مواضيع اليوم

سعاد الجوهري

وردة الصحراء

2011-09-26 20:10:00

0

                                                     بسم الله الرحمن الرحيم

في جريدة صباحية اليوم عثرت على اختبار من باب الترفيه يتضمن 20 سؤال من بينهم: هل من بين أساتذتك من استحق يوما أن يكون قدوتك؟؟
أعجبني السؤال الذي دونت إجابته هنا بين هاته الصفحات علها تبقى ذكرى أعود إليها يوما.
...
لم تكن سيدة عادية في حياتي بل كانت قدوتي في أشياء كثيرة لا زلت أمتن لها بها في نفسي حتى الساعة.

سعاد الجوهري لم تكن الأستاذة الجامعية المميزة في مسيرتي العلمية فقط، فهناك غيرها وهن قليلات ولكنها استولت على حصة الأسد من الإعجاب في نفسي من بينهن..
كانت سنتي الأولى في الجامعة وفي أول يوم كانت محاضرتها لم أحبها وهالتني جديتها الزائدة إلى حد كبير، وربما قد يكون ذلك بسبب ما قيل لي عنها من أنها شريرة وقاسية وتتسبب في المشاكل للطلبة والمجازر "المجزرة بمعنى طرح الصفر ظلما" ووو.. أصابني الرعب منها حتى ندبت الحظ الذي جعلني ضمن "المجموعة" الوحيدة التي تدرسها في صفي. فبدأت كراهيتي لها. 
ولكن وبعد ذلك اكتشفت أنها بعيدة عن كل الحيف والظلم والغطرسة بل وعكس ذلك تماما.
كانت وهي تتحدث إلينا تخلل محاضراتها دائما بالنصائح والعبر لنا كطلبة جدد بل وكانت جملتها التاريخية بداية إعجابنا وفخرنا بها حيث كانت تعيد على أسماعنا كلما حانت الفرصة: "أنا أتحدث إليكم ليس كأستاذة ولكن كأم" بإنجليزية ذات لكنة مغربية مميزة تفتخر بها. جملتها التاريخية كانت مصدر إعجاب كبير بها حتى أصبح يخامرنا إحساس أنها أمنا فعلا رغم طابع الجدية العام خلال الدرس.
وإزداد إعجابي بما اكتشفته بنفسي عنها من صفات "كادت أن تصبح بها رسولا".
لم تكن أبدا كما قيل لي عنها، صارت مثلي الأعلى في الكلية طيلة السنوات الأربعة..
وربما تخصصها في السوسيولسانيات كان كاف أن يجعلها سعيدة بهذا المد والجزر من الطلبة ذوي البيئات اللغوية المختلفة وهي تتقرب إلينا وتجعل منا مجموعة متكاملة بوجودها العظيم.
.. لا أدري حقا إن كانت قبلنا وكما قيل لنا "شريرة" أو لم تكن ولكن كل ما أدركته حينها أنها أحاطت نفسها بهالة من الإحترام الفعلي جعلتنا جميعا نهلل لقدومها ولوجودها بين أساتذتنا كل سنة..تلك الجدية وتلك الملامح الصارمة حينا والودودة حينا آخر وذلك الحب الذي تزرعه في أنفسنا لذاتنا لبيئتنا للغتنا للكنتنا وإن تعلمنا الحديث بلغات العالم وتلك النفس المتصالحة مع ذاتها وهي تقول: "أترون ما أرتديه من ملابس هذه السنة إنها نفس ما ارتديته السنة الماضية!!"، كل ذلك وأكثر لم يكن أن تكونه سوى
الأستاذة سعاد الجوهري العظيمة.

 

 

 

 

 

 

 

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !