سعاد والخريف – الجزء العاشر
لم يكُن الجهازُ مُصاباً بمكروه ... لكن كما بدا لي فإن البطارية إنزلقت منهُ عِندَ الإرتطام بالأرضِ أو برأسي، لكنني وضعتهُ جانباً ...عندما رأيتُ ليندا تقف أمامي فيما أنا جالسٌ على طرف السرير الأيمن .. نظرتُ إلى وجهها وهي تبتسمُ وتقوم بإحتضانَ رأسي إليها .. تداعبُ خُصلاتَ شعري بأناملها .. طبعت قُبلة على رأسي قائلة
- ليندا: ألن تنام ... الحبة التي أعطيتها لك ستساعدكَ على الإسترخاء...
ثم دنت من قدماي لتنزعَ عنهما الحِذاء فرفضتُ بإصرار، إلآ إنها نظرت إلى وجهي وأشارت بسبابتها إلى فمِها علامة الصمت وعادت لتُكمل ما بدأتهُ غيرَ عابئة بإصراري .. فيما قمتُ بنزع القميص عني، أخذته من يدي ووضعته جانب ثيابها ونظرت إليّ وأنا أستلقي على الفِراش وكأنها تنتظرُ إشارةً لِتُطفئ ضوء الغرفة ومن ثم انسابت في الفراشِ قربي تتوسدُ صدري قائلة.. سيكونُ الحمّام جاهزاً عند الصباح بعد التدليك.....
رُحماكَ إلهي .. فربةَ الجمالِ والعشق بين ذراعيَّ في حضني تقتاتُ من صدري، تغتابُ في عيني الليالي.. لتزرع الوجدَ في قلبي وذاتي.. تُلاعبُ شعيراتَ صدري .. تطبعُ القبلات في نحري.. تنثني كالورد للنسماتِ، نظرتُ في عينيها وعيناها للوصلِ تجتمرُ.. للشوقِ تعتمر.. وفيها النار تستعرُ... رفقاً إلهي ..لِما العذاب يا ربي .. رُحماكَ إلهي ..ألست من رحمِ الحياة خلقتني ..آهـ... وضعتْ يدها على خدي وقد ترائ لها الدمعُ فيهما يندي، تتسائلُ في همسِ الكلمات ما بكَ .. أمن ألمٍ ألمَ بِكَ؟... فما وجدتْ لديَّ جواب.. غيرَ أني حضنتها وقبلتُ في شوقٍ نحرها ورأسها وأخبرتها أن ما تطلبهُ مني مُحال! لِما ..؟ هتفتْ وآنَّة صدرها يشقُ لها الألباب ... الستُ بُغيتكَ.. أم تُراكَ تَحِنُ لوصلِها سُعاد؟.......
- لا وحق الإله... ليس هذا ما أقول .. لكني ..
- ليندا: (وهي تدير وجهها باكية) .. كما تشاءْ ... كان ينبغي لي أن أعرفَ لكني .. أنتَ من زرع بيَّ الأمل ..لم تقل لي أنكَ لها ...حبيبها...كلماتكَ كانت واضحة ... جِئنا معاً نذهبُ معاً أو نبقى معاً ..أعطيتني الأمل.. أنا آسفة .. لن أضايقكَ بعد اليوم.. (فيما تحاول النهوض من الفراش)
- ليس لسعادٍ في هذا الأمر من شيء ... لا ذنبَ لها فيما قلتُ أو اقول لكِ.. اسمعيني ولا تقاطعيني أرجوكِ.. أنا رجلٌ مُسلم .. هل تعلمين ما معنى مُسلم ؟
- ليندا: (وهي تبكي وتُلقي بنظرة خاطفة إليَّ) ..يعني مُسلم ..تعبد الله ... أنا أعبد الله ..(تنظر مرة أخرى)
- ليندا: (أنا ضاحكاً) ... (تضحكُ لضحكي) أعلم أني غبية هه (تُخفي وجهها بيديها) أليس كذلك؟
- (وأنا أحضنها وأقبل عنقها) لا ... لستِ كما تقولين ...بل الحقيقة ما قُلتيهِ نعم نعبدُ الله... هل تعلمينَ لماذا تدحرجت دموع عيني ؟
- ليندا: أهـ .. مشتاقٌ لسعاد؟
- ولِما اشتاقُ لسعاد وبين يديَّ أجمل نساءَ الأرض؟
- ليندا: أحقاً ما تقول؟ ... أنا أعلم أنني جميلة ولكن هل تراني أنتَ كما تقول؟
- بالطبع ... أنا لا أحبُ الكذب... أرجوكِ أن تثقي بكلماتي .. أرجوكِ
- ليندا: لماذا إذن ضحكتَ عنما قلتُ لك.. مُسلم يعني تعبد الله ..
- لا لأنك تقولينها وأنا أعبد الله إذن؟ ما المعنى ... ونظرتِ إليَّ بعدها فأعجبتني كلماتك، وشعرت ببراءتك من خلالها ...أما ما قصدته هو أنني لا استطيع ممارسة الجنس مع إمرأة هي ليست زوجتي... ديني لا يسمح لي بذلك
- ليندا: لكنك تحبني؟ أجبني (وهي تنظر في وجهي وقد إتكأت على ذراعها) أليس كذلك؟
- لا أنكرُ هذا ... وأريدكِ كما أنتِ أيضاً ولكني لا أستطيع
- ليندا: يعني تحبني؟ قلها ... هل تحبني؟
- نعم أحبك ؟ قلتها لك مئآت المرات بلا ملايين المرات... ألم تسمعي زقزقة العصافير ألم تري نور النجوم ألم تشاهدي ضوء القمر ... نعم ليندا وأنا أجلس أمامها على السرير أنا أحبك... هل تسمعين؟
- ليندا: وأنا ايضاً إذن ما المانع ؟ بما أننا نحب بعضنا البعض أن نستمتع بحبنا ...نمارس الحب..معاً
- نستطيع الإستمتاع بحبنا ...لكن هل يجب علينا ممارسة الجنس دون زواج؟ تعالي هنا .. تعالي..
حضنتها ... قبلتُ رأسها مِراراً ... لكنها يبدو مازالت تشعرُ بالجرحِ الذي سببهُ رفضي لما تريد.. كما قلتُ لها وليس رفضاً لها كما ظنت، رأيتها تدسُ رأسها في الوسادة وكأنها لا تريدني أن أراها... أنا أعلم مدى تأثير رفض الرجل للمرأة .. لكن كيف يا إلهي اثبتُ لها أنني إمتنعتُ لا رفضاً لها بل حباً بها وإيماناً بِكَ ..كيف؟
ها هو الضيق يعتمرُ بصدري، ناديتها مراراً فلم تُجبني .. فتركتُ الغرفة للمطبخِ حيثُ أشعلت لفافة من التبغ وجلستُ في الحديقة ... أفكرُ بما جرى بيني وبينها ... فيما جاءَ الكلبُ وجلسَ قُربي ..كنا رفيقين في الخلاءِ تحتَ السماء .. ما أجملَ أن يعيش المرءُ حُراً ..... وما أجمل القيد وإن كان مُراً ... فلذة الإيمان والقيد يهون ... ولا لذة بعدها للنارِ حشراً.. لا أدري هل تراءت لي أمور بعدها أم لا لكنني أمضيتُ بعضَ الوقت في تأملاتٍ كان لا بُد منها كما بدا لي ... وأنا أنظرُ للسماءِ والغيم مسرع في طريق قُدر له وكأنهُ في مهمة لقضاء أمرٍ فُرضَ عليه فيما أشعلتُ لفافة التبغ الثالثة ... لكن عيناي تعبتا من كثرة الأعياء والسهر فما كان مني إلآ أن عُدتُ للغرفة وتمددتُ قربها كما أنا ... وأصغيتُ للنومِ وهو يهدهدُ رأسي ويسلبني فكري وعقلي فيما شعرتُ بها تنزعُ عني نظارتي والقميص وتغطيني وكأني سمعتها تقول نم يا طفلي الحبيب.
لم تكُن الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة ظهراً عندما استيقظتُ مِن النوم.. لم تكُن بجانبي ولم تكُن ثيابها حيث كانت ليلة الأمس، لذا توقعتُ أن تكونَ في الخارجِ ..وضعتُ النظارة على وجهي وألقيتُ نظرة على الحديقة من نافذة الغرفة هناك علي يلاعِب سوزان والكلب بينهما ممددٌ على العشب ..يتابعهما برأسه ...لكن لا وجود لها ... ارتديت قميصي على عجل وخرجتُ مِنَ الغرفةِ مُتوجهاً إلى المطبخِ حيث توقعتها أن تكونَ لكني وجدت ماغي تقوم بتحضير بعضَ الطعام فيما سارة تضع الهيدفون تستمعُ للموسيقى بينما تُطالع في مجلة ما..
- صباح الخير ماغي
- ماغي: صباح الخير ... هه كيف تشعر هذا الصباح؟
- (متلفتاً) بخير ماغي .. أشكرك أ ... أين هي ليندا؟
- ماغي: ليندا! أليست في الغرفة معك؟ لم أراها ...سارة.. سارة ..أطفئي هذا الجهاز .. هل رأيتِ ليندا؟
- سارة: لا ... أليست في الغرفة..؟ ألم تكونا معاً (توجه لي السؤال)
- ماغي: تعال (وهي تضع القهوة لي) ... أخبرني ما الأمر ... هل حصل شيء ما؟
- لا أعلم يا ماغي حقيقة ...لا اعلم ليلة الأمس كانت نائمة بجانبي وغفوت أنا ولكن عندما استيقظتُ لم تكن معي فظننتُ أنها هنا
- ماغي: هل تشاجرتما؟ ... لا بالطبع لا فهي رقيقة وأنت مريض.. هي تُحبكَ .. إسمع ربما ذهبت لشراءَ شيء ما أو تتريض .. لما لا.. لا أعلم
- حسناً اشكركِ ماغي ... سأكونُ مع علي في الخارج
هل حقاً ما أنا به... ما الذي يدور حولي؟ ألم تقل لي نَم يا طفلي الحبيب... ألم......سحقاً للنساءِ... لا أريدُ أن أعيش مأساة من جديد ... لن اضعفَ بعد اليوم ... لا أريد هذا ... هل تعلمون كفي ...كفي
- ماغي: ما بكَ...؟ لماذا توقفت ...أجلس ...أحضري لي الماء يا سارة ... بماذا تشعر ...لماذا لا تُجيب .. علي ...علي ...تعالَ هنا ..اسرع
- علي: ما بكِ ...ما الأمر صباح الخير ...مابه
- ماغي: لا اعلم ...كان يكلمني الآن ..خذ القهوة من يده .. أخبرني أنه سيكون معك لكنه وقف لا يحرك ساكناً ..أنا لا أعلم ما به... علي إفعل شيئاً..
- علي: بسم الله الرحمن الرحيم ... تعالَ معي ... ساعديني يا ماغي... ولكن ما به..
- لا شيء يا علي أنا آسف ربما كنتُ أفكر بشيء ما ....... يبدو أني أزعجكما بأمري ..هل آتى مصطفى
- علي: بماذا كنتَ تفكر يا رجل ... إنظر إلى ماغي إنها خائفة عليك
- ماغي أرجوك لا تغضبي مني ... ليغضبَ الجميع إلآ أنتِ يا ماغي إلا أنتِ...
- ماغي: لا .. أغضب؟ منكَ أنت أخي ... وهي تقبلني أنا لا أغضبُ منكَ أنا خائفة عليك تعال ...تعال (تقبل جبهتي وتتلمس رأسي وهي تحدث زوجها) أين دواءه أنظر في الغرفة يا علي أسرع.... لا عليك حبيبي هذا من اثر الإرتجاج نعم لا بُد ... عليك أن تأخذ الدواء ... أخفتني (أجهشت بالبكاء وهي تضم رأسي إليها) ليرحمني الله
- علي: هذا دواءه ... هناكَ ورقة كانت تحتَ الدواء عليها إسمكَ ... هي لك أنظر ..
أخذت ماغي الدواء وأعطتني حبة منه، فيما أخذتُ الورقة من يده وخرجتُ للحديقة ... ما اجمل السماء الزرقاء ... عليلٌ هواءها ... جلستُ تحت الشجرة الكبيرة في يدي ورقتها وفي اليد الأخرى نظارتي ...هل أريد .. لا ... لا أريدُ قراءتها ... وضعتها على المنضدة قربي ووضعت النظارة فوقها أغلقت عيناي وأعلنت بأني لن أخوض معترك المآسي من جديد .. لا حبُ بعد اليوم يكفي ما بي... نعم يكفي ما بي ..... لتذهبَ النساءُ إلى الجحيم
لم اشعر بمرور الوقت بينما كنتُ ألاعب سوزان والكلب ومعي علي ينظر في كتاب له، ظهر شقيقي مصطفى وفي يده حقيبة جلدية وكيس ورقي كبير متوجهاً صوبنا، بادر علي لاستقباله مهنئاً إياه على سلامة الوصول فيما ركضت سوزان نحو المطبخ يتبعها الكلب
- مصطفى: (يحضنني مقبلاً رأسي) سلامتك من كل شر يا أخي...
- الحمد لله على سلامتك... أجلس حبيبي ... ألست منهكاً من الطريق .. ليتك تستخدم القطار ..أليس هذا أسلم لك ولراحة نفسكَ؟
- مصطفى: سلّمكَ اللهُ من كلِ شرِّ وبلاء نعم هو افضل لكني لا أحُبه والحمد لله لا اشعر بتعب القيادة ... لا أحبُ أن أحُصرَ في مواعيدٍ مسبقة ... السيارة أملكها ولا تملكني والقطار يتحكم بي ولا أتحكم به... لا احبُ أن يتحكم أحد بي..
- نعم... نعم أعرف... سبحان الله هذا شأنكَ منذ الصِغر ... كيف الأولاد ..وأمهم ...؟
- مصطفى: بخير .. الحمد لله تمنوا لو أنهم يأتون لرؤيتك معي .. لكن تعلم المدارس والتعليم والمنزل وشئون المنزل ... يرسلون تحيتهم إليكَ ... ذكرّتني بأمرهم .. يجب أن أتصلَ بهم لأُعلمهم بالوصول ...
أجرى مصطفى إتصاله بالعائلة بينما هو يتجول في الحديقة فيما بدا على وجه علي الإرتياح لرؤية مصطفى ... شعرتُ بأني أصبحتُ هماً ثقيلاً على هذا الصديق ... كيفَ لا وقد تحمَّلَ في يوم ما يُكفيه من أمورٍ لسنة... نعم أظنُ أن وجود شقيقي سيكون أفضلَ لي وله ... ولن أدعهُ يذهب دون أن أرافقه ... فهو شقيقي وملزم بي كما أنا مُلزمٌ به.
كان الغداء لطيفاً ونحنُ مجتمعين معاً ... كان ينتظر كما يبدو أن تسنح لنا الفرصة لنكون معاً فما أن انتهينا من تناول طعام الغداء وبدأ شرب القهوة حتى بادرني بالقول مغتنماً عدم وجود أحد برفقتنا قائلاً
- مصطفى: لا أظن أن وجودك هنا يُشعرك بالراحة
- أحسنت سبقتني بالقول يا أخي
- مصطفى: إذن .... ماذا ستفعل؟
- لا أدري لكنني لا أحب العودة إلى منزل أحمد..
- مصطفى: هل هناك أمرٌ لا أعرفه؟
- لا أبداً لا شيء ... على الإطلاق ... اشعر بأنهم عائلتي لكن المشكلة بي أنا وليس بهم
- مصطفى: نعم ... حسناً لتعد معي إذن مالمو مناخها جيد هذه الأيام و الأولا....
- لا ... لا يا مصطفى لا استطيع... أرجوك أريد الإنفراد بنفسي ...
- مصطفى: لن يضايقك أحد أعدك بذلك....
- يا أخي ليست المشكلة بِكم أو بغيركم أنتَ أو أحمد سواء كلاكُما مني ..لكنني أحبّذ الإستفراد والخلوة .. أرجوك أن تعلم أن هذا الأمر مهمٌ لي..... مصطفى أنا بحاجة للإسترخاء للراحة النفسية ... لا للضوضاء .. لا للنساء
- مصطفى: هل مازلت تعاني من هذا الأمر...؟ هل قابلتَ أحد... لما لا ...أنتَ بحاجة لِمن..
- (مقاطعا) لا يا مصطفى لقد قطعتُ صِلتي بعالمِ النساء لا أريدهن في حياتي بعدَ اليوم ...يكفيني معاناة
- مصطفى: هل تظن أن بقائكَ بعيداً عنهن سيحلُ المشكلة ...؟
- ربما لما لا ...يا أخي أنا لا أريدهن في حياتي بعد اليوم... صدقني سيُشعرني هذا بالراحة ...
- مصطفى: كما تشاء ..هل تفضل مالمو أم تريد البقاء هنا؟
- فوجيشتا .... انا لا أحب المدن .... أفضل المساحات المفتوحة والقرى
- مصطفى: حسناً ... على شرط أن نكون على إتصال يومي ..(وهو يقبل رأسي)
أجرى مصطفى مكالمة مع أحمد الذي بدا متوجهاً بدوره إلى فيسترأوس دون إعلامي بالأمر وقد اصبح على مشارف المدينة وضواحيها، وما أن وصل إلى منزل علي حتى إجتمعنا نحن الثلاثة على طاولة واحدة ومعنا صاحب المنزل علي، بدأ أخي بالإستعلام من أحمد عن توفر الشقق في منطقة فوجيشتا وما أن علم أحمد بالأمر حتى بدا حزيناً وهو ينظر إليَّ متسائلاً عما فعله بحقي، لكن مصطفى أعلمه بالأمر الذي من أجله كان هذا القرار لكنه بدا ممتعضاً من الأمر وأشار بأن هذا سيكون شاقاً عليَّ خاصة وأن الشقق السكنية تقع في مركز البلدة وبذا سيكون هناك الكثير من الضوضاء التي أريد الإنكفاء والإبتعاد عنها، وفضل أن يكون مسكني أحد الأكواخ القريبة من البحيرة فما كان مني إلآ أن وافقت على الفور حيث أن هذا الأمر يناسبني بل ما أطلبه بالفعل.
- أحمد: إذن لن نستطيع أن نفعل أي شيء حتى صباح الإثنين
- مصطفى: وهل الشركة المالكة موجودة في فوجيشتا
- أحمد: لا أعلم ... لم أبحث بهذا الأمر سابقاً ... ولكن إنتظر سأتصل بصديق لي يعمل في مركز المقاطعة (البلدية) هو يعلم بالتأكيد ...
إتصل أحمد بصديقه الذي أعطاه المعلومات كاملة وأشار إليه بأن الأكواخ تعود للبلدية وتؤجر من قبل إحدى الشركات العاملة في مجال العقارات لكنه لا يعلم إن كان هناك شواغر بها ... وأنه يستطيع الإستفسار عن الأمر صباح الإثنين ..
- أحمد: كما سمعت يا خال ... في الغد سيكون كل الأمر واضح وجلي أمامنا ... ولكن اخبرني كيف أنت الآن؟
- الحمد لله أنا بخير في الغد لدي موعد لن اذهب إليه مع الطبيب لإجراء بعض الفحوصات الطبية.. لأجل أذني.. أنا اشعر الآن بأنني افضل من ذي قبل ... يقولون أن هناك إرتجاج بسيط في الرأس نتيجة إرتطامه بالهاتف كما أظن ...أعطوني بعض الأدوية ..هي جيدة .. اشعر بالراحة.
- علي: لما لا نذهب بالغد للطبيب ومن ثم نعرف على الأقل ما هو العلاج المناسب
- هل استطيع أن أعتمد عليك بأمر؟
- علي: نعم بالتأكيد... ما هو
- أنت تعلم بأنهم أخذوا خزعة لأجل الزراعة لمعرفة نوع المايكروب الذي يسبب لي الإلتهاب
- علي: نعم ...هذا صحيح..
- الزراعة تحتاج لثلاثة ايام كما اعلم ... فهل تستطيع أن تراجعهم بخصوص هذا الأمر لمعرفة نوعية الدواء المضاد لهذا المايكروب ... ليس إلآ وبما أن إسمك هو الموجود هناك فلن يكون لديك مشكلة بهذا الأمر ...ما رأيك؟
- أحمد: لماذا إسمه موجود ؟
إستلمَ علي دفة الحديث واخذ يُسهبُ بما حصلَ معي وما قامَ بهِ وكيفَ أننا خرجنا مِن المستشفى وسطَ الضحك المتبادل بينه وبين أحمد ومصطفى الذي أعجبهُ الأمر لجُرأة علي وإقدامه في هذا الشأن.. بينما كنتُ في وادٍ آخرَ تحرقُني يدي المُمسكةَ بورقتها في جيبِ بنطالي...ورائحةُ العطرِ تنساب من حروفها ...لتقتلني.. اين أنتِ ياترى ...أيتها القابعة في أنفاسي والتي يتناقصُ من عمري السنين لهجرها يتبع
التعليقات (0)