تعلو الأصوات ويقترب بشخصه وروحة المتأنية يدنو من مركز انبعاث الصدى يبحث عن سِر لم يكتشفه بعد، يقتربُ أكثر فيسمع أصواتاً متناقضة، وآراء مختلفة يؤيد أحدها حقيقة السر ويُنكر الآخر ما كُتب عنه ..
أحدهم يدعوه بالسر العظيم، السر القادر على تغيير مجرى الأمور الأمر الذي قد يحيلك غنياً من العدم أو عالماً من أدنى قاع في الجهل
كل هذا وأكثر، وكل ما يتطلبه توديعك لهاتين الصفتين حتى وإن اجتمعتا، هو معرفة السر..
ينطوي السر على قانون أوحد، سبر غوره يعني اكتمال المعرفة بحيثيات ذلك السر، إنه وكما يقال قانون الجذب..
تعريف قانون الجذب: يجذب المرء إلى حياته كل ما يكرس له انتباهه وطاقته وتركيزه سواء أكان ايجابيا أم سلبيا.. ويستدل على ذلك بأن كل ما يحدث في حياتك ، حتى و إن كنت تكرهه فإنك تجذبه.
هذا ما يخالُه عن حقيقة وماهية قانون الجذب، أن تحلم بأن تكون ثرياَ أمر جميل والأجمل أن تحقق ذلك الحلم ، بناء على خطط واستراتيجيات يتبناها السر. في منحى آخر يذكر في الحكمة الصينية "أن شابا ذهب لرجل كبير في السن سائلا إياه مفتاح النجاح فأحضر الرجل العجوز إناء به ماء فاستغرب الشاب وقال له العجوز أنظر إلى الإناء ماذا ترى؟ فنظر الشاب إلى الإناء وإذا بالعجوز يمسك برأس الشاب ويغمره في الماء فحاول الشاب المقاومة، فأقبض الرجل العجوز بقوه أكبر ولكن الشاب قاوم بشدة وأخرج رأسه من الماء فاستغرب الشاب من تصرف هذا العجوز فقال له العجوز هل رأيت مدى حاجتك للهواء فقال الشاب: نعم قال العجوز : هكذا النجاح لا بد أن تطلبه كطلبك للهواء".
في هذه الأثناء تختلف الرؤى بين قانونية الجذب وقوة احتياجات المرء وما يصاحبها من همم عالية لتحقيق رغبة الذات والعلو بالنفس وما تحتاجه لأعلى غايات الطلب وبين منكر لأمر وساع لتكفير فكر قوم، يبقى هو مُحتاراً في رغباته فأحدهم يحثه للمضي قُدماً والآخر يثنيه بدعوى أن الأمر فيه الكثير من الشِرك والزلل هذا ومازال هو في حيرة من أمره حتى لقاء به بإذن الله قريب.
وكما يقول أبو الطيب المتنبي:
إِذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرومِ
فَلا تَقْنَعْ بِما دُونَ النُّجومِ
التعليقات (0)