سعاد والخريف - الجزء الرابع عشر
ما أن ألقيتُ رأسي على الوِسادة حتى غرقتُ في نومٍ عميق..استيقظتُ منه فيما كان السكون يعم الكوخ والظلام يخيم على المكان إلا من بصيص نور يدخل من النافذة ... كانت سعاد نائمة بجانبي تتوسد بعض من الثياب وتلتحف بمعطفٍ شتوي فيما كان الكيس المعلق لا يزال موصولاً بيدي عن طريق الإبرة التي نزعتها برفقٍ ووضعتها جانباً عني، وعدتُ أنظر إليها من جديد وهي غارقة في نومها ...
كان الوقتُ ليلاً ويقترب حثيثاً من الفجر عندما بدأت أفكر بالنزول من العلية إلى باحة الكوخ الخشبي... لم ارى بي ما يستدعي القلق ..كان ذهني صافياً رائقاً كالماء الزلال وأشعر بأنني استطيع حمل الجبال ... كان الهواء المتسرب إليَّ من النافذة المفتوحة يحملُ معه عبق الصنوبر البري وعبير الحشائش والغابات وقد بدأتُ في ارتداء قميصي عندما رأيتها تتململ في نومها وتتقلب في فراشها، فلم أرد إصدار ضجيج من شأنه إيقاظها ..
أخذتُ حذائي إلى صدري وانسدلتُ رويداً وأنا أهبط سلم العلية درجة فأخرى وعندما اصبحتُ في الباحة أدرتُ نور الحمام الصغير ليُنير لي بضوئه باحة الكوخ فأرتديتُ عندها حذائي ... وشعرتُ بعدها أنني متمكنٌ من نفسي وقادراً على السير بثقة أكبر.
وما أن خرجتُ من بابِ الكوخ حتى رأيتُ الكلب الأبيض قابعاً أمام بيته وهو ينظر إليَّ .. تقدمتُ نحوه بخطى وئيدة ألآعب رأسه بيدي فيما بدا لي مطيعاً وودوداً وما أن بدأت بالمسير تُجاه شاطئ البحيرة حتى بدأ يسير خلفي متتبعاً خطواتي ... آهـ .. ما اجمله من منظر ...كان الفجر ورائي أراه على بُعدٍ مني تتشققُ عنه السموات ليبدو في ناظري كزرار الورد الذي بدأت وريقاته تفتح في خجل وكأنها عذراء في خدرها حياء.. وكنت أعتمدُ في سيري على ضوء القمر المنعكس على وجه البحيرة، والظلام منسدلاً بين الأشجار لكنه بدا في السماء يخبو ويتلاشى كالضباب المنقشع الخاضع أمام أشعة الشمس...
وقريباً من الشاطئ إخترت لجلوسي صخرة بدت لي صالحة للجلوس عليها فيما جلس تابعي الجديد قرب قدمي ينظر إلى الماء بفضول، أخرجت من جيبي علبة التبغ وأشعلت لفافة منها بينما كان الكلب يتابع في شغف ما اقوم به وما أن رأى لهيب النار قرب وجهي حتى أصدر صوتا وكأنه يحذرني منها لكن حركة المياه الخفيفة شغلته عن مراقبتي ومتابعة ما أفعله وشدتني إليها بالتالي وكانت هذه المرة الأولى التي اقوم بها بزيارة لهذه البحيرة الضخمة القريبة من الكوخ ليلاً فالسويد لديها مخزون مائي ضخم عبارة عن حوالي عشرة آلاف بحيرة عذبة صالحة للشرب وتعتبر هذه التي أسكن قربها من اصغر البحيرات الموجودة مع أنها تعتبر بالنسبة لما أراه شاسعة المساحة... سرني أنني أستعدت قدرتي على التفكير والتأمل في ما أراه وعرفت بأنني اصبحت بذلك خارج منطقة المرض الذي أصابني والذي لا اعلم ما هو حتى الآن ...إبتدأت العصافير بالزقزقة وهي خارجة من أعشاشها فيما لمحت الكلب وهو يهمهم بعدما عدا أرنب صغير بجانبه يبدو أنه كان متوجهاً لشرب بعض الماء من البحيرة حينما لا حظ وجودنا.. إبتدأت الحياة تدب في أوصال الغابة من حولنا وبدأت سمفونية الصباح تعزف على أوتار الأشعة الذهبية وكأنها تودع الفجر الراحل ممتطياً عتمة الليل وسكون الظلام
- سعاد: لما... فعلت هذا بي؟
فوجئت بها خلفي وكان وجهها الشاحب يعلن بوضوح عما اعتراها من الخوف أو الرعب لا ادري لكنها بدت وكأنها فقدت شيئاً ما عزيز وبأنها جاهدت لإسترجاعه ....
- صباح الخير اجلسي معنا ... تعالي سعاد
- سعاد: لا يجدر بك مغادرة الفراش أنت... أنت مازلت تصارع المرض
- نعم وقد غلبته في الجولة الأخيرة ... ألآ ترين أنني بخير يا سعاد... هل تعلمين ..أظنه صباح الأمس عندما رأيت نفسي في المرآة ..لم أعرف أنني اصبت بالهزال ... سعاد (بصوت حازم) منذ متى أنا مريض؟
- سعاد: لكنك مازلت مريضاً ... أنا طبيبة وأعلم عما أتحدث عنه..
- أجيبي يا سعاد ..كم يوم
- سعاد: كثير ... لا... لا أدري ....لا اذكر.. وكأنه الأمس .. أو.. أول من أمس لا أعلم .. لم أعد الأيام ..لماذا تسأل؟
- لماذا تخبئين عني؟ ماذا حصل معي؟
- سعاد: صدقني لم اعد اذكر متى ... (وهي تجلس قربي) إتصل بي أحمد .. كان مساء أحد الأيام أخبرني بأنه قد عثر عليك في العلية التي تنام بها وأنك متدثر بغطائك وتشعر بالحمى والبرد الشديد تنام كالطفل الوليد بينما العرق يملئ جبهتك ويتقاطرُ من رأسكِ وأخبرني بأنه خائف عليك ولا يعلم كيف يتصرف ...هذا كل شيء
- وماذا حصل بعدها ؟... أخبريني بالتفاصيل
- سعاد: لا شيء.. طلبت منه القدوم إليَّ لأكشفُ عليك وهذا ما حصل .. نعم
- ولما أنتِ مرتبكة ... ماذا جرى يا سعاد ماذا تخبئين عني؟ ... أنا لا أحبُ أن يخبئ عني أحداً أي امر مهما كان الأمر صغير
- سعاد: تفاصيل صغيرة ليست بذي بال .. لماذا تريد إتعاب نفسك بها؟ ما حصل قد حصل وانتهى ... أنت تبدو أفضل اليوم وهذا ما يهمني
- إذن هناك شيء ما لا تريدي إخباري به ... حسناً أنت وما تشائين ...
- سعاد: كيف ؟ ماذا تعني ... لا ..لا شيء مهم هناك
- كيف لا شيء مهم ... لماذا قام سمير بضربكِ إذن؟
- سعاد: هو لم يقصد.. اقصد .....
- أكملي لماذا قام سمير بضربكِ يا سعاد؟ ... انا لا أحب أن تخفي عني أي أمر ... هل فهمتي؟
- سعاد: أرجوك ... حبيبي ... أنت مريض و....
- سعاد .... حسناً إذن لا اريد منك شيء ... لا اريد أن تقولي لي أي أمر ...أتركيني لو سمحتِ
- سعاد: لا ارجوك ...لا تعاملني هكذا ... ساقول لك كل شيء .. كل شيء
- أنا أرجوك يا سعاد ...أنا لم أعد مهتماً للأمر ...أود لو انني أرتاح قليلاً هنا بهدؤ .. لو سمحتِ
- سعاد: حبيبي سأخبرك بكل شيء ...(تبكي) لكن ماذا ستستفيد من هذا ...أنا لا أريدكُ أن تشعر بالشفقةِ عليَّ لا اكثر (وهي تخفي وجهها بيديها)
- لماذا أشعر بالشفقة عليك يا سعاد... هل ضربك سمير يومها ؟
- سعاد: حسناً ..سأقولُ لك .. لكن لا تغضبَ مني .. هه.. (اشرت لها بأن تكمل الحديث) إتصل بي أحمد يُخبرني أنه ذهبَ لمقابلة سمير وأنه تشاجرَ معه وبأنه خائفٌ مِن أن يتصرف سمير بعُنف معي...لكني أوهمتهُ أن سمير قد كلمني في الهاتف سابقاً قبل مكالمته لي وبأننا أنهينا الموضوع .. وما أن أغلقتُ الهاتف حتى فوجئتُ بسمير وهو يقفُ وراء ظهري لم اشعر بقدومه ..أخذ يشدني من شعري ويقوم بضربي وينعتني بالفاظ ... (تنتحب وتعود للبكاء) ....فيما كانت ليزا تدفعهُ عني وتصرخَ به أن يتوقف...لكنه لم يتوقفَ حتى شاهد ابنه الصغير وهو يقف عند الباب ...رآه عند باب غرفتي يصرخُ ويبكي وهو خائف... امضيتُ ليلتي في البكاءِ والدموع فيما عادت إليَّ ليزا بعدما أعادت صغيريها إلى النوم وظلت قُربي حتى تعبتُ وأُنهِكت عيناي مِنَ البُكاء فنمت... وفي الظهيرة جاءتني ليزا وهالها ما رأته .. كانَ وجهي مليئاً بالكدماتِ فغضبت وأقسمت أن لا تعودَ إليه وجلست قربي وهي تبكي وتضمُ رأسي إليها وأصرَّت على الإتصال بالشرطة لكنني نبهتها أن هذا الموقف الذي بدر من سمير هو شيء عادي في بلادنا وأنه بالتأكيد يشعر بفداحة ما بدر منه في ساعة الغضب تلك... لا ادري ليلتها إلى اين ذهب سمير فقد ظل كما قالت ليزا جالساً في الحديقة إلى ما بعد منتصف الليل لكنه إختفى فجأة عندما كانت تُجالسني ... وقالت أنها تعتقد بأنه ذهبَ للنومِ في المطعم
- نعم....! وماذا حصل بعد ذلك...
- سعاد: في اليوم التالي إتصل سمير بليزا من المطعم وقال لها أنه تعبٌ.. ولا يعرف كيف سيتصرف وبأنه حزين ويتألم لما حصل فطلبت منه ليزا العودة إلى المنزل ... لكنه قالَ لها بأنهُ لا يريدُ رؤيتي بهذه الحال وأنه كرِه نفسه مما اقترفت يداه، لكن ليزا طمأنته وقالت له بأني سألت عنه وبأنني قد غفرتُ له ما بدرَ منه لكنها طلبت منه أن يعتذر مني على ما فعل وبأن لا يعود إلى تكراره وإلا فإنها ستُغادرُ المنزل مع الأطفال... عاد سمير إلى المنزل كعادته في كل ليلة بعد أن انهى عمله كالمعتاد ... ودخل إلى غرفتي وكانت ليزا ترافقه فيما كنتُ جالسة امام نافذة الغرفة أبكي وفي يدي الهاتف.. بعد أن جاءني من أحمد الإتصال الذي أخبرتك عنه...قبّل رأسي وأمسك بيدي يريد تقبيلها فحضنته فيما كان يبكي كالأطفال على صدري وهو يعتذر مني ويلعن شيطانه وعندها أخبرته بالأمر... أمر الإتصال الذي جاءني من أحمد .... لكنه اقسمَ أمامي أنّ لا يدَ لهُ بما حصل معكَ ... فإستغربت الأمر ... ولِما يقول ذلك .. سألته لماذا تقول هذا؟... فأخبرني أنه وبعد أن ترك المنزل ذهب إلى المطعم ..نام هناك ومارس عمله خلال النهار لكنهُ بعض ظهر اليوم ركب سيارته متوجهاً إلى الكوخ يريد التحدثَ معكَ وإيجاد وسيلة لرأب الصدع الذي حصل بيني وبينه وظنَّ أنك المشكلة في هذا الأمر وبأنك.... المهم ظلَّ يطرقُ باب الكوخ فلم يُجبه أحد في البداية وأخذ يطرق بقوة وعندما سمعَ صوت من الداخل أصابه شيء من الخوف ومن أن يكون قد أخطئ في عنوان الكوخ أو أن يكون قد أصابكَ أمرٌ ما فيُتهَم به ...وأقسم لي بأنه لا عِلمَ لهُ بأي شيء، كانَ لا بد لي من أن أخبرهُ بأنني أحبكَ كما ليزا تُحبه وتخاف عليه وبأنك رفضتني فيما عرضتَ عليَّ الزواج (وأخذت بالبكاء بحرارة) ... فقال لي ...هل تظنينهُ سيتزوجكِ ...فقلت له هو ما جاء وأحمد إلى المطعم إلآ لأجلِ ذلك... و..وأقسمتُ له أنني لم اتفق معهما ولم يخبرني أحد بأنه قادم إليك... لكنني رجوته أن يقلّني إلى الكوخ حيث أنك مريض وأنك بحاجة إلى الرعاية ... فأخبر ليزا بالأمر فقالت له ...لما لا تدعهما ... هل تظن أن أختك صغيرة هي طبيبة ومسؤولة عن تصرفاتها وليست مسؤولة منك... فقال حسناً أنا إنتظرك في السيارة ... أخذت بعض الأشياء من العيادة المنزلية فيما كان سمير ينتظرني لِنجِدَ أحمد في إنتظارنا وأظنه كان يتكلم مع شقيقك مصطفى في الأمر ويطلعه على ما وجدك عليه وما أن رآني حتى قال له لقد وصل الطبيب سأكلمك بعد أن تكشِفَ عليه لأطمئنك، كنتَ في حالة يرثى لها... لليلتين وأنتَ على هذه الحالة من التعرّق والبرد الذي اصابك جراء الحُمّى... كان ينقِصُك الكثيرَ من السوائلِ ودونها الموت لا غير فطلبت من أحمد وسمير الإهتمام بأمر تدبير الكلوكوز والسرنجة وبعض الأدوية التي رأيتُ أنها ضرورية بعدما قمتُ بالكشفِ عليكَ وبقيتُ معكَ مُنذ ذلكَ الوقت... إتصل بي سمير بعد حوالي ساعة قائلاً بأن ما اريده لن يستطيع توفيره إلآ في صباح اليوم التالي وسألني إن كنت استطيع تدبير أموري لهذه الليلة في رعايتك وطِبابتك... لكن مجيئ أحمد وبيده ما أريد أنقذ الموقف ..ساعدني ليلتها أحمد في دق مسمار أعلى السقف لتعليقِ الأكياس عليها واخبرني أنه سيعود في اليوم التالي بباقي الأدوية والأشياء التي طلبتها منه وبقيتُ أنا وأنت ... جلستُ قربكَ وعيناي تدمعان ... وأنا أتذكرُ أحمد وهو يتغافل عن سؤالي والنظر إلى وجهي ... لكنني مع كل هذا لم اهتم سوى برؤيتك ...في صباح اليوم التالي وبينما أنا اقوم بتنظيفكَ ومسح جسمك بالكحول والماء سمِعتُ صوت كلب في الفناء وإذ هو سمير بيده بعضَ الأكياس .. قبلني وسألني عن حالك فأخبرته بما أنتَ عليه وأنه يلزمك بعض الوقت للشفاءِ ليس إلآ ... فقال أنه اشترى هذا الكلب ليكون حارساً لي فيما أنا هنا إذ أنه يخاف عليَّ مما يمكن أن يحصل في الليل فالغابة تخيفه ... وأخذ يعتذر مني مرة اخرى ... قمت بأعداد القهوة حينما رأيت سيارة أحمد قادمة بإتجاهنا وتمنيت على سمير أن يقوم بإصلاح ما بينهما من شقاق ... فوعدني بذلك، كما تلقيت بعض أكياس المحلول ذلك الصباح والعديد من الأطعمة الصحية وغيرها من زجاجات العصير وفيما كنت أنقلها وأحمد إلى داخل الكوخ أرتطمت رجلي بالكرسي فوقع مني احد الأكياس التي كانت تحتوي على العصائر وأظن أن هذا الصوت كان سبباً في إيقاظك من السبات الذي كنت به وسرعان ما سمعت صوتك منادياً ... فما كان من أحمد إلآ أن ردّ عليك يطمئنك وجرى بيني وبينك ما ظننتهُ أنتَ حُلماً، وبعدها مرّ يومين ثلاثة لا اذكُر ولكن عندما رأى أحمد أن حالتكَ لم تتحسن فضّل أن يُخبر أخاكَ بالأمر وبأنه خائفٌ عليك وخاصة أنك بقيتَ على حالتِكَ هذه لأكثر من إسبوع نعم أكثر ... كنتُ أُمضي الليالي بجانبك فيما هم في فناءِ الكوخ أخي وسمير لكن مجيئ أخاكَ أشعلَ ثورة مِنَ الغضب لأنه طلب من أحمد أن يقوم بإدخالك إلى المستشفى حيثُ انه لم يرى اي تقدم في صحتك فحاولت ان اشرحَ له أن الأمرَ لن يكون على غير ما هو هنا عليه ... فهنا أو في المستشفى سيكون الحال واحداً ... لإني مُتأكدة من أنه يعاني من أمرين الأول أعالجهُ بالأدوية والآخر يتطلب أن يعالجه بنفسه وأمضيتُ الكثير من الوقت معه فأجهدني كثيراً شرح الأمور له وحينما اقتنعَ بما اقول أخبره أحمد بما كان في نيتكَ وبما عزمتَ عليه الزواج لإصلاح ما وقع من خطأ (وهي تنظر إليَّ) فسألني إن كنتُ موافقة على هذا الأمر فأجبته بأنني أحبكَ واتمنى ذلك فما كان منه إلا أن ابتسمَ ووضعَ يده بيد أخي الذي استدعيته وقام بتزويجي إياكَ على نيتكَ الثابتة بشهادة احمد وسمير... فهل تعلم بأنك زوجي؟
- هذا أمر مهم وإن جاء متأخراً ... ولكن اعلميني ما الذي كنتِ تضعينه في شرابي أوطعامي؟ ...أخبريني ..أنا لن اغضب منك ... ولكن اصدقيني القول حتى أطمأن من جانبك
- سعاد: (وهي تبكي ....خائفة) كيف؟... أنا...حسناً وعدتكَ أن أكونَ صادقة معكَ ... نعم .. قبل الزواج كنتُ خائفة ... خائفة أن تستيقظ من نومكَ و.. ويراك اخي بصحة جيدة .. فيطلب مني المغادرة والعودة إلى المنزل معه... فأُحرمَ منكَ ... ارجو أن تتفهمني ... ولا تعتقد أنني كُنتُ أؤذيك لآ والله... أنتَ مهجتي وحبيبي... لا استطيع إيذائك لا تصدق .. لا ...هه ... بل .. هو خوفٌ من أن لا اراك .. أنا أمسح جبينك .. أنت طفلي حبيبي ... لم يكن اكثر من نصف حبة من المنوم ... اقسمُ بالله ...عند الصباح وفي المساء هذا كل ما في الأمر ... هل تصدقني (وهي تنظر إلى عيناي وتتفحص وجهي) نعم ليس إلا ... هل تريدني أن اريك العلبة ... انا ليلة الأمس ألقيتُ ما تبقى في المرحاض .. صباحَ الأمس شعرتُ بأنني قسوتُ عليكَ وتضايقتُ من رؤيتك وأنتَ تُحاول الجلوس تحتَ اشعة الشمس تُريد شُرب القهوة... آههههه لا ... لن تتصور مقدارَ الألم الذي أصابني وأنتَ تُحاول جَرّ الكلماتِ والحروفِ إلى لِسانك وفمِك فيما هُم ينتظرونَ ... شعرتُ بأنني عاهِرة ... نعم عاهِرةٌ لا تستَحِقُ الحياة ... سامحني يا حبيبي ... سامحني ..
- تعالِ قربي يا سعاد... تعالِ
لا أعلم ما الذي يدور حولي ولما ...لما سعاد متعلقة بي لهذه الدرجة ...؟ شيءٌ جميل أن يتعلق أمرء بآخر وأن يُحِبَ لكِنَ ما يجري هو مخيف بنظري، هل أستحق ما تقوم به؟ وها هي جالسة قربي تضع رأسها في حضني وبريق السعادة يشع من عينيها .....يتبع
التعليقات (0)