اهتم العالم كله دولاً وحكومات وفضائيات وإعلاماً وصحفاً وشعوباً بظهور اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية ليلقي بياناً في نصف دقيقة يعلن فيه قرار الرئيس مبارك بالتنحي عن رئاسة الجمهورية ونقل سلطاته إلى المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة ..
إلا أن طوائف كثيرة .. وقطاعات كبيرة ..وجماهير غفيرة شغلها بالتوازي ذلك الرجل الذي كان واقفاً خلف اللواء عمر سليمان أثناء بيان إعلان التنحي .. شغل تواجد هذا الرجل وتجهمه الشديد وعدم معرفة شخصيته اهتمامات غالبية الشعب خاصة من الشباب وعلى الأخص شغلت المتظاهرين وشباب الإنترنت والفيس بوك ..
ولأنهم لم يتعرفوا على شخصية هذا الواقف خلف عمر سليمان فأطلقوا عليه إسم (الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان) وصارت هذه التسمية مادة أساسية ومشتركة ورائجة جداً على الإنترنت ..ونسجت حول صاحبها عشرات الآلاف من التكهنات والانطباعات و التعليقات والتي لا تخلو أبداً من فكاهة وخفة دم المصريين حتى في عز الأزمة .. حتى وهم في قلب الأحداث الدامية لا تعدم أبداً لغاتهم المرحة المتفكهة لدرجة أنك تعتقد أن ثورة أخرى ربما تندلع في مصر بسبب (الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان) ..
وقد زاد الأمر إثارة وقوة عندما ظهر العقيد القذافي على الفضائيات وهو يلقي بيانا أو خطاباً وكانت تقف وراءه إحدى حارساته .. فانطلقت المواقع والتدوينات وصفحات الفيس بوك تتحدث عن تلك السيدة وأسموها (المرأة اللي ورا القذافي) مصحوبة بشلال من التكهنات والانطباعات والتعليقات صاحبة الدم الخفيف المعروفة لدى المصريين .. إلى حد أنشئت فيه مواقع باسم الراجل اللي ورا عمر سليمان ..والمرأة اللي ورا القذافي .. الجميع يريد أن يعرف شخصية كل منهما ..
وفيما يخصنا – على الجانب المصري – فقد انكشفت أخيراً شخصية ذلك الرجل المتخذ وضعاً شديد الجدية أثناء وقوفه خلف اللواء عمر سليمان وقت إلقائه بيان تنحي مبارك عن الحكم .. واتضح أن هذه الجدية والصرامة لهما ما يبررهما بالفعل ..
فعقب حلف اللواء عمر سليمان يمين تعيينه نائباً لرئيس الجمهورية ..وهو التعيين الذي يعد أول إشارة لمقتل سيناريو التوريث .. وتفاصيل عملية محاولة الاغتيال بحسب موقع صحيفة عرب تايمز التي تصدر من لندن نقلاً عن صحيفة المصري اليوم:
قالت مصادر مطلعة إن موكب عمر سليمان، الذي كان يمر في شارع الخليفة المأمون في اتجاه روكسي، كان يضم ٣ سيارات، وأن السيارة الأولى تعرضت لإطلاق نار كثيف من مجموعة كانت تستقل سيارة إسعاف، وأن الحادث أسفر عن مصرع اثنين أحدهما حارس سليمان الشخصي، الذي قتل في الحال، بينما تعرض السائق لإصابة بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى.وأكدت المصادر أن طاقم الحراسة لنائب رئيس الجمهورية قام بعملية خداع أثناء سير الموكب، وذلك بتخصيص سيارة سليمان لأفراد الحراسة بينما استقل نائب الرئيس سيارة أخرى ..
وقالت المصادر إن جميع المعتدين على موكب سليمان قُتلوا في الحال، وفى موقع الحادث، ووفقاً لتحقيقات أولية تمت مع أحد تشكيلات الحرس الجمهوري التي تعاملت مع المعتدين فإنهم أطلقوا النار عليهم مباشرة بعد سماع أصوات إطلاق النار، وأنهم ظنوا أن بلطجية سرقوا سيارة إسعاف وقاموا بترويع المواطنين في هذه المنطقة الحساسة. وأضافت المصادر أن طريقة قتل طاقم سيارة الإسعاف تمت في الحال.وربطت المصادر بين محاولة اغتيال سليمان وتكثيف الحراسة حوله خلال الأيام التالية، وقالت إنه تم تكليف عدد من ضباط القوات المسلحة بتأمين سليمان، وبينهم العقيد حسين شريف الذي كان يقف دائماً وراءه..
وقد تبين أن الرجل الذي كان واقفاً خلف اللواء عمر سليمان هو ( حسن شريف) ويحمل رتبة عقيد في القوات الخاصة ..وقد كلف بحماية اللواء عمر سليمان بعد فشل محاولة اغتياله .. وكان يرافقه كظله ..
وهذا ربما يفسر حالة التجهم والصرامة الشديدة البادية على وجهه أثناء ظهوره خلف اللواء سليمان وأثارت اهتمام الشارع المصري بأجمعه ..
وقد تبين أن مسئوليته في حماية اللواء سليمان هي التي كانت طاغية على تفكيره بأكثر من اهتمامه بفحوى بيان سليمان ...
التعليقات (0)