سعاد والخريف - الجزء الثالث عشر
أمضيتُ الأمسية في ترتيبِ الأغراض التي ارسلتها إليَّ هيلين وكانت تضمُ عدداً من الكتبِ والأشرطة الخاصة بي والتي أحبُ الإستماع إليها دائماً... فيما ساعدني أحمد في ترتيبِ الأشياء الأخرى ومن ثم وعد أن يقومَ بنقل جهاز الكمبيوتر الخاص بي إلى الكوخ إذا سنحت له الفرصة يوم الغد بعد عودته من العمل وبما انني لم أجد الشاحن الخاص بهاتفي النقال فقد وعد أن يبحث عنه لإحضاره مع جهاز الكمبيوتر...
أمضيتُ ما تبقى من الأمسية وحيداً أستمتعُ بمتابعة سمفونيات رحمانينوف ذلك المبدع الذي حمل على أكتافه همَّ التجديد في الموسيقى والإرتقاء بها ... ما يُعجبني بهذا الفنان الرائع الروح الشرقية لموسيقاه الممزوجة بعبقِ الأرستقراطية الغربية التي كانت سائدة في القرن الماضي ... من لم يستمع للكونشرتو رقم 2 لا اظنه قد إستمتع بسماعِ الموسيقى، كانت الموسيقى تصدح من جهاز الستيريو الصغير بينما كانت يدي تتحركُ وتنساب لا إرادياً معها دون قصد مني أو إنتباه فيما كنتُ أعايشُ روح الموسيقار في عمقِ دلالاته الفنية وإستسلامي لرائعتهِ وهي تأخذني معها حيثما شاءت دون إعتراض مني... وبينما أنا في هذه المُهجة التي إخترتها أحسستُ أن ضغط الدم لدي ينخفضُ سريعاً لا أعلم له سبب فيما بدأ خفقان قلبي بالتباطؤ وشعرتُ عندها أنني غير قادرٍ على تحريكَ ذراعي أو فتح جفني إعياءاً واستسلمتُ لمصيري وقدري....
في فجر اليوم التالي...ايقظتني زقزقة العصافير ... لكنني كنتُ منهكَ القوى .. فصعدتُ إلى العلية بمشقةٍ بالغة.. إلتحفت غطائي واسلمتُ نفسي طواعية إلى النوم من جديد..
كانت الطرقاتُ تدوي بأذني فيما كنتُ اتقلبُ في فراشي أتعبني ضجيجها أنادي وأنادي لكن جوابَ النداء كانت المزيد من الطرقات لكنها أكبر وأعظم دوي وكأنها أعلنت الحرب على رأسي فأتعبتني وما أن توقفت حتى عدتُ إلى نومي خاضعاً متوسلاً ذليلاً... لا لم أعلم كم من الوقتِ مرَّ علي وانا في نومي لكنني كنتُ كلما فتحتُ عيناي شعرتُ بالأرضِ وهي تميد ُ بي وتدور ملتفة حول رأسي في صراعٍ مخيف وأشعر أن ما بجوفي يكاد يخرج من فمي فأعود لإغلاق عيناي والعرق يتساقطُ من رأسي وعنقي فيما كانَ البرد يدّبُ في أوصالي ويسحقُ ظهري فأصبحتُ بين نارين لا مهرب لي منهما وشعرت بدنو الحتف وقربَ الأجل أسلمتُ نفسي للقضاءِ والقدر وفيما انا بين اليقظة والحلم إذ ترائى لي طيفٌ يذرعُ العُليّة ينظرُ إلى وجهي تارة لكنني لم استطع تبين ملامحه ...لا أعلم ماذا حصل لنظري ولا أعلم اين نظارتي وأعود متعباً لأنزلقَ في هاوية لا أعلم قرارها وتارة أرى وجهاً فوق رأسي ويداً تحمل ذراعي وأحاول النهوض لكن رأسي لا يطاوعني وجسدي مُنهكٌ وثقيل ...الكلماتُ كثيرة حروفها تدورُ في عُليّتي أراها تسبحُ في سقفها لتعودَ إلى أُذني لكني لا أفهم ما يُقال فكل الكلمات أصبحت في رأسي متداخلة لا أعلمُ مابي ..
إستيقظتُ على صوتَ نباح كلب وتبعهُ إرتطامُ شيء ما على أرض الكوخ الخشبي أدرتُ رأسي لأرى ما الذي يجري متسائلاً أصرخ من هنا ....؟ وإذ بي أرى يدي موصولة إلى كيسٍ من محلول معلقٌ بسقفِ العليِّة ... وصوت أحمد يأتي من الأسفل يطمئنني فأُعيد رأسي إلى مكانهِ أنظر إلى سقف الكوخ أبحثُ في ذاكرتي الضعيفة عمَّا رأيته أو سمعته خلال ما كان يجري معي ...إلآ أنني عزفتُ عن هذا الأمر الذي بدا لي صعبَ المنالِ وبعيد عن التناول وخاصة أنني مازلتُ مرهقاً .. جائعاً وأشعر أنني بحاجة لحمام ماء بارد ينعشني ويوقظني مما أنا فيه ..أهـ ما أصعبَ أن يقع المرء طريح الفراش والمرض دون أن يشعر به احد لأيامٍ وأيام.....
- هل مازلت هنا يا أحمد
- أحمد: بالطبع يا خال ... هل تريد شيء ما؟
- نعم أرجوك تعالَ وانزع عني هذه الإبرة ... ازل هذه الأشياء مني
- أحمد: حسناً ... أرِح نفسك يا خال سآتيكَ بعد قليل ...
صوت جلبة في الأسفل وربما في الخارج لا أدري ...ما زلتُ لا استطيع التبيان ..أهذا يعني انني مازلت متعباً.. لكنني سئمتُ من هذا أريد أن تعودَ إليَّ حياتي ... لكن ما قصة بعدَ قليلٍ هذه..لماذا لا يأتي الآن..؟ آهـ ... صوت أقدامه تصعد للعلية
- أرجو أن تُزيل هذه يا أحمد
- سعاد: هل أصبحت بخير حبيبي (وهي تضع يدها على جبهتي) ..لِما تريد إزالتها؟
- س..سعاد ماذا تفعلين هنا؟
- سعاد: لا بأس حبيبي ...ابقى كما أنت مازلت متعباً إفتح فمكَ قليلاً (تستعلم عن حرارتي) ..لا ..لا يوجد حرارة الحمد لله
- لماذا تكلميني وأنت بالخلف تعالي إصعدي ...اريد أن أراك
- سعاد: لا ... لآ .. يجب أن أُعِد لك الشوربة .. سأعودُ بعد قليل
- لا لن تذهبي قبل أن تزيلي عن يدي هذه الإبرة (ملتفتاً برأسي إليها) ... ما هذا يا سعاد ؟ ما بكِ ... ما الذي حصل لكِ
حينما التفتُ لأراها واطلب منها إزالة الإبرة التي توصل إلى الكيس الصغير المعلق .. رأيتُ على وجهها آثار كدماتٍ عديدة وكأنها تلقت العديد من الضربات على وجهها ... يا للهول ... إنتفضتُ من مكاني واقفاً وكأن أفعى ما قامت بلسعي ... وإذ الدماء تنتفضُ في عروقي لا أعلم ما الذي حصل معي لكني رأيتُ الدماء وهي تسيل من يدي وتنتفض ..لم اشعرُ بالإبرة المعلقة في يدي وهي تخرجُ من مكمنها وتنثرُ وراءها الدماء ....لكنني رأيتُ سعاد تهرعُ إلى يدي وهي تحاول إبقاءها ثابتة فيما تبحثُ عن شيء تضمده بها ... جلستُ في مكاني أنظرُ إليها ...يا إلهي .. لا ادري ما الذي تبادر إلى ذهني وهذه المرأة أراها أمامي جاثمة لا تهتم بنفسها ولا تبحث إلآ عما يسكت إنتفاضات الدم في عروقي ... اي ألمٍ هذا الذي يحتويه عقلي أي سكينٍ تلك التي تشققُ أضلُعي وتنتزعُ منها قلبي ألقيتُ نفسي عليها ... وأنا اشهق باكياً بها تعالي .. ضميني إليكِ فأسرعت بضمي إليها وهي تبكي وتنتحبُ بي صارخة لا تبكي يا حبيبي أرجوكَ لا تبكي وتحملُ في يديها رأسي تقبلهُ وتضمه إلى صدرها .. أعادتني إلى سريري الخشبي وأعادت الإبرة إلى مكانها في اليدِ الأخرى وهي تقبلها وتستحلفني الله أن لا أزيلها... وأخبرتني أنها عائدة لتطعمني ... لِكن جسدي كان مازال في ضعفه ووهنه ويبدو أن هذا اللعين الذي غافلني في وحدتي لم يُبقي الكثير من قوتي فكان لتأثير انتفاضتي وثورتي تلك اثراً رجعياً على صحتي فما أن اختفت عن عيني إلآ وعدتُ إلى سُباتي لا ألوي على شيء وكأنني لم استيقظ قبلها ابداً... لا أعلم كم بقيتُ على حالتي تلك وكم من الساعات دارت والأيام لكنني كنت خلالها استيقظ قليلاً فأشربُ من يدها الماء وقليلٌ من الدواء وربما الطعام وأعود لأنزلقَ من جديد في هاويةٍ سحيقة ما لها من قرار... وفي يومٍ من الأيام غافلتُ مرضي الذي أنا به ورفعتُ رأسي قليلاً أريد إختبار ما أنا به من القوة ... وإذ بي أجدها نائمة قربي ... طبعت على وجنتها قبلة وألقيت نظرة إلى الأسفل وعدت إلى فراشي من جديد ...
في صباح اليوم التالي ... وجدتُ بعض النشاط يدبُ إلى الجسد فيما بدا لي أنني عوفيت مما أنا به من السقم ورحتُ ابحثُ عنها وباب الكوخ المفتوح يُدخل بعضاَ من اشعة الشمس الذهبية إلى أرضيته فتاقت نفسي إلى الجلوس كعادتي فيما مضى في العراء تحت أشعة الشمس لعلها تجلب المزيد من القوة وتُبعد عن جسدي الرطوبة والسقم، ناديتها مراراً لكنها لم تُجبني فأزلت الإبرة عن يدي وغطيتها بلصاقها الموجود عليها وأختبرت ساقاي عند الوقوف فبدت لي أنني استطيع النزول عبر السلم الخشبي لبستُ بنطالي والقيتُ عليَّ قميصي كما ارتديتُ فوقه جاكيت من الصوف ونزلتُ درجة فأخرى حتى ايقنتُ بأنني وصلتُ إلى أرضية الكوخ فبحثت عن حذائي ولبسته وعندها وجدت بي بعض التعب والدوار لكنني ما أن رأيت نفسي في المرآة حتى عرفت السبب ... لا بد أنني فقدت الكثير من وزني في هذه المعمعة المتواصلة مع هذا اللعين الذي اصابني، لا أعلم ما هو اليوم ولكن رائحة القهوة اعادتني إلى ما كنت أريده من الجلوس تحت اشعة الشمس في العراء .... يا لهذا المذاق الساحر اين كنتِ ايتها القهوة؟ بهذه الكلمات إستقبل فمي أول رشفة من القهوة لا أعلم منذ متى لكن لا اظنها فترة قصيرة على اي حال، وضعتُ الكوب من يدي .. وكانت خطتي تقضي بأن أحاول حمل الكرسي الخشبي إلى الخارج ومن بعدها اعود لأخذ الكوب مرة اخرى ... لكنني لم ارى اي من الكراسي حول المنضدة ...ما الأمر؟ هل قام بسرقتهم احد ما أم ... أسرعت لإلقاء نظرة خارج الكوخ وهالني ما أرى ... أحمد بجانبه أخي مصطفى وبالجانب الآخر سمير وزوجته تجالسها سعاد فيما الأطفال يلاعبون كلباً ابيض اللون لم اره من قبل ...وما أن رأتني ليزا حتى لمست يد سعاد وهي تنظر نحوي ... فأسرعت سعاد صوبي لتأخذ بيدي وهي تتفحصها فيما توصلني إلى كرسيي لأجلس عليه ...
- القهوة يا سعاد (كانت أول ما سمعوه مني)
رأيتُ أخي والدمعة تفِرُّمن عينه بينما هو يقتربُ مني ليحتضنني ويُقبلَ رأسي واحسستُ بأنه متعبٌ من هذا الأمر متعبٌ بسببي ... كان رأسي مازال على حاله أشعر بثقله وبأنني متبلد الأفكار وبدا لي انني أتعاطى دواءاً ما يهدأني أو شيء من هذا القبيل أو ربما مازلتُ في فترة نقاهة لا أعلم ... لأنني لم اكن على عادتي أبداً شيء ما ينقصني أو يحدُ من قدراتي الذهنية والعصبية والجسدية... ومع هذا ما أن لمست يدي كوبَ القهوة حتى صحت بهم ... في صحتكم، وأرتشفت البعض منها فضحكوا كلهم إلآ سعاد التي كانت جانبي ... نظراتي زائغة بعضَ الشيء لكن لا بأس بها ..
- حبيبتي ... هلآ تجدين نظارتي أرجوكِ (نظرت سعاد إليَّ مليا قبل أن تتوجه مسرعة إلى الكوخ لتحضرها وتضعها برفقٍ على وجهي)
- مصطفى: كيف تشعر يا أخي ؟ هل أنت بخير
- طبعاً .. أنا مازلتُ أشعر بأنني ضعيفاً لكنكَ لو رأيتني في الأمسِ لبكيتَ
- مصطفى: يا اخي أنا هنا منذ أربعة أيام وأنت على حالك هذا ... لكنكَ اليوم أفضل حالاً والحمد لله
- أربعة ايام .... كثير هذا هل أنا في هذا المرض منذ اربعة ايام (انظر متسائلاً لسعاد)
- سعاد: الحمد لله أنكَ أصبحت بخير سأعد لك الإفطار ألست جائعاً ...؟
- بلى .. اشعر بالجوعِ ولكن هل لدينا بعض البيض اشعر أنني بحاجة لأكل البيض ... لا أعلم هل لدينا شيئ منه؟
الكلمات لم تكن كعادتها تخرج من فمي كنتُ كسكران لم يستفق من سكرته أو كمدمنٍ يتعاطى شيء ما يجعلُ من لسانه ثقيلاً بعض الشيء لكنه أيضاً لا يستطيع التركيز على اي أمر ... السبب في هذا الشعور انني لا استطيع التفكير فالكلمات تخرج من فمي دون تخطيط مسبق لم أفكر بها وهذا أمر أكرهه بشدة ... ما يعني أنه من الممكن ان اتفوه ببعض الكلمات التي لا اريد ان يسمعها أحد
- سمير: ساحضر البعض منها ... المنزل قريب ... هل تريدين شيء آخر يا سعاد ... ليزا؟ (اشارت له سعاد بأنها لا تريد شيء) (فيما أخبرته ليزا ببعض الكلمات لم أفهم منها شيء) حسناً ساعود خلال دقائق
- سعاد: لماذا لم تبقى في الفراش ... لما لم تناديني لأحضرَ لك... أنت مازلت متعباً و..
- إنها الشمس ... والقهوة ... شيء يجذبني إلى العراء ... دعيني أنظر إليك ..تعالي إقتربي مني .. آهـ ... يبدو أنني كنتُ أحلم بأمر ...
- سعاد: بماذا حبيبي أخبرني؟
- أعلم أنني استيقظت ..كانت الإبرة هنا (وأنا اشير لمكانها فرأيت آثارها) .. هل كانت الإبرة هنا.. و.. كنتِ أنتِ مصابة .. نعم هنا ... هنا ..والكثير من ... أ هو حلم أم حقيقة يا سعاد
- سعاد: لا حبيبي كنت تحلم بالتأكيد كنتَ تحلم أنظر لا شيء بي ... لكن دعك من هذا الأمر تعال معي إلى الداخل ..
- لا يا سعاد اريد أن اجلسُ تحت أشعة الشمس
- أحمد: أبقيه هنا قليلاً فالشمس مفيدة له ..أليس كذلك
- سعاد: لكنه ما زال تعباً .. أخاف ..اريده أن يعود لفراشه
- لا ..لن أعود.. دعيني تحت الشمس ... لما لا .. اين الإفطار؟ سعاد
بدا أن الجميع يتابعون في صمت ما يدور بيننا انا وسعاد من الكلمات ... لكنني كنتُ شبه متأكد من أنني رأيت بها بعض الكدمات على وجهها وكانت تحاول إخفاء هذاالأمر عني فيما كنت مريضاً ... لكني الآن اراها في حالةٍ جيدة ولا يوجد بها أي اثر لما ظننت انني رأيته... عاد سمير وفي جعبته كيس سلمه لأخته فيما عاد إلى السيارة لإحضار كرسي من البلاستيك ومنضدة صغيرة دائرية تفتح عند اللزوم ويبدو ان هذا ما طلبته منه ليزا وعاد للجلوس في مكانه بعد أن وضع المنضدة أمامي والكرسي حولها ... فيما توجهت ليزا كما يبدو لمعاونة سعاد ..
- مصطفى: بماذا تفكر يا أخي؟
- أنا؟
- مصطفى: نعم بماذا تفكر لِما أنت صامت؟
- لا اعلم ... لا اظنني افكر بأي شيء ... هل تعلم ؟ أنا لا استطيع أن أفكر بأي امر ... أشعر بأن رأسي فارغاً لا يحتوي شيء ... هل لاحظت هذا الأمر... هل يبدو هذا عليَّ؟
- مصطفى: ربما من أثر المرض ... لقد أمضيت وقتاً طويلاً نائماً وأنت مازلت لست معافى حتى الآن ... من الطبيعي أن تعاني من هذا الأمر ... تشعر بأنك متبلد ولا تستطيع التفكير وربما لا تستطيع أن تتحكم أحياناً بأصابعك أو يدك على ما أظن... يلزمك بعض النقاهة وأظن أنك برعاية سعاد ستكون بخير إنشاء الله.
- نعم سعاد جيدة ... ؟ طبيبة نعم سعاد طبيبة
جاءت ليزا وبيدها بعض الأطباق الصغيرة زيتون أخضر واسود ... زعتر بلدي عليه زيت الزيتون .. وأطباق أخرى لم اهتم بها كثيراً وبدت سعاد وبيدها طبق البيض بينما ذهبت ليزا لتكمل المهمة التي أوكلت نفسها بها فيما جلست سعاد تلقمني من الطعام وتسألني عما أريد أن آكله والجميع يراقب ما يدور في صمت مطبق بينما الأولاد حولنا يلاعبون الكلب قرب الغابة ......
- لا أستطيع ...هل أعود للنوم ... اشعر بثقلٍ في رأسي
- سعاد: هل تساعدني يا أحمد ... لننقله إلى العلية ... تعال حبيبي تعال
أمسكني أحمد فيما كنت أحاول التعلق بأي شيء ... لا .. شيء ما غير طبيعي بي .. تتثاقل عيناي ..يبدو أنه مستحكم بي .. هذا اللعين .. يتبع
التعليقات (0)