أخرى على القيمة المقدرة.. مما قد تعد صفقة جيدة مقابل المانشيتات العريضة التي ستبرز بطولات القائد الاممي في اعالي البحار..

اساطير سطرت واحلام روج لها عن فرق وارتجاف اسرائيلي ورعب تخطى قدرات الدولة العبرية لتشمل العالم الغربي كله من طلائع العقيد الزاحفة..وكلام كثير عن وساطات وتوسل وشروط واسترضاء وتذلل وركوع من قبل الاسرائيليين الذين اتوا طائعين يحملون العنب في يد والجزية في يد اخرى يقدمونها عن يدٍ وهم صاغرين قربانا لاقناع عميد الحكام العرب بان العريش اقرب الى القدس من غزة.

ولكن المؤسف في الامر ان كل هذا الزعيق الضاج والهاتف لم ينجح في استراق بعض الوهج الاردوغاني الذي سفح فيه من الدم الكثير..وخصوصا ان الغرب اعتبره من الدم الذي لا يجوز له ان يراق..وليس عشرة"صغار" يرسلون للذبح فداءً للقائد الاممي ولا نوائح تندبهم..فالقذافي..وان كان يتوجب علينا الاعتراف بتحصله على مواهب واضحة كمنتج جيد وسخي..ولكنه مخرج سئ  وقارئ اسوأ للاحتمالات التي يمكن ان تتمخض عنها مثل هذه الترتيبات الاقرب الى الفواصل الترفيهية نسبة الى الواقع السياسي المعقد الذي تعيشه المنطقة.. ..وان كل ما افرزته هذه العملية المشبوهة هو اظهار اسرائيل بمظهر الحريص على تخفيف الحصار وانهم"الناطور"الشرعي على كروم فلسطين الذي يهلل سيف الاسلام على نجاحه باستلال بعض العنب منها..

ولكن كل هذا لا يهم..فالعملية برمتها لم تكن الا فقرة روتينية لقتل الضجر الذي يعتري ملك الملوك في فترات راحته الاجبارية ما بين لقب ولقب..وهي وسيلة مبررة لدفع الفواتير المتأخرة لبعض الاعلاميين الذين لا يملون من ممارسة دور المرآة السحرية مرددين عبارات المديح الزائف للشرير الذي يقبع على كرسي الحكم..ولكن المرآة قد اسرفت في خداعك هذه المرة سيدي القائد..فما حاجة غزة الى سفينة متهرئة وبعض الصبية..وكيف ستكسر اكياس الدقيق المكدسة في العريش حصار الشعب الذي اسفت ممارسات امثالك بقضيته.. والم تكن العريش اقرب الى ليبيا من اليونان..ولم كل هذه الاطالة في الطريق..هذا اذا استثنينا الظن المسبق الاقرب للسوء والاثم حول جدوى ارسال مثل هذه السفينة اصلا..

 بعد حادثة سفينة الحرية والتهور الاسرائيلي المجرم في مواجهتها.. قام بعض الغاضبين بنحت نموذج مجسم  للسفينة المنكوبة.. والطواف به زاعقين متقافزين في شوارع احدى مدننا العتيدة..وان كنا نستطيع ان نعد مثل هذا الفعل كمثال نموذجي على القدرة العربية اللافتة على احالة اي شئ..وبالمعنى العريض لعبارة اي شئ..الى محض تهريج..ولكننا ..وبمنتهى الثقة..يمكننا اعتبار مثل هذه الممارسات اكثر نفعا وتبريرا ومنطقية من الرحلة الهشة المتحلة لسفينة الامل..ذلك الامل الذي نرجو ان لا يطول انتظار الشعب الليبي الشجاع والشهم والكريم الى بشائره ..والذي نتمنى ان تكحل انواره ارضهم الطيبة والمعطاء..وان تشرق على عيونهم شمس الحرية المنتظرة..والذي من المؤكد انها لن تبزغ من العريش ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !