مواضيع اليوم

ســعاد والخريف - الجزء الثاني عشر

سليمان الحكيم

2011-10-15 13:43:25

0

سعاد والخريف - الجزء الثاني عشر

- سعاد!...ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟ (متلفتاً وراءها)
- سعاد: ألن تسمح لي بالدخول ؟ .. لا يوجد أحد معي..
- أنا آسف ... تفضلي ...ولكن كيف
- سعاد: نعم أعلم أنك متفاجئ من هذا الأمر ... لما لا تُرد على مكالماتي..
- لا ... لم يعد لدي هاتف ...هو ليس معي
- سعاد: ما بك..؟ هل أنت بخير؟
- سعاد ما أدراك بأني اقطن هنا... كبف عرفتِ ذلك؟
- سعاد: هل نسيت أننا نقطن في الجِوار؟ ولكن ليس هذا السبب .. عرفت من سمير
- وكيف عرف سمير بالأمر...؟
- سعاد: هو تحقيق إذن؟ لا (تتصنع الدلال) لن أعطيك أية معلومات ... هه على الإطلاق ...عذبني ..إضربني
- الأمر ليس كذلك؟
- سعاد: (وهي تقترب مني وتضع يدها على خدي)... عذبني ..(تنظر في عينيَّ) ...أليس في قلبك رحمة ..(تضع قبلة على شفتاي) ... احضني إليك ..
- سعاد أرجوكِ سيأتي أخيك بعد قليل أو ربما أحمد ... ماذا سيقولون؟
- سعاد: لا أحد يعرف أنني هنا .. سمير في عمله وأحمد ايضاً ..ولكن لا شأن لأحدٍ بنا فأنا لست صغيرة
- ولكن الجيرة ماذا سيقولون... أنا متأكد أن أحد ما رآك وأنت تدخلين إلى هنا... أنا متأكد..
- سعاد: (تضحك) ما بك؟ أنت خائف مني أم من الجيرة؟ لكن تعال أخبرني حبيبي ما الذي حصل هل انزلقت قدمك وأنا أكلمك ... أم ما الذي حصل ...لو تعلم كم كانت ليلتي تلك ...كيف اصفها لك لا أعلم لكنني لم أنم لليلتين لا لم أنم حتى إطمأننت عليك من سمير
- كيف يا سعاد؟ وما أدرى سمير؟
- سعاد: ساقول لك ولكن بدون تحقيق هل لي ببعض القهوة؟ ... اجلس أنا سأصُبها .. (وهي تصُب لنفسها القهوة) في الأمسِ بعد الظهر جاءنا كعادته شخص سويدي لا اعرف اسمه يوصي سمير دوماً ببيتزا خاصة لأولاده المهم أخبره أن أحمد إستأجر كوخ هنا لخالهِ المريض منذ يومين ... (وهي تضحك) نحن في قرية هل نسيت فالجميع يعرف ما يدور ... لم أدري ما الذي حصل معي عندما كانت ليزا تنقل لي الخبر ... (وهي تنظر إليَّ) شعرتُ بماذا ...؟ لا أعرف كيف أصِفُ لك فرحتي (وبدأت بالبكاء) لقد ظننتُ أنني فقدتك إلى الأبد وها هي شُعلة الأمل تُضاءُ لي من جديد... (وقفت وبيدها كوب القهوة تؤشر بيدها الأخرى وهي محتارة).. لا اعرف .. صدقني ... ولكن اشعر بأنني لا استطيع العيش... أرجوك.. (وهي تجلس القرفصاء) لا تعذبني فأنا أحبك...(غارقة في نحيبها) أحبك
- سعاد ... تعالي ... أرجوك لا تفعلي بي هذا (وأنا أحملها فتضع ذراعها حول عنقي تحضنني منتحبة وهي تقبل عنقي).. لا أعلم ماذا تريدين مني ... يا سعاد أنا رجل لدي مشاكلي وهمومي ...أنا أرجوك .. أن تفتحي عيونك جيداً ... هل ترين رجلاً يستطيع العناية بكِ؟ ... أنا لا أستطيع صدقيني ... سعاد لدي من المشاكل والهموم التي تثقل كاهلي ... لا لست على إستعداد للدخول من جديد في .....
- سعاد: (وهي تضع راسي بين يديها) حبيبي أنظر إليَّ ... أنا ... لا .. أنت تفهمني خطئ أنا لا أريد منك أي شيء لن أطالبك بالزواج أعلم أنك لا تريد الدخول في الزواج من جديد
- إذاً ما الذي تريدينه مني؟
- سعاد: أنا أحبك ....أريدك أن تحبني كما أحبك لا أريد شيئاً آخر
- وما نهاية هذا الحب يا سعاد؟ أنت راحلة إلى بلدك وأنا لا أعلم كيف ستكون حياتي ... صدقيني لا أعلم
- سعاد: أنظر حبيبي (تمسك وجهي من جديد) أحبك ... هل تفهم ذلك (تقبلني مراراً) لا يهمني ماذا سيأتي به الغد.. أنا أعيش اليوم ...(تبكي) ومعك سيكون عمراً ارجوك (تحضنني)... أنظر كما قلت اقسم لك بأنني لن أطالبك باي أمر... لما لا تصدقني ... ألديك ورقة ..أعطني ورقة.. سأوقع عليها واكتب ما شئت أنت عليها .. سأوقع عليها ...
- حسناً ... حسناً إهدأي قليلاً أرجوك إهدأي .... إشربي قهوتك...

جلست في حضني وهي ترتشف قهوتها وتقبل فمي .. كلما سنحت لها الفرصة ... لم تكن غير فتاة ...تريد الحب .. لا شيء غيره ... ما قصتها لا اعلم ولا يهمني فكلهن لديهن قصص مختلفة ماضٍ مختلف لكنه متشابه ...

- سعاد: إشرب...معي ...من فمي ... أرجوك
- لا سعاد لا أستطيع ....
- سعاد: لما ألآ تحبني ...
- لا ليس القصد لكن قهوتي مرة سادة ...وأنت ...أنت يا سعاد...سكر زيادة
- سعاد: (ضاحكة) إذن لا تحب السكر زيادة.... حسناً سنرى

وقفت سعاد أمامي وهي تضع من يدها كوب القهوة على المنضدة الخشبية وقامت بالجلوس في حضني ووجهها يقابل وجهي تلثم فمي فيما فتحت أزرار قميصها فبدا أمامي نهداها كرمان حان قطافه وعندما لم تجدني أتقدم منها... أخذت رأسي بيديها وقامت بجذبه إلى صدرها قائلة ..أرجوك خذه فهنا لا يوجد سكر.... لا ادري ما الذي أصابني ... يبدو أنني فقدت القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب ولا أذكر أنني فكرت بالأمر كثيراً فما أن بدأت بما أرادته حتى تطورت الأمور بيننا وارتفعت الآهات من فمها وحصل ما كان ليس من المفترض أن يكون ...
لم أجدها سعيدة كاليوم ... توسدت صدري وهي عارية تتنهدُ في رفقٍ فيما كانت تنظر إلى وجهي وتطبع القبلات على ذقني تارة وأخرى على عنقي بينما أشعلتُ لفافة من تبغ وأنا اسألها


- لماذا يا سعاد؟
- سعاد: هه .. الم يعجبك الأمر؟
- ليس هذا قصدي أنت تعلمين ما اسأل عنه؟
- سعاد: أنا أريدك ... أنت حبيبي (وهي تدفن راسها بين عنقي وذراعي) ..ليتك تعلم كم أحبك
- يا سعاد أنتِ ... أنت كنت بنت و...
- سعاد: وماذ ظننتني ؟ ... هذه أول مرة أمارس فيها الحب ... أول مرة ...هل ظننتني ... (تدمع عيناها)
- أووووه لا تبدأي بالنحيب ... أنا لم اقصد هذا ولكن كيف ... ولماذا أنا لا أفهم..
- سعاد: هل تذكر (وهي تنظر إليَّ فيما تمسح الدمع عن عينها) ... يوم كنا نرقص معاً... هل تذكر ماذا قلت لك؟ ألم أقل لك بأنك لي ... ألآ تذكر ... هل تعلم بأنني حلمت بك قبل أن أراك ... اعلم بأنك ستظنني ساذجة ... لكنها الجقيقة أنا طوال عمري أحلم بك ... وعندما سمعت بقصتك عرفت أنك هو من ابحث عنه في أحلامي طوال هذه السنوات.... لا يهمني أي شيء ... (تحضنني) ... مادمت أنت حبيبي ...أبقيت نفسي من أجلك .. هل تعلم ذلك...
- ولكن يا سعاد ما نهاية هذا الأمر أنا ... كما قلت لكِ وأنت ستغادرين ولن نستطيع الإستمرار بعد الآن يجب أن نقطع علاقتنا الآن أرجوك أنت مسلمة وأنا ايضاً وليس هناك زواج بيننا و...
- سعاد: لا ... لا تكمل أرجوك إفعل ما تريد ولكن على شرط أن لا تحرمني منك ... انا اعلم بأنني سأسافر بعد فترة لكنني لا أستطيع البقاء بعيدة عنك .... أرجوك.. ... أرجوك (عادت للبكاء)
- أرجوك يا سعاد أن تركزي معي ... هل تعلمين ما سيفعله أخوك لو علم بالأمر...؟
- سعاد: يا حبيبي إفهمني أرجوك أنا لا يهمني سواك... لا أحد له سلطة عليَّ انا لست بقاصر و... وأنا احبك ..هذا ليس من شأنه
- ولكنك تقيمين عنده في منزله ...هو من يصرف عليك .. وهو أخاك يا سعاد أنا لا افهم كيف تفكرين بالأمر
- سعاد: (وهي تجلس)... هل تريدني أن أخبره بالأمر لترتاح أنت؟.. لا مانع لدي ...لكنه سيقول لي ..أنت حرة.. أين هاتفك؟
- قلت لك لا يوجد معي هاتف ... ولكن هل إخباره بالأمر يكفي
- سعاد: إذن ماذا تريد ؟ أرجوك أرحني ... قلتُ لك إفعل ما بدا لك ... لكن لا تحرمني منك ..هه أرجوك تعال

وعادت سعاد إلى أخيها بعدما أمضت ساعات أربع في حضني ... لم تكتفي مني ولم تشبع من ممارسة الحب كما تقول ..لكنني في النهاية قررت أن أخبر أحمد بالأمر ... أنا لا استطيع العيش بهذه الطريقة لا ... لا استطيع، ما الذي أوصلني إلى هذه الهاوية ... أتراها كانت لتجرؤ على فعل ما فعلته لو أنني لم اكن أقطن هنا هل لو أنني كنت في منزل أحمد وهيلين لحصل ما حصل لا بالطبع لا إذن أنا أتحمل مسؤولية ما حصل ...فأنا السبب .. نعم أنا السبب...

أخذت افكر بالأمر ملياً وكنت في كل مرة اصل بها إلى حائط مسدود ... أنا لا أريد الإرتباط بها ليس هذا الوقت ملائماً وليست هي السبب في هذا بل أنا.... هل أنا على إستعداد لأن أكون لها لا...ولا اريد...لكنني أخطأت معها فكيف أكفر عن هذا الذنب يا ربي ...كيف؟ ... يجب أن أعقد عليها لا استطيع أن ابقى هكذا .... أحسست كعذراء فقدت طهارتها .. كطفل دُنست براءته ... هذا ما يجب أن يكون ولكن كيف .. كيف اوفق بين ما اريد وما لا أريد كيف؟

عند الرابعة من بعد الظهر وأثناء تناولي للطعام متأخراً سمعت هدير سيارة قادمة ... نظرتُ من النافذة الجانبية وإذ به أحمد يرافقه جيمي كلبه الصغير وفي يده حبيب إبنه الأصغر ... خرجت لإستقبالهم فيما رميت قطعة من اللحم لجيمي ليلتهمها مرحباً به للمرة الأولى في الكوخ وأخذت حبيب أقبله وأحمله .. هل هناك أجمل من الطفولة؟

- أحمد: هه يومين ولم أراك... اليوم الأول اضطررت للعمل ورديتين بسبب اليوم الذي طلبته إجازة والأمس ورديتي كانت بعد الظهر لكنني كنت منهك أول من أمس فلم أستيقظ إلآ في منتصف النهار..
- لا بأس عليك ... ما به يا أحمد هل هو مريض ..هناك بعض الحرارة على جبهته..
- أحمد: بالفعل أنت تعلم تقلبات الطقس هذه الأيام أظنه يُعاني من الرشح لكنه في بدايته وسأقوم بأخذه للطبيب بعدما ننهي زيارتنا لك..
- لا يا أحمد لنذهب معاً للطبيب أريد الإطمأنان على حبيب ... ماذا لديك هنا
- أحمد: لا بأس الأفضل أن نذهب معاً ... هذه بعض الأشياء التي أرادت هيلين أرسالها إليك سأنقلها إلى الكوخ ونذهب بعد ذلك

لم يكن المركز الطبي الذي نقصده بعيداً عن مركز البلدة لكنه كان في مواجهة محطة القطار من الجهة الأخرى لذا فكان من الأسرع أن نستلم الطريق المار بالكوخ والإستمرار به إذ أنه يلتف طوعاً حول البلدة ويؤدي بالتالي لأمام المركز الطبي فما أن إنتهى أحمد من نقل ما جاء به حتى توجهنا إليه وكان الوقت مناسباً حيث لم يكن هناك الكثير من المرضى في الإنتظار.

في طريق العودة وبعد أن قمنا بصرف الدواء لحبيب بدأت بطرح المشكلة التي أعاني منها .. لم يبدو على وجه أحمد الإستغراب لكنه أوضح لي أن سمير بالفعل ليس من الذين يحبذون التدخل في شؤون أخته كما يظن... لكنه توقف أمام مسألة بدت له مهمة قائلاً

- أحمد: خال أنا لا يهمني في الحقيقة رأي سمير لكن يهمني هنا رأيك ورأي سعاد بالمسألة وبما أنك أخبرتني برأيها وأظن بأنني عرفت هذا الأمر من خلال إتصالاتها الكثيرة ...قبل أن أنسى لقد وضعت هيلين جهاز هاتفك بأحدى الأكياس التي جئتك بها ... خالي يهمني هنا رأيك ... هل أنت تريدها أم ماذا؟
أخبرته بأمر ما حصل دون تفصيل يُذكر وبما أخبرتني هي به وبأنها موافقة على ما أريده دون قيد أو شرط...
- أحمد: إذن لا مشكلة هناك ؟ إن كنت تريدها لك زوجة فليكن بشروطك أنت .. بما أنها ليست في صدد البقاء هنا
- المشكلة أنني لا اريد أن ينتشر هذا الأمر في القرية... حتى هيلين لا أريدها أن تعلم بالأمر .. ليكن الأمر بيني وبينك وسمير لا غير
- أحمد: ولماذا تريد زواجها إذن ... المجتمع هنا لا ينظر لهذا الأمر بشيء كما تعتقد
- ولما تظن أنني اعبئ بالمجتمع يا أحمد ... المشكلة بيني وبين نفسي وبين الله ..
- أحمد: وهل جرى شيء بينك وبينها؟
- ماذا تظن ؟ ولماذا أكلمك بالأمر إذن؟ هل ظننت أني أحبها؟
- أحمد: لا أعرف ماذا اقول لك ... هل أنت مُجبر على أمر الزواج منها لهذا السبب؟
- لنقل أنني أريد إصلاح غلطة ما كان ينبغي لها أن تكون... فهل من سبيل لحفظ السر
- أحمد: لا بأس سأعيد حبيب وجيمي إلى المنزل ومن ثم نذهب إلى بعد ذلك إلى سمير لمعرفة رأيه بالأمر...
- المنزل ... لا دعني هنا وعد أنت إلى المنزل وبعد أن تطمئن على حبيب عد إليَّ فأنا لدي بعض الأمور أفعلها والكوخ أصبح قريباً من هنا
- أحمد: لما لا تذهب معي؟ سيسر هيلين رؤيتك ونمضي من بعدها في طريقنا لمقابلة سمير ..
- لا يا أحمد أنا لا احبذ هذا أرجوك
- أحمد:
حسناً يا خال سأقلك من المنزل بعد أن أنتهي من حبيب...

لم يرضى أن يضعني في المكان الذي أشرت إليه بل أصرَّ على الوصول بي إلى الكوخ ووعد بعدم التأخر بالعودة، قبَّلتُ حبيب وأعدتهُ إلى والده الذي وضعه في الكرسي المخصص له ومن ثم انطلق به إلى المنزل فيما قمت بالبحث عن جهاز الهاتف بين الأغراض التي أرسلتها لي هيلين وكان من بين الأكياس الكيس الورقي الذي جاء به مصطفى من مالمو والذي لم اعرف محتواه حتى الآن ..وجدت الهاتف وقد وضعته هيلين به كما يبدو كما أنني وجدت ثياباً مخصصة لإرتدائها في ايام الشتاء القارس خارج المنزل وهي عبارة عن لباس من قطعة واحدة شبيه بالأوفرهول لكنه خفيف الوزن ويبدو أنه مانع للماء والهواء من الخارج فيما هو مبطن بالصوف من الداخل وقفازات من نفس النوع وحذاء خاص للمسير على الثلج، كان الهاتف بحاجة للشحن فعدت للبحث عن الشاحن بين الأكياس لكنني لم أجده فوضعته جانباً حينما رأيت السيارة قادمة باتجاه الكوخ، كان المطعم الإيطالي الذي يملكه سمير على مشارف القرية من الناحية الجنوبية المطلة على الطريق السريع ولا أعلم لماذا لم أتنبه لوجوده هناك من قبل ... ركن أحمد السيارة في المكان المخصص لها وكان واضحاً لي وجود سمير بين رواد المطعم وهو يمازح هذا ويتكلم مع الآخر ... كان بادياً عليه الإهتمام برواد المطعم متنقلاً بينهم بإتخاذهم أصدقاء له ... لا ادري لماذا شعرت بالشفقة عليه ... شعرت أن قلبي ينقبض وأحسست بالحزن لهذا الأمر ناديت على أحمد وأشرت إليه أن يعود إلى السيارة لا ... لا يطاوعني قلبي على هذا الأمر وما أن اصبح قربي طلبت منه العودة بي إلى الكوخ رافضاً أن يتكلم مع أخيها بأمرها

- الأمر ليس سهلاً ... لا استطيع أن اضع أخاها بهذا الموقف
- أحمد: يا خالي لماذا تظن أنه يعبئ بهذا الأمر
- ماذا تقول يا أحمد ؟ كيف لا يعبأ لأمر فعلته أخته، لو رأيته كما شاهدته أنا بعينيَّ وهو يمازح هذا ويُلقي النكات على الآخر لما سمحت لك نفسك أن تُكدر خاطره..... لعن الله النساء ...لعنهم الله..
- أحمد: إذن ... ماذا ستفعل ؟
- لنذهب الآن ... عد بي إلى الكوخ أخاف أن يرانا هنا معاً ...لنتكلم بالكوخ

أدار أحمد سيارته متوجها بها إلى الكوخ لكنني لمحت سمير وهو يشير إليه بالتوقف بينما كان يخرج من المطعم فما كان من أحمد إلآ أن أوقف سيارته وتوجه مسرعاً إليه .... شاهدته وهو ينتحي به جانباً ويأخذ بيده بعيداً عن السيارة في الوقت الذي شعرت به وكأن سكيناً تُغرز في قلبي ... لكنه عاد بعد دقائق عدة أمضاها في التحدث مع سمير وبدا لي أنه متضايق من أمرٍ ما فلم ابادره في الحديث بل انتظرت حتى يُبدي لي ما يكنه في صدره من أمور

عندما وصلنا إلى الكوخ لم تكن الساعة قد تجاوزت الخامسة والنصف مساءاً فيما بدت الشمس من خلف الغيوم البعيدة وكأنها عروس تُزف على مذبح الخليقة الأزلية...لم تطاوعني نفسي على البدئ في التحدث إلى أحمد الذي كان مازال صامتاً حتى بعد دخولنا إلى الكوخ الصغير... وبدا شارد الذهن فيما هو يضع الماء إستعداداً لإعداد القهوة وفجأة

- أحمد: خال ... يبدو أن خبرتك في الحياة علمتك الكثير مما أجهله ... (وهو يجلس وعيناه تطالع النافذة) .. لقد فوجئت بردة الفعل التي أبداها سمير...
- لا تقل بأنك قد أخبرته؟
- أحمد: في الحقيقة ... نعم أخبرته لكنني لم أتوقع ما توقعته أنت ... وحسِبت أنك مخطئ فيما ذهبت إليه
- ولماذا كل هذه الثقة يا أحمد .... هل تظن لو أننا أمضينا عمراً في هذه البلاد سنتبدل ...هل ظننت أننا سنتغير؟ ولكن ألم اقل لك لا تفعل .... لا حول ولا قوة إلآ بالله ... كيف كانت كلماته معك؟ وماذا أخبرته؟
- أحمد: أخبرته بأن أخته تريدك و...وتحبك ..وأخبرته أنها جاءت إليك .. إلى هنا أعني.. فما كان منه إلآ أن نعتني بالكاذب فحاولت التخفيف عنه لكنه ظل على موقفه ... و هذا ما حصل..
- سيعود ليعتذر منك .... صدقني ... عندما يختلي بنفسه سيعلم أن الحقيقة ما قلتها له ... وخاصة أنه سيسأل أخته عن هذا الأمر ... سيعتذر .. نعم أنا متأكد ... لأنه لا دخل لك بالأمر..
- أحمد: لكن هل تظن أنه .... اقصد كيف سيتعامل مع أخته؟ .. يبدو أنني كنت مخطئ في كثير من الأمور بهذا الشأن... هل تظن أنه من الممكن أن يضربها؟ أو... لا ادري ... ماذا ستظنه فاعلاً...
- متى سيعود هو إلى المنزل؟
- أحمد: في العادة ينتهي العمل بالمطعم في العاشرة مساءاً وربما أكثر حسب الرواد لكن اليوم ... لا ادري؟
- إذن لن يفعل شيء مما تقوله ... إذا إلتزم بوقت العمل
- أحمد: كيف ...؟ وما أدراك؟
- الوقت يا أحمد كفيل بإزالة غضبه هذا أولاً .... سيفكر بالأمر ..سيسأل نفسه ماذ سيستفيد مما سيفعله لا شيء هذا ثانياً ... أما ثالثاً فهل هو على استعداد لأن يخرب عليه حياته فيما لو قام بأي عمل ضد القانون ...هذا إن إلتزم بوقت العمل ولم يذهب مباشرة إلى المنزل
- أحمد: إذن كيف سنعلم بالأمر..؟
- أين شاحن هاتفك؟ لم أجد الشاحن الخاص بي
- أحمد: في المنزل ... هل تريد شحن هاتفك ؟ ... تريد التحدث مع سعاد.. لتعلم منها الأمر؟
- أعتقد أنه يتوجب علينا إبلاغها بما تم ... لكني أفضل أن تخبرها أنت
- أحمد: هذا رقم هاتفها سأتصل بها إذن ؟

إتصل احمد بسعاد وابلغها بما حصل معه وبموقف أخيها مما اخبره إياه .. بينما كنت أصب القهوة لي وله وأتابع في صمت كلماته وما يخبرها به... بدى على وجهه الإرتياح عندما أغلق الهاتف فيما توجه إليَّ وطبع قبلة على رأسي وقام بإحتضاني قائلاً.... ما حصل قريباً مما قلته
- ماذا تعني
- أحمد: أخبرتني بأن أخاها إتصل بها وسألها عن الأمر وأخبرها بما قلته له ... فلم تنكر الأمر بل سألته أن لا يتدخل في هذا ... فما كان منه إلا أن اخبرها بأنه يريد لها الخير ليس إلآ وما أن اغلق الهاتف حتى إتصلت أنا بها...إذن ما رأيك (وهو يرتشف القهوة)
- لا أعلم يا أحمد .. أتظنها صادقة فيما ذهبت إليه؟
- أحمد: حسبما تقول أنت... وفيما ذهبت إليه في تحليلك ... اظنها صادقة ... نعم لما لا وخاصة أنها لم يظهر عليها وهي تتكلم أي أمر يدعوني للشك فيما تقول
- إذن لنرى ما سيكون عليه الغد

يتبع




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات