مواضيع اليوم

ســعاد والخريف - الجزء الخامس عشر

سليمان الحكيم

2011-10-21 11:22:49

0

سعاد والخريف - الجزء الخامس عشر وقبل الأخير

طويتُ الصفحات في صمتٍ أمامي وأنا أنصتُ للهدير القادمِ من الماضي فيما وضعتُ عن عيني نظارتي ... تِلكَ أيام قد غادرت ذاكرتي لكنها عادت لتُلقي بظِلالِها من جديد تلتحِفُ وريقاتَ الخريف هذه التي خَبّأتها في ثنايا مَظروفٍ قديم...

لا أنكرُ أنني اشعرُ بالنُعاسِ يُداعبُ عيناي المتعبتين ...لكِنَّ التساؤلَ يبقى ... أهو الحنينُ ما أقلقَ راحتي هذه الليلة أم أنه نداء الماضي يصرخُ بي؟ وتِلكَ الورقةُ الصغيرة التي كانت تعبثُ في جيبِ بِنطالي...

أهي آهاتها ما يدوي في عروقي؟
أم أنها البَسمَةُ التي ما فتأت توزعُها برفقٍ على مَساحاتِ وجهي
نظراتها .... همسَ الحروف ... أي إمرأة تلكَ سعاد ... كانت ؟

توزعت دقائقُ الصمتِ بيننا ذلك الصباح فيما كانت تُجالسني على طرفِ البحيرة وعيناها تسبحان في سُكونٍ تُراقبُ قسماتَ وجهي، كانَ للكلبِ جولاتٍ صغيرة في الأنحاء لإستكشافِ مهاراته في الإقتفاء، وفي مكان قريب سنجاب صغير على غصنه يراقب ما يدور ويختلس النظر للكلب تارة ولِما حوله تارة أخرى... وكانت عيناي الكسلى تُداعبُ الأفقَ بينما كنتُ ألاعبُ خصلات شعرها الأسود المنسدل على كتفيها، يَجُرني الشوق مراراً للغوصِ في عينيها وإستجلاء ما خفى من شفتيها ... ذلك الصباح كانَ مفعماً بالحياةِ والنسيمُ يداعبُ أوراقاً تناثرت على أرض الغابةِ دونما إستحياء..

سألتها عما يدورُ في ذهنها ...فلم تُجِب لكنها أومأت بيدِها أنَّ لا شيء هُناك، وعادت بعدَ قليلٍ تُسائلني لِما؟ وعيناها تَشُعانِ كما عيناي بالرغبةِ في العناق...

لا أدري أهو الحياء ما بي ..يُخالجني شعورها بالإنتماء ...وثوراتٌ تَختَلي بعقلي وأشعُرُ أنني أصبحتُ في بُرهةٍ غافِلاً عَنِ الزمن الذي يذهبُ بنا سُدى بغيرِ مَعادْ... وبينما يدي تُعانق في الهوى يدها وتنتقي مِنها الأناملَ... تُلاعِبُ في سكون الصمتِ مفاصِلها وتنسابُ منها المشاعِرَ والأحاسيس المكبوتة والأهواء... أخلت سبيلَ الحروفِ من فمِها لتتكونَ منها كلمة أو بعضَ كلماتٍ تتساءلُ بها عمّا بي، وتُفصحُ عمّا يَعتريها بغيرِ كلام...

سعاد: أتُحِبني؟

أتُحبني ....؟ تساؤلٌ أفضى بِما يَعتَريها مِنْ رهبةٍ تَدورُ في ذِهنها ومِنْ مَشاعِر تَنتابَها كُلما هوت بِها الأحاسيسُ صَرعى .. ما أقسى أن يَتساءَلَ المرء ... أمامَ من يُحِب ...أتُحِبني؟ وفي خَلجاتِ النفس يصطَلي الشكّ وتتقلبُ في عقلهِ الحيرة والقلق والأنواء، أتُحِبني ؟... وتثاقلٍ ... يمضي بغيرِ جَواب.

كانت عُيونَها تَستَحلِفُ في دَمعِها عُيوني وتشتَقُ مِنْ عُمقِها الجواب...فيما مَضت يداي تُعانقُ رأسَها وتَنتَقي أصابِعي مِنْ شَعرِها الخُصلات، وكانت قُبلتي لها على الشفاهِ مَمزوجَةٌ بِدمعِ العين أفصح مِنَ الكلمات

بدت مُعانقتي كحُلم سرى إلى أفُقٍ حيثُ لا مَغيبَ للشَمسِ به ولا فَجر يَنبلجُ عِندَ الصباح... تَعلقت بأهدابي وانسابت معي إلى مَجلسي بينما أطاحَت بِي على الرملِ تغترفُ من فمي القُبُلات، وأصاغت السمعَ للحساسين فيما أذابت الجسدَ بروحها فتباطئ الزمن الذي من أجلنا خُلِقَ المكان...وكأنه شدو البلابل صدحها حين اللقاء وكأن أنينها الذي أعتلى نسيم الصبح تختاله كفراشةٍ تناءت فأضحت قتيلة عند مبسم الزهر وعند زُرار الوردِ أنعشها الندى وأيقظتها حبيبات المطر فعادت تنتشي بالحياة... تلكَ سعاد التي ترسمُ المُهجة وتمتطي صهوة الحب لتغتاب الليالي المقمرات وتجتاح أشعة الشمس في صدر النهار...كالطفلة رنت إلى صدري تلتمس منه الحياة وتخبئ لأولِ مرة وجهها مني حياء

- ما بكِ وكأني بك لأول مرة ..
- سعاد: يكفي .. حبيبي فأنت مازلت بطور النقاهة .. استرخي ... تعال
- أتظنين هذا؟ فلما إذن...؟
- سعاد: مشتاقة إليك (بدلع) سامحني ... أتعلم أمراً (وهي تتوسد ذراعها الرمل وتنظر للسماء).. أمضيتُ الليالي الطوال بجانبك ..أمسحُ جبهتك ..بدنك ويدي ترتعش كلما لامَستكَ وأتمنى والله أتمنى لا غير ...لكن ... الحمد لله ... هكذا أفضل .
- لم افهم .. هل تقصدين أنك كنتِ تُعرّيني لتمسحي بدني فـ..تنتابك الأفكار ..
- سعاد:
شيء كهذا (ضاحكة) لكن لا تخف لم أعُرّيك .. أبداً .. صدقني (ضاحكة)..هه
- لا أصدقك تعالي قربي....
- سعاد:
تعالَ أنتَ... أمسكني ...

فأمسكتُ يدها قبل أن تسابقني إلى الغابة وأعدتها إلى حضني أنظرُ لمبسمِها ..أطالع وجهها، لماذا أراها اليوم بغيرِ عيناي؟ هل تَغيرتْ أم أنا مَنْ تَغيرتْ عيناي ... كانَ الصباح كغيرهِ مِنْ ايام الخريف لكنهُ بدا إستثنائياً لي وربما لها بكل تأكيد .. لم احتاج سوى بسمة تعيدُ لي صفاء الأيام وها هي سعاد تقدم كلَ شيء لي على مذبح الحب ولم تطالبني بشيء سوى تساؤلها ..أتُحبني ... ولا اعلم إن كنتُ قد أحببتُها ذاك الصباح ... لا أعلم.. لكِنَ حبات المطر المُنهمر فوقَ رؤوسنا كانَ مفاجأة لنا وكأنها الأقدار ترسُم لنا مَنهجاً للحياة ولم يكن بوسعنا سوى الإحتماء بالشجرة قربنا لكنها كانت عاجزة عن مقاومة ما أفضت به إلينا السماء فأسرعنا المسير إلى الكوخ وما أن وصلناه إلا وكانت حبات البرد تتساقط في الأنحاء، وبدت ملابسنا الغرقى تتقاطر على أرضية الكوخ الخشبية فكان لزاماً تغييرها وتبديلها بما هو جاف، لكنها كانت في مكانها سابحة ترتجف من البرد وعيناها تدور في الأرجاء وكأنها لا تعرف ما يجب عليها القيام به

- ألن تقومي بتبديل ملابسك؟
- سعاد: لم أحضر معي شيئاً من المنزل
- كيف ؟ أليس لك ملابس هنا؟
- سعاد: لا....لم أحضر شيء معي
- وكل هذه الأيام...! حسناً إرتدي مما لدي ... في الأعلى هناك
- سعاد:
أشعر بالبرد...

كانت ترتجفُ كالفراشة الصغيرة أمامي وعندما عدتُ بملابس جافة كانت اسنانها تصطك برداً... لا ادري ..ربما أشفقتُ عليها فأضطررتُ لتغيير ملابسها وتجفيف شعرها فيما بقت في مكانها جاثمة وهي تمسك بذراعيها كطفلة لا تعلم ما اصابها وبدا لي أن الشرابَ الساخن سيتكفل بالباقي لكنني عندما عدت بعد تغيير ملابسي وجدتها في مكانها وعلى حالتها الأولى فقمت باحتضانها وإدفائها فيما بدأتُ بإشعال النار في الحطب إستعداداً لما سيأتي من صقيع وراء هذه العاصفة التي اتت دونما إنذار....

كان للشراب الساخن مفعول السحر في الأوصال.. كانت أمام المدفأة تجلس وهي تحتضن كوب الشاي في يديها تتوسم الدفئ من حرارتها وعيناها تراقبُ في صمتٍ النار وهي تقتاتُ من قطعان الحطب، تتلوى كأفعى أو كراقصة شرقية فيما يغذيها الهواء بالألحان

- سعاد: أما زلت تحبها؟

كانت تُقلّب أنظارها بوهج الجمر المنعكس على وجهها المنتشي بالنار التي تحتفي بالهواء .. تبادلنا النظرات لفترة...أما زلتَ تُحبها؟ تسأل ... وكيف يعرفُ المرء بالكلمات؟ وهل أستطيع الغوص في الأعماق لأستكشف ما هو مخبأ بين الضلوع منذ ملايين السنين ومنذ أن خلق الإنسان ...لا أعلم .. يبدو برأيي أفضل جواب .... ألقت نظرة أخرى ..وكأنها تستحثني وتستكشف ما بدا على محياي ...ما أقسى أسئلة النساء

- لا ...لا أعلم .. (والنظر يختلف في المكان لينزوي بركن تعتكف فيه النار)
- سعاد: ألديك رسمَها ؟
- لا.. لا أظن..
- سعاد:
صِفها لي إذن ...تعال

لم يُقنعها الجواب ..بدت وكأنها تعرفه وتود إذلالي بالسؤال ..لا أعلم ...لكنه إحساس ...أخذتُ اقلبُ الجمرَ أمامي لربما ألهي بهِ النفس عما أضرمت بي سعاد ...النارُ تصطلي بالصدر تتنقل في جنباته إلى الأحشاء...صفها لي ...تسألني .. ولكن كيف إلى وصفها سبيل ألستَ القائل عنها لم تلِدُ مثلها من بني جنسها النساء وغيرها من الأقوال

كالوردة كانت بغصنها تميل وتمتشق من اللحظ ما تجعل الأرض تميد..
هي ربة للحسن أحسن الله خلقها وجعلها في ملكه آية فأخفي بها من كل در بديع ..لا ليس لوصفها خُلقَ الكلام ولو انبرى لهذا الأمر أجود الشعراء......فكيف لوصفها من سبيل وهل يستطيع العُمي وصف النور والبلور والدر الثمين؟
كانت إذا حضرت ترى الزواهر مشرقات يتبعنها بكل حُسن رغيد وكأنها ملك على خطوها يُحصد الجمال وتنتشي الأرض بها ففي خطوها كل الأيام عيد
..

- عادية هي يا سعاد ...امرأة ...كأي من النساء
- سعاد: ما اسعدها بك إذن ... وما أتعسك بها... هل تظنها تفكر بك؟

نعم للشقاءِ معي حكاية ومعنى وليس مجردَ كلمات والتعاسة من فصولها ...تفكرُ بي..كيف لا..عشرون عاماً أينساها القدر ..عشرون عاماً ... يا ويلتي ...ما أقسى القدر ...عشرون عاماً ..ألآ تفكرُ بي؟ ..لا ..لا أعلم ..يكفي أنني أفعل..ولكن هل تستطيع إلغائي ؟ لا ... ففي كل زاوية لي ذكرياتٌ معها ...وجوهَ أطفالي ..وسادتي ..كتبٌ قرأتها ..أشعار صغتها ..رسومٌ هنا وهناك..عطري..تركتهم لها ...لم أبقي معي شيئاً ..حتى الروح ظلت سجينة في مهدها...أتنساني ... وفي لحظات الغضب ترمي كل ما يُذكِّرها بي...تفعلها؟...أعلمُ ما بها ...جنونها ...غيرتها ... أتحرقها ..تقطّعها إلى قِطع صغيرة وتذروها مع الرياح في الخريف ...

- سعاد: أتعلم اني مغادرة بعد أربعة أيام؟ (وهي تنظر للنيران المتقدة أمامها)
- أنت عائدة إلى ... ما اسمها؟
- سعاد: مينسك...العاصمة ..ألم تزرها من قبل؟
- لا ..لا أعرفها (وأنا أجلس قربها)
- سعاد: لكنك تستطيع زيارتها إن أحببت (تنظر إلى وجهي).. أقطن في شقة صغيرة ..جميلة ..لدي بعض النباتات تُزهر في الربيع.. أحواضٌ صغيرة على الشرفة .. في حيٌ هادئ ... وهناك عند الأفق جبل بعيد ...سامق .. الشقة تطل على الجبل ...في الداخل الـ...تعلم شقة فتاة ..كيف تكون .. لكن...تستطيع رؤيتها ..

- نعم .... دعينا من هذا الأمر ... ألست جائعة؟

أتُراها على حق ... سعاد؟ أ أبحثُ عن سرابٍ كامن في الأعماق...أيُ سرابٍ هذا الذي دامَ عشرون عاماً في حياتي ..؟ ومتى سينبلجُ إذن فجرُ الحقيقة في ذاتي...؟ أتُراها على حق ...أتنساني ..وأطفالي أينسون؟ ......أكلُ ما كانَ.. سراب؟ .. بناه في غمرة من الجنونِ كياني...
نظرت إلىَّ مطولاً سعاد وابتسمت ثم ألقت بلحظها على النافذة...دونما تعليق ..كأني غدرتُ بها... شعرتُ وهي تتوسد في رفق أحلامها وتسبحُ في خيالها ...شقتها ... الجبل السامق ...على شُرفتها في الربيع ... أهي أحلامي أم هي لها؟ ...وكأني بها تقرأ الأفكار سعاد وتغوصُ في قرارة نفسي ما سِرُها هذه الفتاة التي افقتُ من سباتٍ لأجدها زوجة لي... تعيث في أرضي الخيال وتعبثُ في جنوني تطّلِع على ما أسِرّ من أحزان وتدير بي الأحلام، ما سرها تلك التي من أين لا أدري ألقت بها الأقدار، لا اعلم إلآ أنها قد اصبحت في جوف كوخي تقتات من حزني ..وترسم في الصمت جنوني

لم يعد للنهار وجود ذاك الصباح وكأنه الليل تبادل الأدوار ... فيما أمضي لنافذة تطل على الفناء ألقيتُ عليها نظرة من وراء... وكأني لأول مرة يحوز بنطالي بعيني الجمال وكيف لا وقد خالطته في جسدها سعاد، يشدني إلى مرآه محتضناً وكأنني أتأسفُ من قطعيَ الأحلام ... لا تنبسي بشفة أجبتها قبل أن تبدأ بالسؤال ... فيما زرعتُ على الجيد المعطر بعض الأقاحي والأحلام فتهاوى رأسها وتمثل فمها يستزيد من القبلات... وفي غمرة من الآهاتِ ... أنكرتُ ما بي متسائلاً

- أين الكلب .....سعاد؟
- سعاد: أليس في مكانه؟ ربما في الداخل .... في بيته

لم يكنُ للكلب وجود في الفناء ...عندما ألقيتُ نظرتي من النافذة... لا أدري لما تقاذفت بي الظنون وأحسستُ بالنيرانِ تشوي أضلعي ...اين أنت؟ صرختُ ... وعيناي في الساحة تجول وفي عمق أطرافها تدور، أدرت ضوء الكاشف لينير المكان في الخارج وقد بدا للظلام أقرب... فيما بدا الثلج كحقول القطن هنا وهناك والندف مازال يقتحم المكان... لا ..لا وجود للكلب هناك ...سعاد...وكأني بها استنجد... سعاد .....كان صوتها يأتي من ورائي يحذرني من الخروج ...فالريح تصفر والثلج يملئ المكان ... لكنني لم ألقي بالاً لما تقول وأسرعتُ للعلية انقّب الأكياس بحثاً عن اللباس وما أن وضعته على جسدي حتى تواريت تحت الثلج في الخارج أبحث حول الكوخ سمعت صرخاتي تعود فأنادي من جديد كان واضحاً لي أن لا وجود له في هذا المحيط... اين هو؟ ..لا بد أنه في مكان ما قُرب البحيرة ...لا أعلم لما خامرني شك في أنه لم يأتي للمنزل أنا لم أراه عند وصولنا.. وما أن اقتربت من البحيرة حتى سمعت نباحه وكأن له في أذني صدح البلابل من السرور وأحسست بالدفئ يسري في عروقي .. كان خلف الصخرة مختبئاً يلوذ بشق يؤدي ربما لمكان لم اتبينه من قبل، حملته وكأنه قطعة من الثلج بدا في يدي ...شكرت الله وأسرعت المسير فيما كان ينظر إلى وجهي وكأنه ممتن لما فعلته معه....وأمام المدفأة جعلت له مكان للنوم ذاك اليوم بعدما نفض عن جسمه الماء وقمت بتجفيفه، كالطفل الصغير تناول بعض الحساء....وفيما كنتُ اتناول الطعام كان يُلقي نظراته مبتعداً عن مصدر الدفئ لكنني أظنه عاد خائفاً وكأنه تذكر ما وجده خارج المكان بعيداً عن النار

قريباً من عصر ذاك اليوم وقد بدأت العاصفة في الإنحسار وبدا بصيص من الأمل في أن يعود الظلام نهار تذكرت أنني لم أتصل بأخي ولم يتكلم أحد معي فسألتها عن الأمر ....ولما لم يبادر أحد منهم للزيارة ...فأخبرتني بأن اليوم هو الإثنين وهذا يعني بدأ أيام العمل وأحمد اليوم كما أخبرها سيكون في العمل ... سألتها عن شقيقي؟ ...قالت بأنه جاء بالقطار وربما لم يجد بداً من إنتظار عودة أحمد من عمله ...

- نعم هذا صحيح ... وهاتفي أين هو ...؟
- سعاد:
هنا (مشيرة إليه تأمل بالثناء) ...

كانت بطارية الهاتف بحالة الإمتلاء ... إتصلت بأخي ..تفاجئ كثيراً بي ... وشكر الله .. أحسست بأنه متعب مما يدور ...كما شعرت أنني سبب لقلقه ...هو بعيد عن زوجه وأطفاله ... يبدو أنني أعيثُ في دنياه القلق والإرهاق .... فسألته العودة إلى مالمو وأنني اصبحت على خير حال .... تبادلت وشقيقي الكثير الجم من الكلمات حتى مضت أكثر من ساعة ونحن في خذ وهات والوقت لا قيمة له بين الأشقاء .... أصرَّ على البقاء حتى يراني أمام عيناه ويتلمس بيديه وجهي مطمئناً ... وعادَ يسألني الرحيل معه إلى مالمو ...لكنني رفضت بإصرار.... وكأنها وهي تتأفف من طول المحادثة غرقى في الملل منحتني كوب القهوة وقبلة إختطفتها من فمي وذهبت ورائي تصطنع النعاس والكسل وما أن غابت عن عيوني وانشغلتُ بشقيقي دقيقة حتى عادت تنتفض أمامي وعيونها الكسلى ترافق ثغرها وتدعوه للقبلات ..وألقت بشعرها الطويل فوق رأسي وهامت بي تلتهم قطعاً من شفاهِي، ودّعتُ شقيقي سريعاً ووعدته غداً باللقاء... وحملتها ألقي على كتفي عبئي وزادي وهناك فوق العلية كانت للحب جولات لنا فيها المواسم للقطافِ سعاد.... يتبع




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات