روت صاحبة أول مخالفة مرورية في السعودية لـ"العربية.نت" التفاصيل المثيرة لقيادتها لسيارة زوجها يوم الجمعة 17-6-2011 في شوارع الرياض، وذلك ضمن حملة "سأقود سيارتي بنفسي" التي قامت ناشطات سعوديات بتبنيها من خلال صفحة على "فيسبوك"، واكبها نشر لتفاصيل أحداث الحملة على "تويتر".
تقول مها القحطاني: "قدت السيارة برفقة زوجي عند الساعة العاشرة صباحاً في طريق الملك فهد، ومن ثم طريق العليا العام. كنت حينها أريد تفقد شوارع الرياض، هل بالفعل توجد نساء يقدن سياراتهن أم لا. مررت بخمس سيارات للشرطة، ولم ينتبهوا لنا وعدنا إلى المنزل".
وتكمل: "فور وصولي إلى منزلي، أرسلت رسالة عبر "تويتر" قلت فيها إنني قدت السيارة ولم يتم توقيفي، ورأيت تجاوباً كبيرا من الأعضاء، فذهبت مرة أخرى في الساعة الخامسة عصراً برفقة زوجي والإعلامية السعودية لبنى الحسون ومراسل ومصوِّر من مجلة التايم الأمريكية لتغطية رحلتي والكتابة عنها".
وتتابع القحطاني: "عند التفافي لأعود إلى نفس الشارع قرب مركز الفيصلية، رآني رجل مرور، وأرغمني على توقيف السيارة جانباً، ثم طلب من زوجي النزول بعد إغلاق أبواب السيارة وأخذ مفتاحها".
وتصف القحطاني، العاملة في المكتب الإشرافي بوزارة التربية والتعليم، حالتها بعد إيقاف سيارتها: "كنت قلقة نوعاً ما ولكني لم أكن خائفة، حيث كنت واضعة احتمال سجني في الاعتبار، إذ أخذت معي ملابس إضافية وسجادة للصلاة".
وتشرح: "سألني رجل المرور فيما بعد عن سبب قيادتي فقلت له إنه من حقي أن أقود سيارة"، وطلبت منه أن يطلعني على ما يُثبت منعي من قيادة السيارة.
وتؤكد القحطاني أن رجل المرور كان متعاوناً معها للغاية، وأعطاها - فقط - مخالفة "عدم حيازة رخصة قيادة سعودية"، وذلك بعد اطلاعه على استمارة السيارة ورخصة قيادتي الدولية. وتضيف: "تجمعت حولنا تقريباً 7 سيارات، من بينها سيارتان للشرطة المدنية.
تعاون رجل المرور
وأوضحت أنه تم استدعاء زوجها مساء السبت 18-6-2011 إلى مركز الشرطة لإغلاق ملف القضية، وطلبوا منه الاعتذار والتوقيع على تعهد بعدم قيادتي للسيارة مرة أخرى.
وتقول إن الهدف من تصوير مخالفة السيارة ونشرها عبر الإنترنت هو إيصال الرسالة إلى العالم بأنه بالفعل تم إيقاف سيدة سعودية لعدم حملها لرخصة سعودية، وليس لقيادتها للسيارة.
وأكدت القحطاني لـ "العربية.نت" أن قيادتها للسيارة جاء تشجيعا للسعوديات، ولكسر حاجز خوفهن من إثبات حقهن بالقيادة، وأنها لاقت دعماً كبيراً من أهلها.
وتتابع: "أرغب في قيادة السيارة لقضاء احتياجاتي واحتياجات أطفالي، يتضمن ذلك ذهابي إلى العمل وتوصيل أطفالي إلى المدارس، عند انشغال زوجي".
وتؤكد القحطاني أن غياب زوجها وعدم تمكنها من قيادة السيارة يجعلها تعاني، لعدم ثقتها بسائق أجنبي غريب عنها وعن أولادها، ناهيك عن سكنه في المنزل، الأمر الذي قد يخلف مشاكل اجتماعية متعددة.
وتفيد القحطاني أنها تلك رخصة أمريكية منتهية الصلاحية، ورخصة دولية من المكتب السياحي (يمنع استخدامها داخل المملكة ومدة صلاحيتها 3 أشهر)، وكانت تقود السيارة في أمريكا وفي الطرق السريعة خارج الرياض، وطريق مكة السريع أيضاً.
سعوديات يروين تجاربهن في قيادة السيارة
من جهة ثانية، روت سعوديات لـ"العربية.نت" عن تجاربهن في قيادة السيارة في مناطق مختلفة بالمملكة مؤخراً.
ففي يوم الجمعة 17-6-2011، قادت ريم عبد العزيز، وهي متدرِّبة في مستشفى الحرس الوطني بالرياض، سيارة برفقة أخيها في تجربة تكللت بالنجاح من دون مواجهة مشاكل من قِبَل رجال الأمن.
وعن تجربتها، تقول عبد العزيز لـ"العربية.نت": "قدت سيارتي برفقة أخي في حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء أمس في الطريق الفرعي من شارع الملك عبد الله لمدة 15 دقيقة حيث كنا في طريقنا للرجوع إلى المنزل، وتُعتبر أول تجربة لي بقيادة السيارة واعتبرتها إنجازا".
وتعتبر عبد العزيز أنه من حقها ومن حق جميع السعوديات بالمملكة قيادة السيارات لتلبية احتياجاتهن وسير حياتهن اليومية.
10 سنوات دون مشاكل
من جهتها، تشير الناشطة الحقوقية سمر بدوي، إلى أنها تقود سيارة زوجها منذ 10 سنوات في مدينة جدَّة دون توقيفها من قِبَل الشرطة. أما عن حالة الشوارع يوم الجمعة، والذي شهد حملة "سأقود سيارتي بنفسي"، فتقول بدوي إنها "كانت طبيعية مثل سائر الأيام".
وتشرح: "ذهبت الجمعة إلى صيدلية في شارع الحمراء لاحتياجي لدواء معيَّن، وكانت الساعة الثالثة والنصف بعد العصر ولم أتعرض للتوقيف، بل رأيت أن رجال الأمن والمجتمع كافة متقبلون لفكرة قيادة النساء للسيارات، وهذا أمر رائع".
وتؤكد أنها، منذ البداية، تقود السيارة في الشوارع الفرعية لقضاء الاحتياجات الضرورية قبل أن تنطلق في الشوارع الرئيسية.
وترى بدوي أن قيادة النساء للسيارات بادرة جيدة، وتُعلق على موضوع تحرير مرور الرياض مخالفة مرورية ضد مها القحطاني لقيادتها السيارة من دون رخصة بالقول: "أعتبرها شيئاً مفرحاً. الرجال قد يتضايقون عند تغريمهم لمخالفة عدم حيازتهم لرخصة قيادة، ولكن هذه الخطوة أثبتت عدم وجود نص أو نظام يمنع المرأة من قيادة السيارة، وأنه أمر مسموح به".
عدم وجود "استنفار أمني"
كذلك تعتبر نجلاء حريري، وهي ربَّة منزل وأم لخمسة أطفال، أن قيادة المرأة للسيارة حق أولاً وحاجة ثانياً، وتُشدِّد أنه من حق المرأة السعودية التنقل في شوارع السعودية كنظيرها الرجل.
وتقول حريري، والتي قادت سيارتها مساء السبت 18-6-2011، لـ"العربية.نت": "كنت في طريقي برفقة أطفالي إلى منزل أهلي ورآني رجل أمن بدورية المرور أثناء قيادتي لكنه لم يلحق بي، ثم عدت إلى منزلي بعد الزيارة. استغرقت فترة قيادتي 45 دقيقة تقريبا".
وتنفي حريري وجود "استنفار أمني" مؤكدة أنها لم تتعرض للتوقيف أو المضايقة، كما لم تلاحظ وجود دوريات مرور زائدة عن المعتاد في مدينة جدَّة.
وسبق أن قادت حريري السيارة مرتين، وتحديداً في شارعي فلسطين والأندلس وطريق المدينة الرئيسي.
أما ابنتها داليا كتوعة التي تبلغ من العمر 26 عاماً، وهي مختصة في إدارة الأزمات في إحدى شركات جدَّة، فسبقت الحملة بقيادة سيارتها يوم الخميس في شارع فلسطين وطريق الكورنيش عند الظهيرة لمدة 10 دقائق.
وتقول الابنة: "شعرت بسعادة كبيرة لكوني جزء من التغيير وتطوير المجتمع وأتمنى استمرار النساء في قيادة السيارات".
التعليقات (0)