سعودية محجبة في سباق أولمبي

 سعودية محجبة في سباق أولمبي

مصعب المشرّف

13 أوغست 2016م

 كاريمان أو الجدائل

السعودية كاريمان أبو الجدائل (22 سنة) دخلت تاريخ الرياضة الأولمبية في بلادها ، بعد مشاركتها أمس الجمعة في التصفيات المؤهلة  لسباق المائة متر ؛ خلال فعاليات أولمبياد ريو الجارية حالياً.

خرجت السعودية كاريمان من التصفيات الأولية المؤهلة للمشاركة في السباق النهائي بعد أن جاءت في المركز الأخير .... ولكنها أثارت إعجاب الآلاف من العرب والأغلبية الكاسحة من المسلمين العاديين حول العالم.

وقد كان الملفت في مشاركة كاريمان هو إرتداؤها حجاب الرأس..... وملابس غطت جسدها عدا الوجه ، وكفتي اليدين.

ولكن ؛ لأن الممنوع دائما مرغوب ومثير للفضول والتمحيص . فقد رصدت الصحف الغربية وكاميراتها الدقيقة أن إرتجاج وتوتر جسد الفتاة وحركته لم تكن بخافية تحت البنطلون الضيق . وبما ينفي الحكمة من إرتداء ملابس رياضية ملتصقة باللحم .

 كذلك فقد ارتفع أثناء السباق جزء من القميص عند الجانب الإيسر من خصر كاريمان . وهو ما أدى إلى تعري وإنكشاف صريح لجزء من هذا الخصر ؛ وفق ما توضحه الصورة أعلاه (لاحظ السهم في منطقة الخصر الأيسر).

ومن المتوقع إذن أن تثير تلك الملاحظات التي ركزت عليها الصحافة الغربية لجهة جدوى إرتداء ملابس (إسلامية) تغطي الجسم ؛ من المتوقع أن تثير جدلاً إسلامياً  بإعادة النظر في التصميم المناسب . وبما يمكـن أن نطلق عليه رداء إسلامي ساتر لجسد المرأة . بما يمكنها من ممارسة الأنشطة الرياضية في ساحات عالمية مفتوحة أمام الكاميرات الدقيقة ، وسط جمهور مختلط من الذكور والإناث.

على أية حال فإنه وعلى الرغم من كل ما سيق من إنتقادات غربية لجدوى إرتداء ملابس (إسلامية) في المنافسات الرياضية العالمية . فإن منظر السعودية كاريمان أفضل ومستور بكثير ؛ مقارنة بغيرها من المتسابقات وفق ما توثقه الصورة أعلاه.

وفي كل الأحوال أخشى أن قصارى ما سيبذله العرب والمسلمون من جهد التفكير العقلي حيال هذا الأمر ؛ سيتلخص في الإسراع بـ " تحريم " مشاركة المرأة في ألعاب القوى . على إعتبار أن توتر عضلات الجسد وترجرج وتدافع اللحم فيهن يقف حجر عثرة أمام المسلك الخاص بستر الجسد وإتقاء الفتنة...

ولكن ربما يكون من الأفضل اليوم أن تستشير  ( العقول ) العربية والاسلامية الذكية ... تستشير بيوتات خبرة " أجنبية " في مجال تصميم الأزياء النسائية (الإسلامية) الخاصة بالأنشطة الرياضية .  

والجدير بالذكر أن هناك فتاوى سابقة قديمة مضت عليها سنوات طويلة . نصت على تحريم مشاركة المرأة في ألعاب يشاهدها الرجال . وأن تقتصر الممارسة الرياضية والمنافسات على النساء وحدهن داخل صالات مغلقة بإحكام.

واقع الأمر فإن مشاركة السعودية كاريمان في الأولمبياد لم تكن الأولى . فقد سبقتها مواطنتها سارة العطار بالمشاركة في ألعاب أولمبياد لندن التي أقيميت عام 2012م ، وكان عمرها آنذاك 19 سنة.

كذلك فإن كاريمان ليست هي الوحيدة من السعودية التي تشارك في أولمبياد ريو 2016م . وإنما جاءت معها ثلاث متسابقات أخريات.