حالة من الذعر المزمن أصابت السفير الجديد لتل أبيب بالقاهرة " إسحاق لفانون " عقب إعتداء قوات البحرية الإسرائيلية على أسطول الحرية القادم من تركيا لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة وقتل عدد من المشاركين فيه، حيث طالب وزارة الداخلية – إدارة الحراسات الخاصة – من خلال أربعة مذكرات قدمها إلى وزارة الخارجية بتكثيف الحراسة على السفارة الإسرائيلية بجوار كوبري الجامعة بالجيزة ومقر سكنه بشارع انس بن مالك بحي المعادي بالقاهرة، مع مراعاة تغيير طاقم الحراسة بين الحين والآخر لضمان عدم تجنيد احد أفراده للنيل منه.
وليفانون تسلم مهام منصبة بالقاهرة يوم 15 فبراير الماضي خلفا "شالوم كوهين" – وكان مذعور دائما أيضا -، ومنذ وصوله إلى القاهرة تقدم بمذكرة إلى وزارة الخارجية طالبا منها تغيير طاقم الحراسة المكلف بتأمين مقر السفارة بالجيزة ومقر سكنة بالمعادي، مع مضاعفة عدد أفراد الحراسة، وهو ما دفع وزارة الخارجية إلى مخاطبة وزارة الداخلية بالخطاب رقم صادر 93/2 بتاريخ 18 فبراير الماضي عرضت من خلاله مطالب السفير الإسرائيلي الجديد بالقاهرة على وزير الداخلية، فقامت إدارة الحراسات الخاصة بناء على تعليمات من الوزير بتغيير طاقم الحراسة بالكامل المكلفين بتأمين السفارة ومحل سكنة مع زيادة عدد أفراد الحراسة فقط – وليس مضاعفتها – ليصل بدلا من 108 فرد مقسمين إلى 6 ضباط و12 أمين شرطة و90 جندي متناوبين على ثلاثة نوبتجيات، إلى 144 فرد عبارة عن 6 ضباط و18 أيم شرطة و120 جندي مقسمين إلى ثلاثة نوبتجيات، بإجمالي 288 فرد مقسمين على مقر السفارة ومحل إقامة السفير.
وفي يوم 31 مايو الماضي قامت البحرية الأسرائيلية بالإعتداء على أسطول الحرية القادم من تركيا لكسر الحصار على غزة وذلك قبل دخولة إلى المياة الإقليمية الفلسطينية وقتل 15 مشارك وإصابة 25آخرين، وهو ما أثار غضب جميع القوى والتيارات السياسية وجمعيات حقوق الإنسان في العالم أجمع، وأدى إلى تنظيم مظاهرات أمام سفارة إسرائيل بجميع الدول تقريبا، وخاصة الدول العربية التي يوجد بها سفارة لإسرائيل.
وفي نفس اليوم نظم عدد من شباب 6 إبريل يشاركهم عدد غفير من الشباب والشخصيات العامة والسياسيين المنتمين لمختلف التيارات في مصر، مظاهرة أمام السفارة الإسرائيلية بالجيزة للتنديد بالممارسات الإسرائيلية ضد المواطنين العزل مطالبين برفع الحصار عن غزة إلى الأبد، وهو الأمر الذي تسبب في إصابة "ليفانون" بحالة من الذعر والهستيريا المبالغ فيها، وقام على الفور بمخاطبة وزارة الخارجية المصرية بتكليف وزارة الداخلية بتكثيف الحراسة على مقر سكنة ومقر السفارة وخصوصا مقر سكنة الذي لم يغادره لمدة أسبوع عقب الإعتداء على أسطول الحرية.
ولم تنتهي ردود أفعال حالة الذعر التى أصابة سفير تل أبيب بالقاهرة إلى هذا الحد، قام بالإتصال بوزارة الخارجية الإسرائيلية مطالبا العودة إلى تل أبيب لحين عودة الهدوء إلى المصريين، لكن المسئولين بوزارة الخارجية طمأنوه ووعدوه بحسم الأمر مع وزارة الخارجية المصرية، وبالفعل خاطبة وزارة الخارجية الإسرائيلية نظيرتها المصرية بخطاب رقم وارد 1833/6 بتاريخ 2يونية الجاري طالبت فيه بتكثيف الحر اسة على مقار السفارة الإسرائيلية بالجيزة وسكن السفير بالقاهرة، وهو ما نفذته وزارة الداخلية بالفعل وقامت إدارة الحراسات مساء يوم 3 يونية الجاري بمضاعفة عدد قوات الحراسة لتصل إلى 576 فرد مقسمة إلى مجموعتين الأولى لتأمين السفارة والثانية لتأمين سكن السفير، بواقع 288 فرد حراسة لكل مقر، مقسمين إلى ثلاثة نوببتجيات.
وفي اليوم التالي – 3 يونية الجاري- قام ليفانون بإلغاء جميع الندوات والامسيات والفاعليات التي إعتاد على تنظيمها منذ وصولة القاهرة بشكل يومي، لأجل غير مسمى، خوفا على حياته، ومنذ الإعتداء على الأسطول وحتى يوم 15 يونية الجاري عقب هدوء الأمر وخروج السفير إلى السفارة، والتحرك بشكل طبيعي، لم يقابل أحدا إلا سكرتيره الخاص فقط، كما قام بتكليف سكرتيره بالتعاقد مع شركة امن خاصة لتوفير عدد 120 فرد أمن لتولي الحراسة حول الفيلا من الداخل، وبالفعل تسلم أفراد الأمن الخاص عملهم في اليوم التالي 4 يونية الجاري تحت إشرف وزارة الداخلية.
وخلال الخمسة عشر يوما التي جلسها ليفانون في منزلة كانت زوجته تمارس حياتها بشكل طبيعي، فقامت بالتننزة والتجول في مولات ومحلات حي المعادي الشهيرة دون خوف أو قيود، واكتفت فقط بحارس شخصي – خاص – لمرافقتها بالإضافة إلى السائق، وأكثر الأماكن التي كانت تتردد عليها "نايل مول" و" جراند مول" وكلاهما بالمعادي.
وبعد يوم 15 يونية الجاري خرج ليفانون من حالة العزلة التي فرضها على نفسه، وداوم بالسفارة كما كان معتاد قبل الإعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية، لكن مع إضافة بعض التعديلات على أساليب الحراسة، وهي زيادة عدد سيارات المحراسة "المطاردة" المرافقة له خمس سيارات بدلا من ثلاثة، وبالتالي زيادة عدد أفراد المطاردة الى 17 فرد بالأضافة إلى السائقين، بعد أن كان عددهم 11 فرد بخلاف السائقين، وهذه الزيادة في قوة المطاردة بالإضافة إلى السيارات الإضافية أضافها السفير من حسابة الخاص وضمن الحراسة الخاصة التي كلف سكرتيره بالتعاقد معها.
أما عن اسلوب المعيشة فيؤكد مصدر قريب الصلة ان ليفانون كان يدير أعمال السفارة بالهاتف وكان يومه قاصر على مشاهدة التليفزيون وسماع الموسيقى لكن داخل غرفة مكتبه داخل السكن، وليس كما كان معتاد قبل الأزمة يحب سماع الموسيقى بعد تناول طعام الغذاء في شرفة المكتب لمدة ساعة تقريبا يوميا.
التعليقات (0)