مواضيع اليوم

سفر

التيجاني رابح رابح

2011-11-03 20:30:41

0

 

 

 


ســـــــــــــفر    
                رابح التيجاني

"إلى بيروت وأناي ومقاتل قيل عنه انهزم قيل ما انهزم قيل إنه يكابد "

 
وتغيب في الصدى
اليوم أو غدا
أسافر،
ستسافر ،
قد عزمت أيها الأنا
إذن ، أين النشامى والغيارى
يحملون وجهك
تخفيه عنهم ، عنك
تخفيه     تسافر !
للفضاء مرة
للموت كلما شئت
للمقابر ،
يختلي الصبر بك والإنتظار
طائرا في قفص
أو قفصا يسكن طائر ،
تقعد الكآبة بروحك في سجنها
تهندس للموت
تستدني الفرار
وتكابر ،
المذلة  الهوان
انكسار الدمعة دمعا
وتكسير المشاعر
مشاعر ،
ها أتتك الناقة
النوق العصافير
مضيفات السماوات
مضيفات البحار والجزائر ،
ها أتتك الجوازات قبل حينها
أوامر ،
فاجمع أشلاءك من المجازر ،
وانسحب بشرف النعلين
تحت الإبط
والغصص تذبح الحناجر ،
ارتحل روحا
لا تعود
فالمسار أخطبوط
لا مسار
كذب ما وعدوا
والحظ عاثر ،
كذب ما وعدوا
والحلم  ماكر ،
العتاد   لا عتاد
الرجال   لا رجال
والأكابر  ولو
فوق الحطام والخرابات
أكابر ،
مخجل أن
مخجل أن
وتكابر ،
وتفر تبحث بين الهموم
عن جدود
عن قرود
عن كواسر ،
مخجل أن ،،
أمة الأحزان والليل الطويل
والكلام يمسخ الخسر انتصارا
ينصر النصر خسائر ،
مخجل أن ،،
لا يقال ما ترك الوطن
ما فعل المنفى
علت به  هوت به المنابر ،
هل أدينها السيوف أينعت
في الخلف
والتوت بأيدينا دوائر ،
يا انتظاري
واستراحت فوق الخد نجمة
ونجمة
وعربدت فوق جبينك حوافر ،
ووقفنا
نقف كيما نموت
إنما التاريخ سائر ،
يرمق الأمواج والأجواء
 والأمداء تغتال ربى بيروت
تجتاح المعابر ،
 فيروز تغني لجسور العودة  الآن
للقدس
ليوم ساكن فينا
ويوم مثل الأيام غادر ،
عرفات الحلم بيروت استفاقت
فجرا ظهرا
على حين كوابيس الطغاة
أأموت يا رفيقي
أم نسافر ،
طعنة هذا الوطن الساكن فينا خناجر ،
غربة هذا الوطن
ندانيه وينأى
لا يدانينا وينأى
في خراب القلب فقرا
وعساكر ،
يقتل من يقتل ويقتل
ليحيا
ونقاتل الطواحين
ملكناها افتقدناها
نموت في الإحن والصبايا
والقناني الكواثر ،
نقتل ما نقتل من نقتل
نقتتل أجيال كلاب
بأبواب المسالخ
تسير أو تساير ،
كلنا في الحرب خائر ،
كلنا وكلنا نحن
ومن نحن ؟
شتات أمة كانت
ونفط
وفواجر ،
نحن تصابي العجائز
وتبكير القواصر ،
الحضارة التجاعيد الهزائم
البكاء
إننا نحن البكاء يجهل معناه
بلورا يراق هو ؟
أم البحر هادر ؟
إننا وإننا و
جائر ولي جائر ،
خاسر نصير خاسر ،
إننا موت الضمائر ،
يا انشطاري
ووقفنا كيما نموت
إنما التاريخ سائر ،
نقف .أما الوطن اليانصيب
فلن يدركنا
لن ندركه
وهو سادر ،
نقف كيما نموت
إنما جرح الوقوف فوق هذا الجرح
مقيم
وعابر ،
كالحياة
كالوطن
وأنا
والفقر
والخسر
وهم في شغاف القلب كالأيام
غائر ،
ياانتصاري
يانهاية طريق الألم
يا...
أنت ساحر
يا...
بشائرا تتنامى بشائر ،
يا  الذي
يا تستطيع حقن وجدان الخراب
الإنهيار
بالسماء
والقناطر ،
هل تسافر؟؟
أم تراك تصبر
حتى تسافر !!!

(غشت 1982 )

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات