سعيدة لين سعيدة انا

اطالبها بان تكبر بسرعة اريدها ان تكبر ...وكانني اربد من المهمة ان تنتهي هي ايضا بسرعة ويطمئن قلبي ..تقول "لا اريد ان اكبر اريد ان ابقى صغيرة..
اسالها لماذا " لانني لا اريد ان افقدك عندما اكبر ستكبرين وبعدها ستموتين "..لم افكر باسلوبها ..لها دائما اسلوبها ولي دائما اسلوبي ..
"لن اموت اطمئني ..سأكبر وتهتمين بي كما اهتم انا بك اليوم.."
قلقة لبن ..تسال كثيرا عن الموت احدثها كثيرا عن الحياة ..اهرب لكنها لا تهرب ..لماذا يموت الانسان ؟؟
اسكت ,اصمت, افكر وادعوها للتسوق في المول فيسيل لعابها للفكرة ويخال الي انها نسيت الاسئلة ..تختار الملابس تجربها نتسوق تتسوق ولكنها لا تنسى " ماما هل يموت الصغار؟"
لا اريد حتى ان اسمع السؤال ..ولا لا لا اريد ان افكر بالسؤال ...ولا لا لا لا لا لا اريد ان ارد على السؤال ...ولكنها ابنتي اعرفها جيدا لن تكل ولن تمل قبل ان تسمع جوابا شافيا ..
"نعم يا ماما يموت الصغار ويموت الكبار ..في الصومال يموت الاطفال من الجوع ,وفي سوريا وليبيا يموت الكبار من الرصاص وفي لبنان يموت الناس من القهر المزمن والامراض الخبيثة والبئية المسرطنة.."
تسأل عن اطفال الصومال اشعر ان الجرعة اتت زائدة عليها فاطالبها فقط بان لا ترمي طعاما ولا تطلب طعام اكثر من طاقتها ربما بذلك تحافظ على حياة طفل صومالي...
فتسال عن لبنان والقهر المزمن
اسالها عن الحياة ؟؟هل هي مبسوطة سعيدة في حياتها ..تجيبني انها طبعا سعيدة فلقد سبحت مع الدولفين قبل ايام ..اقبلها تقبلني اعانقها تعانقني وتسالني وانت هل انت مبسوطة سعيدة ؟

اكيد يا ماما اكيد ان مبسوطة انا سعيدة جدا انا اسعد البشر امامي احلى البشر واطيب البشر واروع البشر ..
لكنها تعود وتسال عن القهر المزمن في لبنان..
اخبرها عن الكهرباء والماء والامن والسلاح والاحزاب والطوائف والمذاهب فتسألني مئة سؤال عن كل جواب ..
عذرا لينتي , لا احمل اجوبة على اسئلتك
اريدك ان تكبري تكبري بسرعة واريد من المهمة ان تنتهي تنتهي بسرعة فيطمئن قلبي ..
قلقة لين , قلقة انا ..سعيدة لين سعيدة انا ..ورغم كل شيء الحياة حلوة..