سفاح النرويج ارهابي ام مريض نفسي ؟
بقلم محسن العبيدي الصفار
يحكى ان فتاة تقدم لها شابين كلاهما صاحب عزوة وشأن وكان رفض اي منهما بشكل مباشر يعتبر اهانة لعشيرته وقبيلته وايذانا ببدء مشاكل لاعد لها ولاحصر فتفتق ذهنها عن فكرة فجمعت الشابين وقالت لهما سأسأل كل منكما سؤالا ومن يجب بشكل صحيح ساتزوجه وافق الشباب فالتفت الى الشاب الذي يعجبها فقالت له كم عدد شهداء معركة احد ؟ فأجاب الشاب 70 شهيدا فقالت له جوابك صحيح والتفت الى الشاب الاخر وقالت له اذكر لي اسمائهم واحدا واحدا !!
تذكرت هذه القصة او الطرفة وانا اتابع احداث المجزرة التي حصلت في النرويج الدولة الاسكندنافية والتي راح ضحيتها قرابة 90 قتيل عدا عن الجرحى والتي ما أن وقعت حتى سارعت وسائل الاعلام وبضمنها وسائل اعلام عربية الى القاء اللوم على الاسلاميين والتطرف الاسلامي والارهاب الاسلامي وكل شيئ له علاقة بكلمة اسلامي .
ولكن حين اتضح ان السفاح المسؤول عن المجزرة ليس مسلما ولا عربيا بل نرويجي مسيحي يميني متطرف خفت لهجة وسائل الاعلام التي كانت تتوعد بالثبور وعظائم الامور لمرتكبي المجزرة من المسلمين واصبح الحديث عن شخص مكبوت ومريض نفسيا ازعجه وجود المسلمين في اوروبا فقرر قتل ابناء بلده كي يوجه لهم تحذيرا !!!
وبدلا من يودع غوانتنامو او اي سجن رهيب آخر سنوات بدون محاكمة كما يحصل لمتهمي الارهاب من المسلمين ويعذب بوسائل مبتكرة وحديثة ليلا ونهارا او يتم انزال كوماندس على بيته وقتل ابنائه وترويع اطفاله على الرغم من اعترافه الصريح بانتمائه الى تنظيم يميني متطرف في بريطانيا يحرض على كراهية المسلمين وقتلهم , تم ايداعه في سجن يمكن القول عنه انه ارقى بكثير من بعض الفنادق ويستمر الحديث عن مشاكله النفسية وعن المسلمين الاشرار الذين ادى خوفه منهم الى قيامه بمجزرة شنيعة راح ضحيتها المئات . ولم يتم التعامل مع التنظيم اليميني على انه منظمة ارهابية ولم يتم قصف مقراته بالصواريخ او اعتقال مؤسسيه او اي من اعضائه .
فلايكفينا ازدواجية المعايير لدى الغرب في التعاطي مع الارهاب حيث يصبح المسلم الذي يرتكب فعلا ارهابيا بقدرة قادر ممثلا عن كل الدين الاسلامي ويصبح كل مسلم شريكا في فعلته لمجرد انه ينتمي لهذا الدين وعليه دفع ثمن تبعاته ولايكفي الغرب اعتبار كل مقاوم يدافع عن ارضه وعرضه ارهابيا يستحق القتل والاغتيال بينما يعتبر قتل اسرائيل والجيش الامريكي للفلسطينين والعراقيين والافغان دفاعا مشروعا عن النفس يحق لهم القيام به في اي مكان وزمان دون اي تحفظ لا بل ويفخرون باغتيالاتهم ويعاملونها على انها انجازات حضارية تفوق كشف البنسلين فائدة وعظمة !!
فلم يتهم اي مسيحي بالارهاب ولا حتى المتطرفين منهم ولم تقفل كنائس ولم يتم غزو اي بلد مسيحي يشتبه انه مول او شجع هذا الشخص لان المسيحي الارهابي لايمثل سوى نفسه بينما الارهابي المسلم يمثلهم كلهم .
ووصل الامر الى مرحلة صار فيها الحديث عن كون السفاح مريض نفسي يجب اخضاعه للعلاج النفسي في مصحة جميلة ( يعني اذا كانت سجونهم احسن من فنادقنا فكيف ستكون مصحاتهم ) لعدة سنوات ولربما يطلق سراحه بعدها ليعيش حياته المفيدة والبنائة من جديد .وطبعا خفت الضجة الاعلامية حول الحادث في كل العالم ويبدوا ان الجميع يتحضر لطي هذه الصفحة قريبا والكف عن ازعاج الارهابي السفاح المظلوم !! ولربما تتبرع دولة او دول عربية كالعادة بدفع تكاليف علاج الارهابي النرويجي على حسابها الخاص .
هذه ياسادة هي سياسة الكيل بمكيالين الغربية فسؤالهم سهل وسؤالنا صعب وارهابيهم حالة فردية وارهابنا حالة عمومية .
التعليقات (0)