لا يمكن بأي حال من الأحوال في زمن الكشف، أن نتغافل عن وجود المثليين والمثليات بيننا، حتى لو لم يكونوا ظاهرين للعيان ويمارسوا أدوارهم في الخفاء. وعدم ظهورهم هذا ليس لأنهم لا يرغبون في ذلك، ولكنهم يعون جيدا أن المجتمع لن يتقبلهم ولن يفتح أي باب للحوار معهم ولن يغفر لهم فعلتهم.
ولكن هذا المجتمع الذي لا يغفر، يتجاهل تماما مثل هذه القضية، وكأن هؤلاء الشواذ لا ينتمون إليه. فعلى المستوى الشعبي لا يجرؤ أحد الدخول في أحاديث من هذا النوع ولو حدث ذلك لأقفل الحديث قبل أن يبدأ بعبارات «أعوذ بالله». وعلى مستوى الخطاب الإعلامي، تغيب هذه القضية تماما، وتدار لها الظهور، رغم أهميتها وأهمية الوقوف عليها ودراسة أسبابها وعلاجها قبل أن تصبح ظاهرة، إن لم تكن كذلك.
والحقيقة التي تؤكدها طالبات جامعيات يقمن في الإسكان الجامعي للبنات، تقول أن نسبة المثليات في مثل هذه التجمعات تصل إلى 50 % وربما أكثر، لكن البنات اللائي يعرفن مثل هذه الأمور لا يستطعن البوح بها لأقاربهن خشية أن يحشرن في هذه الخانة أو يحرمن من فرصتهن في الدارسة من قبل ذويهن الذين سيرفضون بقاءهن في مقر سكني تدور بين جدرانه مثل هذه الممارسات.
القضية ليست هنا، ليست في وجود المثليات، ولكنها في تنامي أعدادهن وارتباطهن بمواقع إلكترونية وجمعيات عالمية على شبكة الإنترنت، وهي كذلك في تأثيرهن على الأجيال الصغيرة واتساع رقعة الباحثات عن الحب المبكر حتى لو كان ذلك عن طريق الشذوذ، خصوصا أن مجتمع البنات المغلق والسري يصعب اختراقه من قبل أي فئة أخرى، ويبدو أن هذا أحد أهم الأسباب التي تفتح الأبواب لمثل الممارسات الشيطانية.
نحتاج إلى الاعتراف بالمشكلة أولا، ثم مواجهتها بجملة من الحلول، ففي بعض الدول هناك حملات أمنية لمكافحة المثلية، وحاجتنا هنا إلى حملة إعلامية لتذكير الفيتات بطبيعتهن وفطرتهن السليمة، حملة تغرس الحب في قلوبهن لكل من حولهن ولا تحصره في الحب الشهواني، حملة تجرم الشذوذ وترتقي بالإنوثة، حملة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يتحول المرض إلى طبيعة تفرضها الجدارن والألسن الصامتة.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100504/Con20100504348302.htm
التعليقات (0)