سفاح بحصانة دوليـة ؟!

 صرّح مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن في أكثر من مناسبة، أن الأمم المتحدة لن تقدّم ضمانات لأحد من الأطراف اليمنية، في إشارة إلى بعض بنود المبادرة الخليجية التي تمنح الرئيس اليمني، حصانة من الملاحقات القضائية على جرائمه ضد شعبه ؟!.. 

ومنذ فترة وجيزة، تمّ التوقيع فعلا على المبادرة في السعودية، وتمّ نقل جميع صلاحيات الرئيس اليمني إلى نائبه، وتمّ تكليف ( محمد باسندوة) بتشكيل حكومة وفاق وطني .. وكلها بمثابة خطوات ملموسة نحو التغيير الحقيقي في اليمن بعد طول إنتظار، وبعد أن دفع الشعب اليمني ثمنا باهضا من أرواح أبنائه، لقاء إنعتاقه من نظام صالح المتعفن !..

لكن توقيع صالح على المبادرة بعد التماطل والمُمانعة واللّف والدّوران، لم يُفاجئ الشعب ولا المراقبين للشأن اليمني، كون إلتفافات الرّجل كما جميع أوراق لعبه أضحت مكشوفة ومفضوحة !.. أمّا الأمر المُفاجئ، فهو أن تكون هيئة الأمم المتحدة ضالعة في إبعاد صالح عن المشهد السياسي اليمني (مُعزّزا مُكرّما)، وهو الذي أوغل في دماء اليمنيين ؟!.. حتى إنه لا يزال يُطلق التصريحات المُستفزة، ولا يزال يُهدّد ويتوعّد !.. كيف لا وقد ترك خلفاء من بنيه متمسكين بزمام الأمور، ويواصلون حملة التقتيل في حق المدنيين ؟!..

فصالح قالها بملئ فمه : ( لامجال للحديث عن الفوز والخسارة)، وأن مَن يقوم بذلك إنما هو (مريض نفسي) على حدّ قوله ؟!.. والحقيقة أن صالح هو الوحيد الفائز، لأنه ضمِن النجاة من الملاحقة القضائية وتحت مظلة الأمم المتحدة ؟!..

الأمم المتحدة التي عاد مبعوثها (جمال بن عمر) ليصرّح بعد التوقيع على المبادرة الخليجية بأن : (نقل السلطة في اليمن مسؤولية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عموما) ؟!.. ما يعني أن الأمم المتحدة كانت ترعى تلك المبادرة، وكانت تقدّم ضمانات لصالح بخروجه سالما وغانما من اليمن ؟!.. فما سرّ ذلك التناقض الصارخ في مواقف هيئة بحجم هيئة الأمم المتحدة، التي من المفروض أنها مَن يُلاحق الجُناة وينتصر للمظلومين ؟!.. ولماذا توفر الغطاء لبعض المجرمين فيما تلاحق البعض الآخر ؟!.. أهناك أجندة خفية تتبناها الهيئة تعبّر عن أطراف خارجية بعينها كأمريكا مثلا ؟!..

أسئلة كثيرة تطرح نفسها، حول الأسباب (الحقيقية) التي تدعوا هيئة الأمم المتحدة، إلى توفير حصانة دولية لسفاح لم تجف دماء ضحاياه بعد ؟!..

30 . 11 . 2011