من عادة الطغاة أنهم لايمانعون بتجويع شعوبهم من أجل بناء جيوشهم الضخمة التي يباهون بها الأمم وشعوبهم لاتجد ما تأكله..والأمثلة على ذلك كثيرة..الأتحاد السوفياتي ومعه معظم بلدان أوربا الشرقيا سابق..الصين،كوريا الشمالية،العراق أيام البعث،ايران،كوبا....الخ.
كل هذه البلدان كانت تخصص معظم ميزانياتها للأنفاق العسكري فيما تهمل كعادتها التعليم والصحة والبنى التحتية..
وكما أن العقيد الليبي يختار دائما الشذوذ عن الأمور الشائعة فهو قد قرر أن يشذ عن هذه القاعدة ولكن جزئيا على ما يبدو..
فمنذ اليوم الأول للثورة في ليبيا والكل يتحدث عن الفقر والبؤس الذي يعيشه الليبيين في ظل الجماهيرية وخاصة في شرق البلاد رغم المدخولات الضخمة التي تحققها الدولة "أو قل النظام" من عائدات النفط الليبي..
فلا بنى تحتية في ليبيا ولاحتى مؤسسات صحية محترمة وتتزايد التقارير الآتية من خلف الأسوار عن الفقراء وسوء النظام التعليمي..
ولغاية الآن لاجديد في الأمر..نظام قمعي يسرق قوت الشعب لينفقه في مجالات أخرى...
والسؤال أي مجالات؟؟
لقد تفاجأت بتقرير لقناة العربية وآخر لهيئة الإذاعة البريطانية عن الجيش الليبي تناول تشكيلات الجيش وأعداده وتسليحه...وعن مدى تخلفه(من ناحية المعدات وحتى التدريب)..
فليبيا لازالت لغاية اليوم تعتمد على دبابات ال تي54 ، تي55 ،تي 62 وعدد من دبابات تي 72 (تشكيل واحد مخصص لحماية القذافي وباب العزيزية) وهي كلها أليات أحالتها كثير من الجيوش على التقاعد كما أن معظم هذه الدبابات عاطل عن العمل(700 صالحة للعمل فقط من أصل مايزيد عن 2000دبابة)..
وحال سلاح الجو الليبي لايختلف عن حال القوة البرية..فالطائرات من طرازات ميغ21 و 23 وحوالي عشرة طائرات ميراج أعتراضية وثلاث طائرات سوخوي 24وعدد آخر من الطائرات المماثلة أو الأكثر قدما...طائرات أنتهت أعمارها الأفتراضية قبل أن تنتهي صلاحية العقيد حتى...
وبالطبع لايختلف سلاح البحرية عن صنوف الجيش الأخرى...(يمكن الرجوع للصفحة الأنكليزية من الويكيبيديا للمزيد من التفاصيل حول تسليح الجيش الليبي)
إذن أين أنفق القذافي ثروة ليبيا التي قدرتها مصادر لموقع دويتشة فيلة بثلاث ترليونات دولار جنتها ليبيا منذ 1969 وحتى الآن من بيع النفط؟؟
أي بمعدل 75 مليار دولار سنويا لبلد يقدر عدد سكانه بستة ملايين نسمة فقط...
فهو لم يمتلك الثقة حتى بجيشه ليقوم بتسليحه بأسلحة حديثة حتى..
وقد كشفت العمليات العسكرية لقوات التحالف ضعف وقدم أسلحة القذافي...فحتى المدفعية المضادة للطائرات والتي أستخدمها نظام صدام بكثرة ليوحي أنه يمتلك دفاعات أرضية رغم أنها غير فعالة ولاقيمة لها مع الطائرات الحديثة..حتى هذه المدافع لم نراها تطلق النار إلا مرات قليلة في سماء طرابلس...أما عن صواريخ الدفاع الجوي والتي أستولى عليها الثوار في بنغازي فقد علاها الصدأ حتى..
إذن أين ذهبت الأموال الليبية؟؟
أين ذهبت عائدات النفط؟؟
هل ذهبت تلك المبالغ الطائلة الى جيوب قادة التنظيمات الأرهابية كالجيش الجمهوري الآيرلندي والألوية الحمراء وعصابات كارلوس وأبو نضال؟؟
هل ذهبت الى جيوب أمراء الحروب من متمردي الدول الأفريقية (وما أكثرهم) الذين كان الأخ القائد يشتري ولائهم ويمولهم بالأسلحة اللازمة لخوض حروبهم؟؟
ما الذي جنته وستجنيه ليبيا من تمويل مثل هذه التنظيمات بالأساس؟؟
لقد درجت الأتحاد السوفياتي والمخابرات الأمريكية على تمويل فصائل مسلحة في بلدان العالم الثالث من أجل ضمان عدم أنحيازها للمعسكر الآخر..وفي النهاية لم يؤد هذا التمويل إلا الى أنهاك الإتحاد السوفياتي أقتصاديا وهو مافاقم من مشاكله ما أدى بالنهاية الى تفككه وتضاؤل دور جمهورياته التي تتسابق اليوم للحاق بالركب الرأسمالي؟؟
فهل كان القذافي يخطط ياترى لشغل مكان الإتحاد السوفياتي في القارة السمراء؟؟
وما الذي سيجنيه من ذلك؟؟
هل ستحوله كتائب متمردين هنا أو هناك الى قوة عظمى؟؟
هل يستحق لقب ملك ملوك أفريقيا كل هذه الأموال؟؟
و...عذرا سيدي ملك الملوك ولكن لو قرر الليبيون بيعك وتحويل الثمن الى ميزانية بلدهم فهل سيستردون ولو عشر ما دفعته لهذا اللقب؟؟
الأخ قائد الثورة..ربما أعطاك الأفارقة لقب ملك ملوكهم بعد أن دفعت لهم أموالا طائلة..ولكنني واثق أنهم في سريرتهم كانوا يروك مجنون المجانين والمختل الأول في أفريقيا..
التعليقات (0)